في يومه العالمي.. هل لايزال البريد مفيداً؟

يتساءل معظم الناس عن جدوى البريد التقليدي، في ظل الثورة الرقمية التي يعيشها العالم، وهل بقي دور لطرود البريد الورقية، في ظل سهولة الاتصال والتواصل، من خلال الهواتف والبريد الإلكتروني خلال ثوانٍ؟

وعلى الرغم من التقدم العلمي والتقني الذي شمل جميع أنواع الاتصالات والتواصل، فلايزال البريد العادي يتمتع بجودته وحضوره العالمي، إذ يقدم مشغلو البريد خدماتهم لنحو 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، الذين يتمكنون من الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية، وهي: المدفوعات، والتحويلات المالية، والمدخرات.

نمو سوق الطرود:

بحسب منظمة الأمم المتحدة، نما سوق الطرود العالمية، من أقل من 450 مليار دولار في 2018، إلى أكثر من 500 مليار في 2020، حيث تتمتع خدمة البريد العادي بشبكة عالمية قوية، تضم أكثر من 650 ألف مكتب بريدي، و5.3 ملايين موظف على مستوى العالم. ومع تفويض خدمة عامة من العديد من الحكومات، يصبح لا مثيل له في قدرته على تقديم الخدمات إلى أي شخص في أي مكان.

يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للبريد، سنوياً، في 9 أكتوبر، مع الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874، في العاصمة السويسرية بيرن. وأعلن عن تاريخ اليوم العالمي للبريد في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو عام 1969. ومنذ ذلك الحين، تشارك بلدان من جميع أنحاء العالم في الاحتفاء، وتستخدم دول عدة المناسبة لعرض وترويج المنتجات والخدمات البريدية الجديدة.

شعار العام:

يرفع الاتحاد البريدي العالمي شعاراً سنوياً للاحتفاء بيومه كل عام، واختير موضوع عام 2023 ليتم الاحتفاء به تحت عنوان: «معاً من أجل بناء الثقة.. لنتعاون من أجل مستقبل آمن ومترابط»، وتمثل مكاتب البريد ملتقى محورياً للمجتمعات المحلية، تحقق من خلالها تماسكها وترابطها واندماجها. واليوم، هناك ما يزيد عن خمسة ملايين موظف بريد، يؤتمنون على أشكال عدة من الأغراض الضرورية الشخصية، منها: الرسائل والهدايا والبضائع والأموال والأدوية.

ويمثل شعار «معاً من أجل بناء الثقة» مناشدة لجميع الحكومات ومستثمريها البريديين؛ للعمل معاً لدعم إنشاء إقليم بريدي رقمي وحيد، على غرار الشبكة المادية، التي أرسيت عبر قرون.

ويسعى الاتحاد البريدي العالمي، منذ عام 1971، إلى تحقيق أهداف عدة، منها تعزيز محو الأمية بين الأطفال عن طريق فن كتابة الرسائل. وتجذب المنافسة أكثر من 1.2 مليون مشارك من كافة أنحاء العالم، وتهدف المنافسة إلى تشجيع الشباب، الذين تراوح أعمارهم بين 9 و15 عاماً، على كتابة رسائل بشأن موضوع معين. وتقرر أن يكون موضوع عام 2023، هو: «تخيل أنك بطل خارق.. ومهمتك جعل جميع الطرق حول العالم أكثر أماناً للأطفال».

فعاليات.. وأنشطة:

واحتفاءً بالمناسبة، تنظم في بلدان كثيرة معارض لهواة جمع الطوابع، كما تصدر طوابع جديدة، وتحدد تواريخ إلغاء الطوابع. وتشمل أنشطة أخرى، مثل: عرض ملصقات اليوم العالمي للبريد في مكاتب البريد وغيرها من الأماكن العامة، وأيام مفتوحة في مكاتب البريد والمراكز البريدية والمتاحف البريدية، وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، وكذلك أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية. كما تصدر بعض الإدارات البريدية تذكارات خاصة، مثل: القمصان، والشارات.