تحتفل المؤسسات والمنظمات الخيرية، التي تعنى بالتوعية بسرطان الثدي حول العالم، خلال أكتوبر كل عام، بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، حيث يقام العديد من الفعاليات والأنشطة لدعم هذه القضية، مثل: إضاءة المعالم والمباني باللون الوردي، والمسيرات، إضافة إلى التشجيع على الفحص المبكر، لأهميته في الكشف عن الإصابات، والقدرة على علاجها.

وسرطان الثدي يتشكل، عادةً، في القنوات (الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة)، أو الفصيصات (الغدد التي تنتج الحليب). ويمكن أن يصيب سرطان الثدي الرجال والنساء على حدٍّ سواء، لكنه أكثر شيوعاً عند النساء.

وتسعى وسائل الإعلام للإضاءة على أهمية رفع مستوى الوعي حول سرطان الثدي، وتعزيز الكشف المبكر، ودعم المرضى، حيث يعد «الشهر الوردي» فرصة ملائمة لتثقيف الجمهور، وتمكين المرأة من تولي مسؤولية صحتها.

وخلص أطباء موقع «مايو كلينك»، المعني بالصحة العامة، إلى مجموعة عوامل تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، يمكن - من خلال تجنبها - تلافي الوقوع ضحية هذا المرض اللعين، أبرزها «السمنة» حيث تعد زيادة الوزن أحد أبرز عوامل الإصابة عند النساء، خاصة بعد انقطاع الطمث، و«قلة النشاط البدني» حيث يؤدي الكسل والخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إلى الإصابة بالمرض.

كما أن «تناول الكحول» من أبرز مسببات المرض، والاستخدام الطويل لـ«الهرمونات البديلة» كعلاج، يزيد نسب الإصابة، ويعد «تأخر سن الولادة» عاملاً إضافياً للإصابة بالمرض، كون السيدات اللاتي يتأخرن في الزواج والإنجاب لما بعد سن الثلاثين، معرضات أكثر من سواهن، وأيضاً تعتبر مسألة «عدم الرضاعة الطبيعية» من أبرز الأسباب للإصابة بسرطان الثدي، وأيضاً «استخدام حبوب منع الحمل» لفترة طويلة يزيد نسبة خطر التعرض للمرض.

ويمكن أن تتسبب «العوامل البيئية»، مثل التعرض لبعض المواد، مثل: المبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، في الإصابة بسرطان الثدي، كما أن اتباع «نظام غذائي مفرط»، مثل الإكثار من تناول الأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة، كما قلة تناول الفواكه والخضروات، ستكون سبباً رئيسياً وحاسماً في الإصابة بالمرض. كما يرتبط «التدخين» بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة بين النساء قبل انقطاع الطمث.

لكن المفيد في أمر الإصابة بسرطان الثدي، هو أنه إذا تم اكتشافه مبكراً، فإن معظم النساء يتمتعن بحياة طويلة وصحية، حيث يعتمد معدل البقاء على قيد الحياة على مدى تقدم مرحلة السرطان عند اكتشافه؛ لذلك يعد الاكتشاف المبكر مهماً للغاية، فأكثر من 95%، من النساء اللواتي اكتشفن المرض في بدايته، نجون منه.

ومن المهم أن تتواصل كل سيدة وصلت سن الأربعين من عمرها، مع طبيبها الخاص، حول مرض سرطان الثدي، حيث يمكن أن يكون فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية أداة مهمة للكشف عن سرطان الثدي مبكراً.