آمنة القبيسي: أطمح إلى دخول سباقات «الفورمولا 1»
وُلدت آمنة خالد القبيسي، البالغة من العمر 23 عاماً، في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، وهي أول سائقة سباقات سيارات إماراتية على الإطلاق من أبوظبي. وتتسابق، حالياً، في أكاديمية (F1) لرياضة السيارات (MP). في سن الرابعة عشرة، تدربت آمنة على سباقات السيارات على يد والدها خالد القبيسي، وهو سائق سباقات سيارات، وأول إماراتي يتنافس في سباق «لومان 24 ساعة» بفرنسا. إنها ليست فقط أول سائقة إماراتية لـ«الفورمولا 3»، لكنها أيضاً أول امرأة عربية تفوز بسباق كأس الإمارات لـ«الفورمولا 4» في سباق جائزة أبوظبي الكبرى عام 2019، وأول امرأة عربية تنافس في اختبار «فورمولا E» بالمملكة العربية السعودية عام 2018.
لفتت آمنة الأنظار المحلية والعالمية، وتعاونت مع براندات عدة، آخرها العلامة الإسبانية العالمية «Loewe»؛ لتكون أول وجه إماراتي لحملتها العالمية لمجموعة أحذية «Cloudtilt» الرياضية لهذا العام، ترويجاً لابتكار جديد مشترك بين «Loewe»، و«On». وهو حذاء عصري مصنوع للحركة، ويمزج بين التصميم الفاخر والهندسة السويسرية. استمراراً للاستكشاف المشترك للحرفية والتكنولوجيا بين العلامتين.
علماً بأن العلامة ستقيم متجراً مؤقتاً في مول الإمارات، اعتباراً من 12 أكتوبر، يعرض هذه المجموعة المتوافرة حصرياً في الشرق الأوسط.. في هذا الحوار، نلقي بالضوء على تجربة آمنة القبيسي البطلة الأولى في مجالها:
ماذا يعني لك أن تكوني جزءاً من حملة عالمية؟ أفتخر بأن أكون مع «Loewe»، وأرى أن أسلوبها في الإكسسوارات والأزياء متطور وراقٍ، وصناعتها الجلدية متقدمة وذات جودة عالية، وحذاء «Cloudtilt» مريح للغاية لي كرياضية، ومزود بسحابات تنطوي بشكل تسلسلي تتكيف مع حركة مرتديه لنقل الوزن بسلاسة من الكعب إلى أخمص القدمين.
تجمعين بين الرياضة والجمال.. متى شعرت بأن عليك مواكبة الموضة؟ لم أكن مهتمة، في البداية، بمواكبة صيحات الموضة، إذ كنت أركز فقط على الملابس الرياضية، التي لا تتطلب أي مجهود. في عمر الـ19، بدأت أهتم بمواكبة صيحات الموضة والمكياج، لأن أناقتك تعبر عن شخصيتك، فصرت أستوحي أسلوبي الخاص من مواقع الموضة الإلكترونية.
تدرب مبكر
تدرسين إدارة السجلات وعلوم الأرشيف في جامعة السوربون أبوظبي.. ماذا بعد البكالوريوس؟ أستطيع العمل في مجالات كثيرة، مثل: صناعة الموضة، أو المجوهرات، أو المتاحف. فهذا التخصص يفتح المجال للتطور، وقد اخترت مجال المجوهرات، وأنوي الانضمام إلى إحدى الدور الكبرى.
هل هناك قطعة مجوهرات لا تفارقك؟ أحب العقود، وأرتدي الخواتم أيضاً، ولديَّ عقد أرتديه دائماً قبل دخول السباق، إذ يعني لي الكثير؛ فأصبح روتيناً بالنسبة لي؛ لأنني عندما نسيت - في إحدى المرات - أن أخلعه قبل السباق الأساسي؛ حالفني الحظ وفزت؛ لذا أصبح يلازمني دائماً قبل كل سباق، وهو هدية من عمي على شكل مقود السيارة.
تدربتِ مع والدك بعمر الـ14.. هل تعتقدين أن التدرب مبكراً يساعد المتسابق في الوصول إلى مراحل متقدمة؟ رياضة السيارات تتطلب البدء بعمر الثامنة أو العاشرة، كأي مجال رياضي؛ لكي يتمكن المتسابق من الوصول إلى (F2) في عمر صغير؛ لأن أقصى عمر للذكور يكون 26 سنة. لكنني صادفت متسابقة بعمر 28 سنة تقريباً، دخلت (F2). أعتقد أن العمر الأقصى للإناث أكبر قليلاً.
لماذا يتوقف الذكور عند هذا العمر تحديداً؟ ربما لأن رياضة السيارات يهيمن عليها الذكور، فعندما يتنافسون بعد بلوغهم الـ25 أو الـ26 ضد الفتيان الصغار، الذين يكون أداؤهم أفضل، يفقدون اهتمام الرعاة، وتبنيهم إياهم، وبالتالي لا يستطيعون الاستمرار.
المتسابقة الأولى
كأول متسابقة عربية.. كيف استقبلك الأوروبيون، لاسيما الرجال منهم؟ في البداية، كانوا يتطلعون إليَّ بنظرات تفشي ما يفكرون فيه: «ماذا تفعل هذه الفتاة هنا؟.. والدها منحها المال لكي تتسابق، وبعدها تملّ، وتنسى الموضوع برمته...»، لاسيما أنهم لم يصادفوا سابقاً شابة عربية تخوض هذا المجال. وقد قللوا من شأني كثيراً، وظنوا أنني لن أصل إلى أي مكان، وبعد أن ثابرت واجتهدت وفزت؛ أدركوا أنني موهوبة. في البداية، كان الأمر صعباً، فحتى الفريق الذي كنت أنتمي إليه، كان لديه التفكير نفسه.
