يجتمع في إمارة دبي، هذه الأيام، نوابغ القراءة والمعرفة من طلاب المدارس، المشاركين في فعاليات الدورة السابعة من «تحدي القراءة العربي»، التي سيعلن عن الفائزين بها في ختام المسابقة العالمية، التي تشهد إقبالاً كبيراً من البلدان الناطقة بلغة الضاد، يوم غدٍ الثلاثاء 31 أكتوبر الحالي.
فئة أصحاب الهمم:
وتتوج النسخة السابعة من «تحدي القراءة العربي» الفائز باللقب، إذ سيحصل على 500 ألف درهم، كما تشهد أوبرا دبي، التي تستضيف الإعلان عن أبطال «التحدي»، تكريم صاحب المركز الأول عن فئة أصحاب الهمم، التي تم استحداثها وللمرة الأولى في تاريخ المبادرة، ويحصل الفائز على جائزة قدرها 200 ألف درهم.
وسجلت الدورة السابعة من «تحدي القراءة العربي» مشاركة قياسية، بلغت أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة، بينهم 22506 طلاب من فئة أصحاب الهمم، يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة، من 46 دولة، وتحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
ويهدف «تحدي القراءة العربي» - وهو أكبر مسابقة ومشروع قراءة على مستوى العالم، أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2015 - إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية، وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
كما يهدف «التحدي» إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي؛ لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة، وغرس حبها في الأجيال الجديدة. ويسعى «التحدي» إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء، من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، ما يرسخ لديهم مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.
استقبال استثنائي:
تشمل قائمة الجوائز، التي سيتم توزيعها في الحفل: «بطل تحدي القراءة العربي»، و«المدرسة المتميزة»، و«المشرف المتميز»، و«بطل الجاليات»، و«بطل فئة أصحاب الهمم».
وحظي نجوم «تحدي القراءة العربي» باستقبال استثنائي، في مطار دبي، الذي رحّب بوصولهم بختم مصمم خصيصاً لهم يحمل شعار «تحدي القراءة العربي». وشكّل مطار دبي نقطة البداية لبرنامج ترفيهي تثقيفي شامل، أعده القائمون على «تحدي القراءة العربي» للمتأهلين النهائيين، بموازاة استعداداتهم للمنافسة الأخيرة في ألقاب هذه الدورة.
وخلال سبع سنوات من مسيرة «تحدي القراءة العربي»، أعادت المبادرة القرائية الأكبر من نوعها عربياً، الاعتبار للكتاب العربي، وللغة العربية بكل مقوماتها التعبيرية الثرية، التي تجعلها وعاء لشتى أنواع المعارف.
ويخضع الطلبة المتبارون على لقب «التحدي» لاختبارين: شفهي، وتحريري، بغرض تقييم مهاراتهم الخاصة، حيث يستعرض الطلبة بلغة عربية فصيحة أبرز الأفكار والنقاط الرئيسية التي استلهموها من الكتب التي قرؤوها، حيث تعمل اللجنة على قياس محصلتهم القرائية، وقدرتهم على التعبير عنها بأسلوبهم الخاص، إذ يتطلب الأمر من الطالب إظهار قدرات مميزة في المناقشة والنقد والتحليل، والربط بين الأفكار والمفاهيم المختلفة، إلى جانب التحلي بالثقة بالنفس، والتمكن في الأداء عموماً.
وتتمحور رسالة «تحدي القراءة العربي»، الذي تنظمه مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حول إحداث نهضة وحراك قرائي بين جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، حيث يسعى «التحدي» إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً، إلى جانب تعزيز الحس الوطني والقومي والشعور بالانتماء إلى أمة عربية واحدة، ونشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر؛ نتيجة للثراء العقلي الذي تحققه القراءة، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات.