من الواضح أن الذكاء الاصطناعي بات يستحوذ على العديد من الأمور الحياتية من حولنا، حتى إن بعض المشاهير باتت لديهم شخصياتٌ بديلة، عبر «إنستغرام»، و«فيسبوك»، مثل عارضة الأزياء الأميركية كيندال جينر.
وفي التفاصيل، قدمت شركة «ميتا» روبوت دردشة جديداً، يحمل اسم «بيلي»، ويعمل بالذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «إنستغرام». لكن، اللافت أن هذا الروبوت جاء باستخدام شكل عارضة الأزياء، البالغة من العمر 27 عاماً، إذ بدا الروبوت كأنه نسخة كربونية من جينر، بدءاً من ميزاتها الشكلية النموذجية، وسلوكياتها، وحتى نبرة صوتها الشبيهة بأسلوب آل كارداشيان.
ويمكن للمعجبين التحدث مع نسخة الذكاء الاصطناعي من المشاهير المفضلين لديهم، الذين يملكون حساباتٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باستخدام تقنية مشابهة لـ«ChatGPT»، إذ تتميز هذه الحسابات بمقاطع فيديو تصور هذه الشخصيات.
وفي أحد مقاطع الفيديو، تظهر الروبوت «بيلي»، وهي تقول للكاميرا: «مرحباً يا رفاق، أنا بيلي، أريد فقط أن أقدم نفسي. أنا هنا للدردشة وقتما تشاؤون، ويمكنكم مراسلتي للحصول على أي نصيحة، أنا مستعدة للحديث، وآمل أن أتحدث إليكم قريباً».
وفي «البيو» الموجود على حساب «إنستغرام» الخاص بـ«بيلي»، يمكن قراءة عبارة تؤكد أن شركة «ميتا» هي التي تدير الحساب، وباتت «بيلي» تمتلك فعلاً أكثر من 100 ألف متابع.
وتصف «بيلي» نفسها بالأخت الكبرى، إذ كتبت في منشورٍ لها: «الدردشة معي تشبه أن تكون لديك أخت أكبر، يمكنك التحدث إليها، لكنها لا تستطيع سرقة ملابسك».
روبوتات بصورة مشاهير
وجينر ليست النجمة الوحيدة، التي منحت شركة «ميتا» الإذن؛ لإنشاء روبوتات ذكاء اصطناعي؛ بناءً على صورهم مقابل ثمن، إذ إن هناك عدداً من روبوتات المشاهير. ومن بين الملفات الشخصية الاجتماعية الجديدة للذكاء الاصطناعي، التي تديرها الشركة، هناك 14 منها تعتمد على المشاهير، إذ أوضحت أن «هذه الوجوه المألوفة تمثل الشخصيات، وليست أنفسهم».
ووفقاً لتقرير نُشر في 5 أكتوبر الحالي، كانت شركة ميتا على استعداد، في البداية، لدفع مليون دولار لاستخدام صور المشاهير كمساعد للذكاء الاصطناعي، إلا أنه قيل، في ما بعد، إن الشركة دفعت ما يصل إلى 5 ملايين دولار لأحد المشاهير، مقابل ست ساعات فقط من العمل؛ حتى يتمكنوا من تصوير حركاته، وأنماط كلامه.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها استخدام صورة أحد المشاهير لإنشاء نسخة ذكاء اصطناعي خاصة به، إذ في وقت سابق من هذا الشهر، ظهرت نسخة من الذكاء الاصطناعي خاصة بالممثل توم هانكس، تم استخدامها دون إذنه؛ لترويج شيءٍ متعلقٍ بطب الأسنان، واضطر الممثل البالغ من العمر 61 عاماً، للخروج محذراً من أنه «لا علاقة له» بالإعلان.
ردود فعل الجمهور على «بيلي» الشبيهة بجينر:
تسبب برنامج الدردشة الآلي «بيلي»، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، في بعض الارتباك؛ حيث ظن المعجبون أن من في الفيديو هي كيندال جينر نفسها، وأنها تتظاهر بأنها شخصٌ يُدعى «بيلي»، لكن بمجرد أن أدركوا أن المقطع كان مجرد نسخة من الذكاء الاصطناعي للنجمة الشهيرة، تحولت ردود أفعالهم من الارتباك إلى الرعب التام، إذ قال أحدهم إن الأمر مرعب للغاية، وإنه يأمل أن تخرج كيندال، وتقول إنها «بيلي»، وإن هذا ليس مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، لأن ذلك الأمر فظيع للغاية.
وفي هذا الشأن أيضاً، أشار خبير الذكاء الاصطناعي، الدكتور مايك كوك، إلى أنه كان يعتقد في الأصل أن هذا الفيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، قبل أن ينظر إليه بشكلٍ فاحص، إلا أنه وبعد البحث لم يجد أي دليل على ذلك، مضيفاً أن «ميتا» أكدت أنها ستضع علامة على أي أشياء تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بشعار خاص في أسفل اليسار، إلا أنها في فيديو وصورة «بيلي» لم تضع تلك العلامة، ما جعله يعتقد أنها جينر الحقيقية.
ويعتقد كوك أن الارتباك المحيط بهذا يظهر مدى هشاشة عالمنا عبر الإنترنت، إذ أصبحنا لا نعرف، حقًا، ما الذي يمكننا الوثوق به، وما لا يمكننا الوثوق به.
علامات يجب البحث عنها للتأكد من أن ما نشاهده ليس نتاج الذكاء الاصطناعي:
بشكل عام، إذا كنت تحاول اكتشاف الصور أو مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها في الوقت الحالي، فإن بعض العلامات التي يجب البحث عنها هي الظلال والضوء، إذ غالباً ترسم نماذج الذكاء الاصطناعي ظلالاً ذات مظهر واقعي. لكن، في كثير من الأحيان لن تتطابق مع ظل الشخص، حيث يشع الضوء، أو ستشير الظلال إلى اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه.
والأمر الآخر أن الذكاء الاصطناعي يواجه صعوبة في التعامل مع النصوص، لذا يمكنك البحث عن الكتابة على الملابس ذات العلامات التجارية، أو اللافتات في الخلفية.
وأخيراً، ابحث عن التفاصيل الدقيقة، خاصة الأشياء ذات الأشكال المتكررة أو المتداخلة، التي يمكن أن تربك نماذج الذكاء الاصطناعي.