ما النصيحة التي لا تنسينها، أبداً، من والدك؟ ينصحني، دائماً، بالهدوء، وعدم العصبية أثناء السباق. كنت أتعمد، أحياناً، أن أخرج من السباق من تسبب في إخراجي سابقاً، فكان والدي ينصحني بعدم التفكير في هذا الأمر، والتحلي بالمشاعر الإيجابية، والتفكير في أن الخروج من السباق قد يكون خيراً لي.
أقصى سرعة وصلت إليها كانت 280 كيلومتراً.. ماذا بَعْدُ؟ طموحي هو الوصول إلى سرعة 380 كيلومتراً؛ فكلما تطورت السيارة زادت السرعة.
ما طقوسك الخاصة قبل السباق؟ في الصباح أجري روتين العناية بالبشرة لكي أشعر بالراحة، وأستمع إلى الأغاني، وأضع قليلاً من المكياج؛ لكي يكون شكلي جيداً للتصوير. عندما أصل إلى الحلبة أجري بعض التمارين، وأجلس مع المهندس؛ لأرى ما يمكن تطويره وتحسينه في القيادة.. وهكذا.
هل هناك أنواع من الرياضات والأنظمة الغذائية، التي يجب أن يركز عليها بطل السباقات؟ يجب أن يركز على الرقبة والكتفين والذراعين والساقين؛ لأن الفرامل قوية جداً، والتركيز على الكارديو؛ للسيطرة على التنفس أثناء القيادة. أما بالنسبة للأطعمة، فلأن المتسابق يخسر كيلوغرامين من وزنه إثر كل سباق، فعلينا أن نأكل جيداً؛ لنكون أكثر ثقلاً في السيارة.
كيف تغلبت على خوفك من الحوادث أثناء السباقات؟ كان لديَّ خوف منذ سنتين، وكان ترتيبي في السباق الـ14، وكانت هناك «start»، ولم أكن أرى ما يحصل (نظراً لقِصَر قامتي)، وكان هناك متسابق لم يبدأ بَعْدُ؛ فاصطدمت سيارتي بسيارته من الخلف، فتملكني الخوف، لاسيما في البداية؛ فكنت أدع الآخرين يتجاوزونني، وبالتالي لا آخذ مراكز متقدمة. استغرق الأمر مني سنة؛ للتغلب على خوفي، وحالياً أنا بخير.
طموحات متواصلة
إلى أين سيأخذك طموحك؟ بالنسبة لي، أريد الوصول إلى «الفورمولا1»، وأسابق مع فريق «Red Bull»، وأطمح إلى دخول السباق كأول امرأة في (F1)، وأرفع رأس الشابات العربيات اللواتي ينافسن في «الفورمولا1». إلى الآن، ليست لدينا عربيات ينافسن في «الفورمولا 3» و«2».
تمهدين الطريق أمام الشابات لخوض هذا المجال.. هل قمت بتدريب إحداهن؟ نعم هناك فتيات إماراتيات دخلن مجال «الكارتينغ»، ودربت شابة بعمر 20 سنة للسباق، وفازت بالمركز الثالث، وكنت فخورة بها.
ما نصائحك للرياضيات المتدربات؟ أقول للرياضية تكتمي على طموحاتك، ولا تفصحي عنها سوى لأهلك، لأن هناك من لا يريدون أن تحققي أي إنجازات، وقد يخبرونك بأنك لا تستطيعين، ويحاولون إحباطك. لا تستمعي إلى كلام الناس، أقرباء وغرباء، بأنك لا تستطيعين الوصول إلى أبعد المراحل لأنك فتاة؛ فالعمل يتحدث بصوت أعلى.
ما رأيك في ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات؟ أنا فخورة بوصول الكثيرات من الإماراتيات إلى مراكز عملية ورياضية وسياسية متقدمة. أتذكر أنني عندما كنت في أوروبا، كنت أسمع الناس يقولون إن المرأة الإماراتية لاتزال بالمنزل، فلا تدرس، ولا تعمل، ولا تحمل رخصة قيادة، وأصاب بالصدمة لأن («الميديا» تلعب في أدمغة الناس) في أوروبا، فأخبرتهم بأن هذا الكلام مغلوط، وأن بلادنا متطورة جداً، ويمكن للنساء أن يمتهنّ فيها كل شيء، فهناك وزيرات وبرلمانيات ورئيسات تنفيذيات، وغيرهن، وأن النساء الإماراتيات مثقفات، ومنفتحات على الثقافات الغربية، ومتمسكات - في الوقت عينه - بتقاليدهن، وأصالتهن العربية، فبلادنا متطورة جداً، والمرأة مشاركة في هذا التطور.
هل يمكن اعتبار تعاونك مع «براند» عالمي، مثل «Loewe»، إحدى الوسائل لتغيير هذه النظرة المغلوطة؟ نعم، وقد تعاونت، سابقاً، مع بنك في جنيف، وكانوا يجمعون كل الرياضيين من حول العالم، وكنت الرياضية العربية الوحيدة. كانوا يحبون الاستماع إلى قصتي، لأنهم لم يكونوا على علم بوجود رياضيات عربيات؛ لعدم توفر تغطية إعلامية عالمية عنهن. وعندما كنت في فرنسا أصور الحملة الإعلانية مع «Loewe»، كانوا سعداء بسماع هذه القصة، واستطعت بالتالي تغيير الفكرة المغلوطة.
ما مشاريعك المستقبلية؟ وقعت عقداً مع إحدى العلامات الكبرى. وسأشارك مطلع عام 2024 في سباق مهم بين الشرق الأوسط وأوروبا.