في حياة كل منا أسرار عدة، لا يرغب بمشاركتها مع الناس، ويفضل الاحتفاظ بها لنفسه، وقد تكون هذه الأسرار مؤذية للنفس، أو لمن حول هذا الشخص، فلذلك يفضل أن يدفنها بداخله على أن يبوح بها، لكيلا يقف أمام نفسه، وأمام من حوله بمظهر المتهم.
لكن هناك جانب آخر للأسرار، هو تلك التي يشترك بها أكثر من شخص، فقد تكون معلومة أو خبراً أو نتيجة أو قراراً، يأتمن صاحب السر شخصاً أو أكثر عليها، ويرغب في ألا يعرفها أحد، خشية أن يؤدي انتشارها إلى حدوث ضرر ما.
وكثير من الناس تتعبهم الأسرار، ويرغبون في البوح بها، لكنهم يخشون ردة فعل محيطهم، أو تأثيرها في حياة الشخص سلباً، من ناحية حدوث خسارة معينة، أو قد يؤثر كشف السر على علاقة الشخص بالآخرين، أو قد تلحق خسارة بصاحب السر.. مادية أو معنوية أو اجتماعية.
وهناك علامات، يشير إليها موقع Psychology Today، المعني بالصحة النفسية، قد تحول حياة الشخص إلى معاناة، ومنها أن السر المؤتمن عليه قد يجعل الشخص في حيرة من أمره، ويؤثر فيه بشكل مباشر، ويبقى رهينة التفكير به على الدوام.
لذا، يقدم استشاريو الموقع النفسي نصائح للتعامل مع السر، بحيث يجعل أمر كتمانه بسيطاً، من خلال التفكير بجوانب عدة، وإيجاد إجابات على أسئلة معينة، هي: «هل الاحتفاظ بهذا السر يؤثر فيك، وهل يشغلك يومياً؟»، و«هل يمكن للاعتراف بهذا السر أن يجلب الراحة، ويقلل التفكير المستمر؟»، و«هل سيغير السر، في حال البوح به، علاقتك مع الشخص الذي يأتمنك عليه؟».
سيجد الشخص (حافظ السر)، أن بوحه به سيجعله يشعر بتأنيب أكبر، حينما يتم وصفه بعدم المصداقية، نتيجة البوح بسر زميله، أو صديقه، أو أحد أفراد عائلته المقربين.
وتراود الشخص (حافظ السر)، غالباً، تهيؤات على شكل أن كشفه للسر سيجعله بطلاً في نظر من يعترف به أمامه، لكن عليه أن يقيس المسافة بين رغبته في الإفصاح عن السر بهدف التخلص من عبء، وبين المصلحة التي ستعم على الجميع في حال انكشاف السر، وعليه أن يقدر حجم الضرر الذي يمكن أن يحدث في حال انفضاح الأمر.
هنا، سيكون التخلص من عبء السر أمراً غير محمود، في حال وجد أن الضرر الذي سيلحق بصاحب السر أكبر من الفائدة التي سيجنيها من الكشف عنه.
لذا، من المهم تجاهل المعلومة التي يملكها، وتدريب نفسه على اعتبار أنه لا يعلم شيئاً، والأخذ بالمثل العربي الشهير «ليس كل ما يعرف يقال»، حتى يرتاح نفسياً، ويترك هم التفكير في أمر، قد لا يعني الكثير، إلا لأصحاب الفضول القاتل، والذين يقضون أوقاتهم في الثرثرة غير المفيدة، ونقل الكلام.