في عالم مثالي، ستكون جميع مناسباتك سعيدة، وكما تتمنين، وستكون أي عطلة مريحة تماماً كما تتخيلين. لكن في الواقع، ليست كل مناسبة يمكن أن ترقى إلى مستوى التوقعات النبيلة، وعندما لا تحدث هذه التوقعات؛ قد تشعرين بأن كل تجربة قد دُمرت كاملة.

 

وهذا الشعور أطلقت عليه المؤلفة الأكثر مبيعاً، سارة ويلسون، مصطلح «متلازمة اللحظة المثالية»، فيما يشير خبراء الصحة العقلية إلى أن هناك آمالاً كبيرة يعلقها الكثيرون على العطلات الرومانسية. على سبيل المثال، يتخيلون طقساً مثالياً، ولحظات حميمة دون أي عوائق، لكن بعد ذلك يهطل المطر، ولا تكون غرفة الفندق كما يتخيلون وتضيع لحظاتهم، وبدلاً من الضحك على الأمر، أو التركيز على الجانب الإيجابي، فإن توقعاتهم المتزايدة تؤدي إلى شعور غامر بخيبة الأمل.

ما الذي يسبب «متلازمة اللحظة المثالية»؟

السبب، الذي يجعل متلازمة اللحظة المثالية تؤدي، باستمرار، إلى الأذى والضيق، هو أنه من المستحيل، فعلياً، أن يسير كل شيء بشكل مثالي طوال الوقت.

وفي الواقع، إن الأشخاص الذين يعانون هذا الأمر، غالباً يبحثون عن المشكلات، أو أوجه القصور؛ لأن لديهم تاريخاً من الشعور بأن الأمور تسير بشكل سيئ بالنسبة لهم، ويتوقعون أن يستمر ذلك، أي يمكن أن تكون المشاعر السلبية، التي تتولد لدى الشخص نبوءة تحقق ذاتها.

كيفية التعامل مع «متلازمة اللحظة المثالية»:

هناك طرق عدة للتعامل مع الحالة المزعجة من «متلازمة اللحظة المثالية»، مثلاً إذا كانت الموسيقى الرائعة والطعام اللذيذ ضروريين لحفل زفاف لا يُنسى، فتذكري تجنب الانشغال بما إذا كان الديكور قد تم إعداده بشكل صحيح، أو إذا لم يتم تسليم الكعكة في الوقت المحدد.

ومن المفيد، أيضاً، أن تتساءلي عن سبب ارتفاع آمالك. على سبيل المثال، اسألي نفسك ما إذا كانت هذه الرغبة هي تحقيق الشعور بالجدارة والمرونة على وسائل التواصل الاجتماعي، أم أنها نابعة من الفرح الموجود بداخلك.

وفي حال كانت الرغبة لا تتماشى مع قيمك، فحاولي حذفها من الخطة، ورغم أنك لا تستطيعين (ولا ينبغي لكِ) إسكات مشاعرك ببساطة، فإن فحص أساسها يمكن أن يخفف العبء العاطفي.

كما أن اليقظة الذهنية تساعد، أيضاً، أي أنه عندما تكونين متوقفة تماماً في لحظة ما، فإنه يمكنكِ تقدير ما يحدث بالفعل، بدلاً من الشعور بالحزن على «ما كان يمكن أن يحدث».

ومن الحكمة، أيضاً، تحدي الحديث السلبي عن النفس، والتفكير الأبيض والأسود (سببان لمتلازمة اللحظة المثالية)، التي قد تظهر إذا لم تغير ليلة موعدك حياتك، أو كانت إجازتك عديمة الفائدة نوعاً ما. لذا، امنحي نفسكِ فترة راحة إذا سارت خططك بشكل خاطئ، إذ إنكِ تستحقين التعاطف مع نفسك، أي فكري في كيفية احتضان اللون الرمادي.