لم يترك العلم شيئاً إلا وبحث فيه المختصون عن سبل وطرق جديدة ومتطورة؛ لإنقاذ الحياة البشرية طبياً.
ومن أبرز الأمور التي يناقشها الباحثون العلميون في مجال الطب، مسألة تجدد خلايا القلب، بعد تعرضها لنوبة قلبية أو جلطة، خاصة في ظل الإقرار الطبي بأن أنسجة الجسم يمكن أن تتجدد، لكن لم يكن الأمر ممكناً بالنسبة لعضلة القلب.
لكن علماء «معهد ماكس بلانك» في الولايات المتحدة الأميركية نجحوا، على ما يبدو، في التوصل إلى تقنية، أطلقوا عليها اسم «برمجة استقلاب الطاقة في خلايا القلب»، قد تسمح بتجدد عضلة القلب بعد إصابتها بنوبة، بحسب تجربة حية أجروها على فئران التجارب.
ونشر موقع «New Atlas»، المعني بشؤون الصحة، أن علماء المعهد قد يجدون البلسم الشافي لملايين الأشخاص حول العالم، الذين قد تودي النوبات القلبية بحياتهم، حتى لو نجوا من نوبة أو اثنتين، حيث بينوا أنه بعد إصابة الجسم بنوبة قلبية، يقوم القلب بتغطية نفسه احتياطياً بأنسجة ندبية ليفية، ما يساعد على تثبيت العضو على المدى القصير، إلا أن تلك الأنسجة لا تنبض، ما يؤدي مستقبلاً إلى إصابة هذه الأنسجة بمشاكل صحية، ليست أقلها نوبات جديدة، وبالتالي فشل عضلة القلب، ما يعني الوفاة تدريجياً.
وبحسب أطباء موقع «مايو كلينك»، المعني بالصحة، تحصل معظم أنسجة الجسم على طاقتها من السكريات، في عملية تسمى "تحلل السكر". لكن القلب يحصل على طاقته من الدهون، وهو ما يعرف بأكسدة الأحماض الدهنية، وقد تبين أن هذا يمكن أن يكون المفتاح لفتح عملية تجديد خلايا القلب.
ولاختبار الفكرة على الفئران، أوقف علماء «معهد ماكس بلانك»، جيناً يسمى (Cpt1b)، وهو مفتاح أكسدة الأحماض الدهنية، ومن المؤكد أن قلوب هذه الفئران بدأت في النمو، مع تضاعف عدد الخلايا تقريباً على مدار التجربة، ثم أثار العلماء الباحثون نوبات قلبية لدى الفئران، التي تفتقر إلى جين (Cpt1b)، ثم سمحوا بتدفق الدم الغني بالأكسجين إلى قلوبها مرة أخرى. ويمثل الاختبار نموذجاً لمحاكاة حالات المرضى، الذين يتم علاجهم بتركيب دعامة بعد الإصابة بنوبة قلبية.
وأوضح فريق العلماء أنه، بعد بضعة أسابيع، اتضح انخفاض تندب أنسجة القلب بشكل كبير في فئران المختبر، وعادت وظائف القلب إلى مستويات ما قبل الأزمة القلبية تقريباً.