لا توجد بيئة عمل مثالية 100%، حتى في أكبر الشركات العالمية التي توفر الرفاهية لموظفيها، لا بد أن تمر لحظات عصيبة على العاملين، سواءً بسبب ضغط العمل، أو التأخر في إنجاز المتطلبات الموكلة للموظفين، أو حتى بسبب الروتين اليومي، الذي يخلو من التجديد.

ولأن معظم الشركات في العالم مهما كانت مهنتها أو اختصاصها، تسعى أولاً لتحقيق النجاحات والإنجازات والأهداف السنوية، فلا بد أن تحل بعض اللحظات السيئة والأجواء المتوترة على بيئة العمل.

لذا، من المهم جداً الحفاظ على الهدوء والتزام الحكمة عند التعامل مع المواقف العصبية، واستحضار التركيز، بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، تنعكس على الجميع.

وللحصول على الهدوء وسط توتر بيئة العمل، لا بد من ممارسة التأمل الذهني، وحتى «اليوغا»، فهذه العملية تساعد على إبقاء الذهن حاضراً في أكثر المواقف عصبية، كما تساعد على اتخاذ قرارات مسؤولة دون تسرع.

ومن المهم اللجوء إلى تكرار عملية التنفس العميق عند الشعور بالإرهاق والتوتر، فممارسة عمليتَي: "الزفير، والشهيق"، تساعد على استعادة الهدوء والتركيز.

 

وتعد الفوضى أكبر عدو للنجاح، فالعمل يحتاج إلى روتين يومي إداري، يتعلق بسير العمل، من خلال وضع أولويات لتنفيذ مهمات العمل اليومية الموكلة إليك، ويساعد على تلبية الاحتياجات المهمة، ثم الأقل أهمية، مع الحفاظ على نظام يسهل إنجاز المهمات، حتى في أشد أوقات التوتر أثناء سير العمل.

ولا شك في أن الحصول على راحة سلبية من العمل كل ساعتين، ولمدة خمس دقائق على الأقل، يخفف جو التوتر والاحتقان، فبالنهاية الإنسان له قدرات عملية وتفكيرية، وهو ليس آلة إلكترونية، ولا بد أن يكون صافي الذهن حتى يبدع.

وعلى المدير المسؤول والمباشر، أن يتعاطى مع الموظفين، ويتعامل معهم على أساس أنهم عائلة واحدة، وألا يمارس التمييز في ما بينهم على أساس القرب العاطفي، بل يمنح المتميز حقه بالتقدير أمام زملائه، ليشجعهم على التميز، وألا يمارس سلطاته وصلاحياته بناءً على أهوائه الشخصية.

ومن الضروري، أيضاً، الانتباه إلى الجوانب الإيجابية في سياق العمل، والتأشير عليها، وعدم تسليط الضوء فقط على الجوانب السلبية، فمن المهم تعظيم الإيجابيات، والإشارة إلى السلبيات مع إعطاء حلول لها، حتى يتم تلافيها مستقبلاً.

 

وللحفاظ على تفكير سليم وطاقة إيجابية على الدوام، لا بد من الحصول على الراحة الجسدية عبر الحفاظ على معدل مناسب للنوم، لا يقل عن ثماني ساعات ليلاً، ومن المهم، أيضاً، الحفاظ على روتين ممارسة النشاط البدني صباحاً، حيث يساعد الجسم الذي يشعر بالراحة والطاقة على خفض معدلات التوتر.

وبالتأكيد، كل موظف يحتاج إلى الدعم والمشورة من المدير المباشر في بعض الأوقات، فمن المهم أن تكون العلاقة الوظيفية تكاملية، فلا يبخل المدير بإعطاء المشورة والنصيحة لمن يحتاجها، فالمدير وصل إلى المركز الذي يشغله بناءً على تراكم خبراته العملية، وكان موظفاً يوماً ما.

ومن المهم على جميع الموظفين، مهما كانت درجاتهم الوظيفية، التدرب على الاستجابة للتعامل مع كل الظروف بوعي وحكمة، فتقييم الموقف أحياناً يحتاج إلى سرعة ودقة، فالرد الانفعالي والعاطفي يتسبب دائماً في الخسارة.