ترفع منظمة الأمم المتحدة شعار «الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان»، للاحتفاء بيوم الصحة العالمي، الذي يوافق موعده السنوي اليوم 10 أكتوبر، باعتبار هذا اليوم فرصة لإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية، وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية.
ويعمل الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية على إتاحة الفرصة أمام الأفراد والمجتمعات المحلية؛ لنصرة حق الإنسان في الصحة النفسية من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي، والدفع قدماً بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع، باعتبارها حقاً عالمياً من حقوق الإنسان.
ما الصحة النفسية؟
وتعرف الصحة النفسية بأنها حالة من العافية عاطفياً ونفسياً واجتماعياً، وتؤثر في شعور الشخص وتفاعله وتأقلمه مع الحياة وأحداثها، كما أنها تحدد كيفية تعامله مع الضغوط، وكيفية اتخاذ القرارات.
والمرض العقلي هو اضطراب يؤثر في طريقة تفكير الشخص ومزاجه وسلوكه، وتسببه عوامل عدة، مثل: الوراثة والجينات وأحداث الحياة التي يمر بها الشخص، مثل: تعرضه للتوتر أو للاعتداء اللفظي أو الجسمي. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الذين يعانون مرضاً عقلياً شديداً، عادة يموتون قبل الأصحاء، ويطلق على هذه الحالة اسم: «الموت المبكر» (premature mortality).
ويقل العمر المتوقع للمصابين بأمراض عقلية شديدة بـ10 إلى 25 سنة عن الآخرين الأصحاء، ووفقاً للمنظمة فإن الأمراض العقلية الشديدة، تشمل: الذهان والاكتئاب المتوسط إلى الشديد، واضطرابات المزاج الثنائية القطب.
والصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع. ولكل شخص، أياً كان وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه. ويشمل ذلك: الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والدمج في المجتمع المحلي.
وتنطوي الصحة النفسية الجيدة على أهمية حيوية لصحتنا ورفاهيتنا إجمالاً. ومع ذلك، يتعايش شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية، التي يمكن أن تؤثر في صحته البدنية، ورفاهه، وتواصله مع الآخرين، وسبل عيشه، وتؤثر اعتلالات الصحة النفسية، أيضاً، على عدد متزايد من المراهقين والشباب، بحسب تقرير حديث للمنظمة الأممية.
حقوق مهدرة:
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الإصابة باعتلال من اعتلالات الصحة النفسية، يجب ألا تشكل سبباً لحرمان شخص من حقوق الإنسان المكفولة له، أو استبعاده من اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته. ومع ذلك، لايزال الأشخاص المتعايشون مع اعتلالات الصحة النفسية يعانون، في جميع أنحاء العالم، مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان. ويتعرض كثير منهم للإقصاء من الحياة المجتمعية والتمييز، في حين أن كثيرين آخرين لا يستطيعون الحصول على رعاية الصحة النفسية التي يحتاجون إليها، أو قد لا يحصلون سوى على رعاية تنتهك حقوقهم الإنسانية.
وتواصل منظمة الصحة العالمية العمل مع شركائها، لضمان تقدير الصحة النفسية وتعزيزها وحمايتها، واتخاذ إجراءات عاجلة حتى يتمكن الجميع من ممارسة حقوق الإنسان المكفولة لهم، والحصول على رعاية الصحة النفسية الجيدة، التي يحتاجون إليها.