يعرف «الاكتئاب»، طبياً، بأنه اضطراب مزاجي، يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام، ويؤثر في شعورك وتفكيرك وسلوكك، كما يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية، ومواجهة صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد تشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
ويقول خبراء الصحة إن الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف، ولا يمكنك «الخروج» منه ببساطة، فقد يتطلب الاكتئاب علاجاً على المدى الطويل.
لكن ما الفرق بين الاكتئاب عند الرجال والنساء؟
تختلف علامات الاكتئاب وأعراضها بين الرجال والنساء، ويميل الرجال، أيضاً، إلى استخدام مهارات التكيف المختلفة، سواء الصحية منها أو غير الصحية، أكثر من النساء، ومن غير الواضح سبب معاناة الرجال والنساء الاكتئاب بشكل مختلف، ومن المحتمل أن يرجع هذا لعوامل عدة، بما في ذلك: كيمياء الدماغ، والهرمونات، وتجارب الحياة.
يشعر الرجال المصابون بالاكتئاب بالمرض والتعب الشديد وصعوبة النوم، وعدم الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقاً. ومن أبرز الإشارات إلى اكتئاب الرجال: الهروب من الواقع، مثل قضاء الكثير من الوقت في العمل أو ممارسة الرياضة، والتحكم المفرط أو العنف أو الإساءة، والهياج أو الغضب غير المبرر، والسلوك المحفوف بالمخاطر، مثل القيادة المتهورة.
تشخيص الاكتئاب:
ولا يتم تشخيص الرجال الذين يعانون الاكتئاب في كثير من الأحيان لأسباب عدة، بينها: «عدم الاعتراف بالاكتئاب»، و«التقليل من شأن العلامات والأعراض»، و«التردد في مناقشة أعراض الاكتئاب»، و«مقاومة علاج الأمراض النفسية».
أما لدى النساء، فتبلغ احتمالات تشخيص السيدات بالاكتئاب الضعف مقارنة بالرجال، حيث يمكن أن تصاب النساء بالاكتئاب بأي عمر، لارتباط بعض التغيرات المِزاجية والشعور بالضيق بالتغيرات الهرمونية المعتادة. وهناك عوامل أخرى تجعل إصابة النساء بالاكتئاب متوقعة، مثل: الصفات الموروثة، وظروف الحياة، والتجارِب الشخصية.. في ما يلي العوامل المساهِمة في إصابة النساء بالاكتئاب، منها: «البلوغ»، و«الخلافات مع الوالدين»، و«زيادة الضغط للإنجاز» في المدرسة أو الرياضة أو غيرها من مجالات الحياة، و«مشكلات ما قبل الحيض»، و«الحمل»، و«الإجهاض»، و«العقم»، و«اكتئاب ما بعد الولادة»، و«التقطع بالنوم»، و«التمييز»، و«الشعور بعدم التقدير»، وسواها من الأسباب.
العلاج:
يعتبر العلاج النفسي فعالاً بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب، حيث يمكن لطبيب الرعاية الأولية لديك، أو طبيبك النفسي، أن يصف أدوية لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يستفيدون أيضًا من زيارة طبيب نفسي، أو اختصاصي علم النفس، أو متخصص متمرس في حالات الصحة العقلية.
ويمكن علاج الاكتئاب بـ«الأدوية»، و«العلاج النفسي»، من خلال التكيف مع الأزمة التي يمر بها الشخص في الوقت الحالي، وتحديد المعتقدات والسلوكيات السلبية، واستبدالها بأخرى سليمة وإيجابية، واستكشاف العلاقات والخبرات، وتطوير التفاعلات الإيجابية مع الآخرين، وإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع المشكلات وحلها، وتعلم كيفية وضع أهداف واقعية لحياتك، وتنمية القدرة على التحمل وتقبّل الضيق باستخدام سلوكيات صحية.