لا صوت يعلو عالمياً فوق قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع العديد من التحديات، وجعلها ممكنة لخدمة البشرية، والحد من التأثير المناخي السلبي على العالم، في محاولة للحد من البصمة الكربونية البيئية للكثير من الصناعات ومجالات الأعمال.

في الإمارات، يتم الاستعداد حالياً لانعقاد «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ» (COP 28)، خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، حيث يسعى المؤتمر للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في دعم مسيرة الاستدامة العالمية بمختلف الصعد، حيث تبرز مشكلات التغير المناخي والتدهور البيئي كأبرز التحديات التي تواجه الإنسانية، ولا تقتصر مجابهتها على قطاع محدد.

 

ويرى خبراء المناخ إمكانية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الاستدامة ومواجهة التغير المناخي، ويشمل ذلك: التخطيط واستخدام التقنيات والحلول والرقابة على تنفيذ المهام على اختلافها بأقل الموارد، وبأدنى حد ممكن من الانبعاثات.

وتشمل المجالات، التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً فيها، مجالات: «الطاقة والمياه والنقل والزراعة والصناعة وسلاسل التوريد»، إذ يمكن استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة استخدام الطاقة بالمنازل والمكاتب والشركات، وتحسين وترشيد إدارة المياه وإعادة تدويرها.

ويسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرة على محاكاة الواقع بدقة، وبالتالي يمكن العمل على حل القضايا والتحديات البيئية بسرعة وكفاءة، من خلال إيجاد الثغرات، وتحديد نقاط هدر الموارد، وكذلك أماكن وآليات الحد من استهلاك الطاقة، وإيجاد الحلول الاستباقية لبعض التحديات.

 

ويعد استخدام الرؤى المستندة إلى البيانات والذكاء الاصطناعي أداة قوية لمساعدة الشركات على إطلاق العنان لطاقتها بكفاءة، من خلال أتمتة عمليات جمع البيانات وتحليلها، إذ تسمح الأتمتة وتحليلات البيانات للشركات بالوصول إلى البيانات المتعلقة باستهلاكها للطاقة في أي وقت، حتى لو كانت منعزلة في أقسام وأشكال مختلفة.

وتتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة دمج مصادر البيانات المتنوعة، مثل: العدادات الذكية وبيانات الاستهلاك والتسعير، حيث يتمكن حينها الذكاء الاصطناعي من تحليل هذه المعلومات ونمذجتها لتقديم صورة واضحة عن الاستخدام والتكلفة والحد من الهدر، كما يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بنقص المنتجات وفرص الحد من الهدر، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما يجعله وسيلة حاسمة لمواجهة تحديات الطاقة الحالية والمستقبلية.

ومما سبق، يمكن استنتاج قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في ضمان كفاءة استخدام الطاقة. فعلى سبيل المثال، تعمل تكنولوجيا البناء، سواء من خلال خوارزميات الصيانة التنبؤية، أو أدوات التحكم في الإضاءة وأنظمة التحكم في المناخ، على تقليل استهلاك الطاقة.