في الآونة الأخيرة، أصبحت إعادة التدوير تحظى بشعبية متزايدة في عالم صناعة الأزياء والموضة، لاسيما بين المصممين الشباب، الذين يبحثون عن نهج أكثر استدامة؛ من أجل تعزيز رؤيتهم في الحفاظ على البيئة.
وباتت فكرة استخدام شيءٍ موجودٍ بالفعل أكثر ألفةً، خاصةً في ظل تصنيع أكثر من 100 مليار قطعة ملابس كل عام، إلى جانب حقيقة أن حوالي 70% من ملابسنا، ينتهي بها الأمر حالياً في مكب النفايات.
وفي هذا الشأن، يقول مصمم الأزياء الأميركي، كونور إيفيس، إنه استطاع إعادة إنتاج 1500 فستان تيشيرت، مما يزيد عن 3000 قميص تيشيرت كلاسيكي، مبيناً الحجم الهائل للملابس الموجودة مسبقًا، التي تمتلكها علامته التجارية، والتي تم إنقاذها من الرمي في مكب النفايات.
ويتابع المصمم، البالغ من العمر 27 عاماً، أنه يشعر بالغيرة، أحياناً، من الأشخاص الذين يمكنهم صنع أشياء من لفات القماش الخام، ويفكر كم ستكون حياته أسهل لو سلك هذا الطريق، إلا أنه يتذكر أن ما يفعله هو من أجل العالم، ويحاول أن يكون التغيير الذي يريد أن يراه.
التحديات التي تواجه هذا النهج:
رغم أن استخدام المنسوجات الموجودة مسبقاً قد يبدو خياراً واضحاً، ولا يحتاج للكثير من الأمور، فإنه بالتأكيد لا يخلو من التحديات، ومنها أن الحصول على الملابس المستعملة وتجميعها معاً يحتاج إلى عمالة كثيفة، إلى جانب أن تجار التجزئة والعملاء لايزالون غير معتادين حقيقة أن المنتجات المُعاد تدويرها، غالباً، تكون فريدة من نوعها.
كما أنه من الصعب جداً إقناع العملاء، الذين يحاولون شراء قطعةٍ ما، بأن القطع التي استخدمت فيها مواد معاد تدويرها متينة أو قيمة، أي أنه عندما يتعلق الأمر بالإنتاج، سيتم بيع القطع المُعاد تدويرها بكميات محدودة، وسيحتاج توسيع نطاق هذه الممارسة إلى تحول في عقلية التجار والمستهلكين، على حدٍّ سواء.
خطر كيميائي:
عندما يتعلق الأمر باستخدام المواد المستعملة أو القديمة، فإن المواد الكيميائية، غير المرغوب فيها، تمثل أيضاً مشكلة محتملة، حيث وجد تقرير حديث صادر عن مركز الصحة البيئية أن خطوط الأزياء، التي تم فيها استخدام مواد معاد تدويرها، احتوت على مستويات «عالية بشكل مذهل» من الرصاص والكادميوم.
ورغم أن هذه المعادن الثقيلة لا تُحدث مشكلة كبيرة بالنسبة للملابس، فإنه لايزال هناك بعض المخاوف بشأن المواد الكيميائية الضارة المحتملة في الملابس المعاد تدويرها، حيث تقول تيريزا كيغل، كبيرة مستشاري السياسات في منظمة «ChemSec» (الأمانة الدولية للمواد الكيميائية): «لقد عرفنا، منذ فترة طويلة، أن قطاع النسيج عبارة عن صناعة كيميائية ثقيلة للغاية، إلا أنه مع التقدم الكبير الذي تم إحرازه في العقد الماضي، فإن المواد المعاد تدويرها من زمن بعيد قد تظل مشكلة».
وتضيف كيغل أن الأمر يعتمد على نوع المادة المُستخدمة.. ما لونها، وما إذا كانت عليها طباعة، وما إذا تم استخدامها، وما إذا تم غسلها، وأنه من الصعب جدًا معرفة ذلك بشكل أساسي.
لكن، بغض النظر عن المشاكل، ليس هناك شك في أن شعبية إعادة التدوير إلى الأفضل ستستمر في النمو، مع مشاركة العلامات التجارية الكبرى، مثل: «غوتشي، وميو ميو»، إذ إن الأولى جعلت أقمشتها الميتة متاحة للمصممين الشباب، من خلال مبادرة «Continuum».