ألاتزالين طفلة؟!.. عيبٌ عليكِ!

تسعدين بقالب من الشوكولاتة، تتسللين ليلاً تحت غطائك، تخفين «حسيس» أكياس رقائق البطاطس والحلوى؟! تجمعين شعرك في جديلتين على جانبَيْ وجهك، وتفضلين طلاء الشفاه بطعم الكرز؟!.. تغمضين عينيك بقوة عندما تضحكين كأنما تختزنين الفرح، تخشين أن تفتحيهما فيتسرب من بينهما كطير مراوغ؟! بينما على العكس تفتحين شفتيك بكل طاقتك سامحة للضحكة بأن تغادر بأعلى صوت، كأنما تريدين أن تسمعها الدنيا كلها؟! ترين سرباً من النمل فتمدين إصبعك تعرقلين حركة واحدة منه، تجبرينها على أن تغير مسارها، كأنما تخافين عليها من أن تكون فقط مجرد تابعة على غير إرادتها، لكنك تشفقين عليها من وحدتها؛ وتعيدينها بنفس الإصبع ليلتئم بها الصف من جديد؟!

ألاتزالين طفلة؟!.. عيبٌ عليكِ!

تبكين لموت بطلك المفضل في الفيلم أو الرواية؟! تطلين أظافرك كل يوم بلون جديد قبل أن يملأك السأم فتتنهدين مدركة أن لونها الطبيعي أفضل.. لبضع ثوانٍ فقط قبل أن تقرري تجربة لون طلاء جديد؟! ترفعين صوتك بـ«غنوتك» المفضلة، بينما يرسم خيالك دراجة تحملك على طريق متعرج بين حقول الياسمين، فتحتارين أيهما تعانق عيناكِ: سماء بسعة الحلم، أم أرضاً بطول الأمل؟! تخجلك كلمات ثناء بسيطة، بينما يبرزها عقلك بالأحرف الكبيرة لتملأ شاشة دلالك.. تماماً كما هو قادرٌ تعليقٌ سخيف واحد على أن يفسد يومك بأكمله؟! ترضيْن ببسمة.. تعاتبين بنظرة.. تغضبين بزمّة شفاه.. وتصالحين بقبلة جبين.. تبتئسين في لحظة، وتسعدين في التي تليها كأنما فترة صلاحيتك للنكد شبه معدومة! 

ألاتزالين طفلة؟!.. عيبٌ عليكِ، وأجمل عيب!

وأروع عيب! وأكمل عيب لا يليق معه أي نقصان! ابقي طفلة، ودعي لهم عالم الكبار بقيوده وتعقيداته وثقل ظله! اتركيهم واقفين على أرض جامدة، يزعمون أنها تمنحهم الأمان، واركضي أنت مطاردةً أسراب الحمام لعلها يومَ تصل إلى أعشاش سكينتها تصلين معها! دعيهم يتقنون كيّ قمصانهم، وإحكام غلق أزرارها، بينما لا تكترثي أنتِ إلا بألوانها المبهجة التي تعانق عينيك فور ما تفتحين خزانتك، وبقماشها الناعم الذي يلقي تهويدته على قلبك؛ فيحيل خوفه أمناً..

ابقي طفلة.. فالعيب كل العيب أن يشيب قلب كقلبك!