لطالما عرفت الإمارات بأنها بلد التسامح والتراحم والإنسانية، وقد جسدت هذه الصفات فعلاً على أرض الواقع منذ تأسيس الدولة، وحتى يومنا هذا، الذي لاتزال تبرهن فيه للعالم أجمع أنها منبع للأخلاق والمروءة والشهامة.
وفي خضم الأحداث الأخيرة، التي يشهدها العالم، لم تتوانَ دولة الإمارات بكل مكوناتها في أن تبادر بالخير، وتقدم المساعدات للمدنيين ومتضرري الحرب في قطاع غزة، وقد بدأت هذه المساعدات منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، وما حملة «تراحُم من أجل غزة»، التي انطلقت خلال الأسبوع الماضي، ولاتزال مستمرة بفعالياتها، سوى برهان أن دولة الخير وشعبها لا يمكن أن يكونا إلا منبعاً لكل خير، ومصدراً لإغاثة كل ملهوف ومكلوم.
وبعد انطلاقها يوم الأحد الماضي من ميناء زايد بأبوظبي، بمشاركة أكثر من 4500 متطوع، وجمع ما يقارب الـ13 ألف سلة غذائية، ستقام فعاليات هذه الحملة مرة جديدة خلال الأسبوع المقبل في كل من دبي وأبوظبي والشارقة، يومَي السبت والأحد القادمين، بهدف رفع عدد السلال الغذائية، وتجهيز قرابة الـ25 ألف واحدة جديدة.
ويشهد هذان اليومان فعالية في قاعة الرمال بدبي، وأخرى في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، وفعالية مشابهة في مركز إكسبو الشارقة.
وتركز حملة «تراحُم من أجل غزة»، التي تشرف عليها وزارتا الخارجية وتنمية المجتمع، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، على التضامن مع الفئات الأكثر ضعفاً، خاصة النساء والأطفال، الذين يشكلون أكثر من 50% من نسبة سكان القطاع، إذ قدر عدد الأطفال فيه بقرابة المليون طفل.
وقد أعلنت الحملة عن تخصيص 26 مركزاً لاستقبال التبرعات، منها 12 مركزاً في أبوظبي.
20 مليون دولار من الإمارات إلى غزة:
كعادتها، كانت الإمارات، بقيادتها، سباقة بين جميع الدول بتقديم الدعم غير المحدود لأهل غزة، فمنذ الأيام الأولى للحرب وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم مساعدة عاجلة بقيمة 20 مليون دولار.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية، في ذلك الوقت، إن سموه أمر بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
50 مليون درهم مساعدات إنسانية:
لا يمكن المساس بمواقف دولة الإمارات الراسخة على مر الزمان تجاه أشقائها، والوقوف بجانبهم في مختلف الظروف.
ومن هذا المنطلق، قدمت الدولة مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين، بلغت قيمتها 50 مليون درهم، بإيعاز مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وليست هذه المساعدات وحدها ما قدمته الإمارات، فقد قامت بإرسال طائرة إغاثة محملة بالمواد والمساعدات الطبية إلى مصر؛ ليتم إدخالها إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي.