يعتقد معظم الناس أن عادة النسيان المستمر لها علاقة مباشرة بالإصابة بمرض التدهور المعرفي (ألزهايمر)، خاصة عند كبار السن. صحيح أن من علامات الشيخوخة وتقدم العمر، النسيان، لكن هناك الكثير من الأشخاص، الذين يمرون بحالات من النسيان المؤقت أو المتكرر، لكنهم يتمتعون بصحة وقدرات ذهنية جيدة، وليسوا مصابين بألزهايمر.
النسيان له علاقة بالجهد اليومي والعملي الذي يبذله الشخص، وقد تكون له علاقة مباشرة بحجم الانشغال بالأعمال الروتينية المطلوب منه إنجازها، وتشكل عبئاً كبيراً عليه، ما يدفعه، بطريقة غير مباشرة، للتركيز على الأمور الأساسية المباشرة، وتجاهل الأمور العادية، التي لا تشكل فارقاً كبيراً، إذ يفضل التركيز على إنجاز مهامه اليومية عن الانشغال بأشياء صغيرة.
وللتخلص من عادة النسيان المستمر، سواءً كبار السن، أو من يمرون بمرحلة الشباب، يمكن تدريب الجسم والعقل على الاحتفاظ بذاكرة قوية، من خلال تمارين دماغية عدة.
أبرز التمارين لتقوية الذاكرة:
كسر الروتين:
يعتبر «كسر الروتين»، من خلال تغيير مسار الذهاب إلى العمل مثلاً بهدف اكتشاف طرق جديدة، وإعادة ترتيب ديكور المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك، وذلك حتى يعتاد العقل كل فترة أشياء جديدة، لا يراها بشكل ثابت على الدوام.
وأيضاً «استخدام الحواس»، من خلال التدرب على معرفة الأشياء من حولك وأنت مغمض العينين، حيث يساعد هذا التمرين، الذي يمكن القيام به من خلال حواس الشم والتذوق واللمس، على تنشيط الذاكرة.
تمرين الروابط العقلية:
وكذلك «تمرين الروابط العقلية»، من خلال ربط الأشياء التي تعرفها مع شيء مألوف بالنسبة لك، فمثلاً يمكن اعتياد الذهاب إلى مكان معين، وربط اسمه بشخص أو منطقة أو علم بارز، ليسهل دائماً تذكره.
ألعاب العقل والذاكرة:
ومن الضروري، أيضاً، قطع العمل الروتيني اليومي، بممارسة «ألعاب العقل والذاكرة»، مثل: الشطرنج، والكلمات المتقاطعة، وحتى ألعاب الهاتف المحمول، التي توفر مساحة للتفكير في الخطوة المقبلة قبل الإتيان بها.
تعلم أشياء جديدة:
يعتبر «تعلم أشياء جديدة» حافزاً مهماً لتنشيط الذاكرة، وإخراجها من روتينها اليومي، من خلال تعلم لغة جديدة، أو مهارة يدوية، أو العزف على آلة موسيقية. كما تعد «ممارسة التمارين البدنية» عاملاً محفزاً لقوة العقل وإدراكه، حيث تعزز ممارسة التمارين الرياضية قوة الجسم والعقل معاً، كما تحسن الدماغ والذاكرة بشكل عام، ولا يتطلب الأمر القيام بتمارين شاقة أو قوية، وإنما ممارسة المشي، أو ركوب الدراجة الهوائية، أو السباحة، إذ إنها تكفي لتحقيق المطلوب.