روضة المريخي: أبحث عن أهداف جديدة لتحقيقها

عنونت الإماراتية روضة المريخي، رسالة متألقة عكست أفكارها الخلاقة، وطموحها لتطوير نفسها وغيرها، في بيئة جماعية مبدعة. 

عنونت الإماراتية روضة المريخي، رسالة متألقة عكست أفكارها الخلاقة، وطموحها لتطوير نفسها وغيرها، في بيئة جماعية مبدعة. 

ومن خلال مبادراتها الملهمة ومشاريعها المتنوعة، تعمل على إيجاد مجتمع من الإماراتيات المستقلات القويات، اللاتي يؤمنَّ بكل ما يضعنه أمام أعينهن، ويحققنه.. في حوارنا معها، أضاءت لنا جوانب عدة من تجربتها الاستثنائية:

ما الرسالة التي أردتِها، من خلال مشروعاتك المؤثرة؟ من أهم مبادراتي، في عام 2019، أنني أسست «سول أند برين جوس»، وهو مجتمع يتيح للإماراتيات المشاركة في أنشطة تعزز العقل والجسد والروح. وفي عام 2021، أنشأت «غواصات أبوظبي»، أو (أبوظبي فيميل دايفرز)، وهو مجتمع نشجع فيه السيدات على أن يصبحن غواصات، ثم الارتقاء إلى مستوى الغواصات المتقدمات، ثم ننخرط في رحلات ترفيهية، ونقوم بأعمال صديقة للبيئة البحرية، مثل: التنظيف وغيره. لكن، في الأغلب، نستمتع بوقتنا تحت الماء. من خلال مبادرتَيْ: «Soul and Brain Juice»، و«Abu Dhabi Female Divers»، أريد أن أشجع السيدات على الاستمتاع بحياتهن، حتى لو كنَّ أمهات، وموظفات بدوام كامل؛ فهناك ما هو أكثر جمالاً في الحياة من إهدارها، وأقول للمرأة: اعثري على شغفك، واستكشفي العالم، وجربي أشياء جديدة، واسألي نفسك، دائماً: متى كانت آخر مرة فعلت فيها شيئاً لأول مرة؟

لماذا أسستِ مشروع «غواصات أبوظبي»، ومن أين استلهمت فكرته؟ لطالما رغبت في استكشاف المياه، وعالم الغوص، لكنني اعتقدت أنه من المستحيل أن أفعل ذلك في الإمارات؛ نظراً لأن المياه تعد منطقة يهيمن عليها الذكور. لكن، سرعان ما رغبت في تغيير هذه الفكرة بعد وباء «كورونا»؛ حيث بدأت في رحلة استكشاف بلدي، وخلال عطلة نهاية الأسبوع السياحية في الفجيرة، رأيت أن لدينا مراكز غطس بها خزانات الغوص، وبها أشخاص يقومون برحلات الغوص بنشاط، فقلت: لماذا لا نعود إلى الغوص؟.. ورغم أنني حصلت على رخصة غوص، خلال رحلة عائلية إلى تايلاند عام 2004، فإنني لم أعتقد أنه يمكنني القيام بذلك هنا. في المرة الأولى، التي ذهبت فيها للغوص، لأن لديَّ رخصة سابقة للمياه المفتوحة، لسوء حظي كنت السيدة الوحيدة على متن القارب؛ وكنت غير مرتاحة؛ لذلك فكرت في أنه لابد من تكوين مجتمع نسائي فقط، حيث يمكننا أن نشعر بالراحة عند الغوص تحت الماء في الإمارات وخارجها.

كيف تجاوزت عائق كونك امرأة، واقتحمت مجتمع الغوص الذي كان حكراً على الرجال؟ حقيقةً.. كان هذا هو التحدي الوحيد؛ فقد كان من غير المعتاد ثقافياً، في مجتمعنا، أن تكون السيدات غواصات؛ فلطالما ارتبطت هذه الممارسة بالذكور، والرجال اعتادوا الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ولم نسمع أبداً أن النساء يذهبن للغوص الحر. لحسن الحظ، خلال السنوات القليلة الماضية، رأينا المزيد من السيدات ينخرطن في الغوص؛ ما يجعل هذا المجال واعداً لهن. بالنسبة لي، لم أواجه أي صعوبات، خاصة أن عائلتي باركت خياراتي. ومن ميزات الغوص أنني دائماً بعده أكون بحالة مزاجية إيجابية. لذا، علينا جميعاً ممارسة المزيد من الأنشطة المائية، والهروب من الضغوط الموجودة على وجه الأرض، بممارسة السباحة والغوص في أعماق البحار.

كيف أثرت مبادراتك، وما قمتِ به، في من حولك؟ لا يمكن تخيل مدى سعادتي عند رؤية تطور هؤلاء السيدات حينما يكنَّ معي؛ فيصبحن أكثر سعادة وصحة، ويصنعن أفضل نسخة من أنفسهن. أشعر بأن لديَّ دوراً في ذلك، هو مساعدتهن على إدراك إمكاناتهن ورؤاهنَّ، وأن يكنَّ فخورات بأنفسهن، وحتماً سنصبح مجتمعاً أقوى؛ إذا كنا سعداء بنجاح من حولنا، وبتطورهم.

كيف استطعت الجمع بين الوظيفة الحكومية وكل تلك الأنشطة، وماذا عن أهدافك في الجانبين؟ أحب عملي، إذ إنه المصدر الذي يمنحني الطاقة لأعيش الحياة التي أعيشها اليوم. كما أنني مستقلة تماماً، ويمكنني التخطيط لحياتي من خلال العمل الجاد، وكذلك الحصول على الوقت للاستمتاع بحياتي. لديَّ مهارة كبيرة في التخطيط، أعمل على تطويرها باستمرار، فأضع أهدافاً كل يوم، كل أسبوع، وكل شهر، ولديَّ أهداف سنوية يجب تحقيقها، مثل ما لدينا في العمل، وكذلك الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية التي أطبقها على حياتي الشخصية والمؤسسية، كما أن الإنجازات التي تحققت في أهدافي تجعلني دائماً متحمسة لأحظى بأهداف أكثر تحدياً.

ما أحلامك المستقبلية، وما الذي تريدين تحقيقه؟ أرغب في أن أترك أثراً إيجابياً في محيطي وعائلتي وعملي وأصدقائي ومجتمعي؛ ليكونوا فخورين بي. أسعى جاهدة؛ لأكون أفضل مثال من نفسي؛ لإلهام السيدات الأخريات الاستفادة من إمكاناتهن الكاملة. لديَّ خطة لنفسي في المستقبل، لكل مرحلة من حياتي، وأسعى دائماً إلى أن أحقق ما أريده؛ لأجد حياتي مليئة بالإنجازات، والسعادة، والصحة.