في الآونة الأخيرة، بات الكثيرون يرغبون في أن تكون لهم بصمتهم في الحفاظ على البيئة، واتباع نهجٍ أكثر استدامة، من خلال اقتناء المجوهرات والملابس الصديقة للبيئة، التي تتم صناعتها بمعايير أخلاقية. ومن هنا، بدأ العديد من الناس يشترون الألماس المزروع مخبرياً.

ومع انتشار هذا الأمر، أصبح الكثيرون يرغبون في معرفة المزيد عن هذا الألماس، ومميزاته وخصائصه، وهل هو حقيقي أم لا.

 

هل الألماس المزروع مخبرياً حقيقي؟

الإجابة نعم، إذ إن هذا الألماس تماماً مثل الألماس المستخرج، ويعتبر علماء الأحجار الكريمة الألماس المزروع في المختبر حقيقياً، لأن له التركيب الفيزيائي والكيميائي نفسه للألماس المستخرج.

وإلى جانب ذلك، يتألق هذا الألماس تماماً مثل الألماس المستخرج من المناجم، والفرق الوحيد بينهما هو أصوله، فبدلاً من استخراجه من الأرض، يقوم العلماء بزراعته في مختبر متخصص.

كيف تتم زراعة الألماس في المختبر؟

تتم زراعة الألماس في مختبر عالي التقنية، من خلال تعريض قطعة صغيرة من الألماس المستخرج، وتسمى «بذرة الألماس»، لذرات الكربون تحت ضغط مرتفع وحرارة شديدة، وبالتالي تقليد العملية البركانية الطبيعية، التي يتشكل بها الألماس تحت الأرض منذ ملايين السنين.

ومع أن الألماس في المختبر ينمو بشكل أسرع منه تحت الأرض، إلا أن العملية لاتزال بطيئة للغاية، حيث يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تتبلور ذرات الكربون على سطح بذرة الألماس، ويتشكل الألماس الخام الحقيقي.

 

هل الألماس المزروع أرخص من المستخرج؟

نعم، إذا قارنت بين الألماس المستخرج، والألماس المزروع في المختبر ذي الجودة والحجم نفسيهما، فعادة يكون ألماس المختبر أقل تكلفة من الألماس المستخرج، ويمكن أن يكون سعر ألماسة المختبر أرخص بنسبة تراوح بين 15 و60% من الألماس المستخرج.

هل الألماس المزروع هو نفس الزركونيا المكعبة والمويسانيت؟

الزركونيا المكعبة، أو المويسانتي، عبارة عن تقليد اصطناعي مصنوع من مواد لا علاقة لها بالألماس، لأنه كما ذكرنا سابقاً يعتبر العلماء الألماس المصنوع مخبرياً حقيقياً، وليس مقلداً.

ونظراً لأن الألماس المزروع في المختبر والألماس المستخرج هما الشيء نفسه، فمن المستحيل التمييز بينهما، ولهذا السبب، ومن أجل شفافية المستهلك، يتم تمييز الألماس المعملي بعلامة ليزر مجهرية؛ لتمييزه عن الألماس المستخرج من المناجم، ولا يمكنكِ رؤية هذه العلامة بالعين المجردة، إلا أن الصائغ يستطيع العثور عليها باستخدام معدات مكبرة متخصصة.

وهذه ليست هي الحال مع الأحجار الاصطناعية المقلدة، مثل: المويسانتي، أو الزركونيا المكعبة، إذ يمكن لصائغي المجوهرات التمييز على الفور بين هذه المواد وبين الألماس، دون الحاجة إلى معدات متخصصة، لأن وزن ومظهر وبريق المواد الاصطناعية، مثل المويسانتي أو الزركونيا المكعبة، تختلف تمامًا عن الألماس.

 

هل الألماس المزروع أفضل من المستخرج؟

من الجيد أن نضع في الاعتبار أن للألماس المستخرج، والمزروع بالمختبر، إيجابيات وسلبيات:

إن الألماس المستخرج هو من العجائب النادرة والجميلة التي خلقها الله في الطبيعة، وتكمن قيمته المتصورة في حقيقة أنه مورد طبيعي محدود، إلا أنه غالي الثمن لأنه من الصعب العثور عليه، وإنتاجه يتطلب التعدين والنقل الثقيل، كما يشعر بعض الناس بالقلق إزاء التأثير البيئي والاجتماعي للتعدين على البيئة.

أما الألماس المزروع في المختبر، فهو مزيج من الفن والتكنولوجيا، وهو من صنع الإنسان، ما قد يجعل الناس ينظرون إليه على أنه أقل ندرة وإغراء من الألماس المستخرج، وهو يوفر نفس الجودة والشكل والملمس والتألق مثل الألماس المستخرج لكن بسعر أقل، إلى جانب أنه مستدام.