رغم أنها تتمتع بعلاقات مهنية وإنسانية قوية مع طلابها؛ باعتبارها أستاذة جامعية في كلية الطب بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومديرة مركز رعاية صحة الثدي في مستشفى توام بالعين، فإنها تتعامل بـ«حزم شديد» مع طلبة الطب المتدربين داخل غرف العمليات، مفسرة ذلك بأنها تستهدف أن يكون هؤلاء الطلبة أمهر منها.. إنها سعادة الدكتورة موزة بن حمرور العامري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، مديرة مركز رعاية صحة الثدي في مستشفى توام بالعين، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، التي أوضحت، في حوار مع «زهرة الخليج»، أن مستوى الرعاية الصحية المقدم في دولة الإمارات، لاسيما في مجال سرطان الثدي، يضاهي أفضل الأنظمة العالمية المتقدمة، بما يشمل: استخدام التقنيات الحديثة، والكوادر الطبية المؤهلة، إضافة إلى نسب الشفاء من المرض.
ورأت العامري، بمناسبة أكتوبر «الوردي»، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، أن الخوف والإهمال من ألد أعداء الشفاء من سرطان الثدي، إذ يجعلان المريضة لا تُقبل سريعاً على الفحص المبكر، أو الفحص الذاتي، وأخذ المشورة الطبية الصحيحة؛ ما يؤثر سلباً في سرعة العلاج.. وتالياً نص الحوار:
كاستشارية ومسؤولة وأكاديمية.. كيف تقيمين مستوى الرعاية الصحية المقدمة إلى مريضات سرطان الثدي في الدولة؟ كعنوان رئيسي، أستطيع أن أجزم، بكل ثقة، بأن مستوى الرعاية الصحية المقدمة في الدولة، لاسيما في ما يخص سرطان الثدي، يضاهي أفضل النظم الصحية العالمية، سواء من ناحية تبني أفضل التقنيات الحديثة، أو الكوادر الطبية المؤهلة، أو حتى نسب الشفاء. لقد عملت كطبيب مقيم في قسم الجراحة بجامعة ميونيخ، وجامعة لودفيج ماكسميليان في ألمانيا، وحزت البورد الألماني (Facharzt) في الجراحة العامة والإصابات، والزمالة الألمانية في جراحة أورام وترميم الثدي عام 2015، في أكبر مركز ثدي بألمانيا، هو مستشفى سانت إليزابيث، التابع لجامعة كولونيا، ما يجعلني أؤكد الاهتمام البليغ من جانب الدولة بمناحي القطاع الصحي كافة.
أسباب الإصابة
ما أسباب الإصابة بسرطان الثدي؟ هناك أسباب عدة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، منها: التاريخ المرضي للعائلة، والدورة، وهرمونات الأنوثة، والهرمونات الخارجية التي تأخذها المرأة، والحمل المتأخر، وخلل الجينات، والتدخين، وغيرها من الأسباب.
كيف يتم الفحص الذاتي للمرأة؟ من المهم أن تقوم جميع النساء بالفحص الذاتي، منذ بداية سن العشرين، وبشكل شهري، لاسيما بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع، من أجل الاطمئنان على عدم وجود أي تورم، أو تغيرات غير طبيعية. وللنساء بعد سن الأربعين، يفضل الفحص الدوري، إما بإجراء الأشعة التلفزيونية، أو بـ«الماموغرام» كل عامين على الأقل، حيث إن هذا الإجراء يجعل الاكتشاف المبكر للمرض أسرع بكثير.
ما أهمية الكشف المبكر عن المرض؟ الكشف المبكر يمكننا من تحقيق نسب شفاء قياسية، تراوح بين 95 و98%، وهذه النسبة تعتبر قياسية، وفي حال لم يتم اكتشاف المرض مبكراً؛ فإن فترة العلاج تختلف من حالة إلى أخرى.
هل يمكن تحديد فترة التعافي من المرض؟ أود، في البداية، أن أطمئن الجميع بأن سرطان الثدي يعالج مثل أي مرض، وتختلف فترة العلاج من امرأة إلى أخرى، وفي الأغلب تمتد من 6 إلى 9 أشهر فقط، ويشترك فريق متكامل، ومتعدد التخصصات، مؤلف من: أطباء أشعة، وجراحين، وممرضات، وأخصائيات اجتماعيات؛ للوصول إلى مرحلة التعافي.
التحديات.. والعلاج
ما التحديات التي تواجه المرأة؛ للوصول مبكراً إلى العلاج؟ عالمياً، هناك ثلاثة أسباب تؤخر - وربما تعيق - رحلة العلاج، هي: الخوف والإهمال والوضع الاقتصادي. ولله الحمد، ليس لدينا المسبب الثالث. لكن الخوف والإهمال يجعلان المريضة لا تُقبل سريعاً على الفحص المبكر، أو الفحص الذاتي، وأخذ المشورة الطبية الصحيحة، ما يؤثر سلباً في سرعة العلاج.
بماذا تنصحين المرأة؛ عند تشخيصها بسرطان الثدي؟ أنصح النساء بعدم الفزع عند الإصابة، لا قدر الله، بالمرض؛ فهو مثل أي مرض يتم التعافي منه خلال فترة زمنية محددة، تعتمد على طبيعة الحالة، ومستوى الإصابة، كما أنصح بتعزيز ثقافة الفحص الدوري والمبكر لدى السيدات كافة، والمتابعة الدورية بعد سن الأربعين.
ننتقل إلى محطة مهمة في حياتك، هي المجلس الوطني الاتحادي.. كيف تقيمين التجربة؟ بالتأكيد، هي تجربة مفيدة وثرية، حيث شاركت مع إخواني أعضاء المجلس، على مدار 4 سنوات ماضية، في سن التشريعات والقوانين، لاسيما تلك التي تهم الشأن الطبي، كما شاركت بفاعلية في مناقشة وطرح كل ما يهم الوطن والمواطن.
هل تجدين وقتاً كافياً مع كل تلك الانشغالات؛ لممارسة هواياتك واهتماماتك؟ لديَّ اهتمام وحيد، يتناسب مع وقتي المحدود، هو قراءة التاريخ؛ لأن فيه العبر والدروس، وقد عرجت على قراءة الكثير من الحقب التاريخية، وأعكف الآن على قراءة نشأة وتطور الدولة المملوكية في مصر.