قد نعاني، في بعض الأحيان، عند تناول المثلجات أو العصير البارد جداً، إحساس صاعقة من الألم، تنطلق عبر الفص الجبهي، أو ما يُعرف بتجمد الدماغ، إذ لا أحد محصناً ضد هذا الإحساس المفاجئ والشديد والقصير لحسن الحظ.
ما تجمد الدماغ؟
وفقاً للأطباء، إن تجمد الدماغ هو ألم حاد في الرأس، يحدث عندما تأكلين أو تشربين شيئاً باردًا. ومعروف، أيضًا، باسم الألم العصبي البارد، أو ألم العقد العصبية الوتدي الحنكي، وعادةً يكون الألم أكثر شدة في الجبهة والصدغين وخلف العينين والأنف.
ما الذي يسبب تجمد الدماغ؟
يحدث تجمد الدماغ عندما يتم تبريد سقف الفم أو الحلق بسرعة كبيرة، إذ تتوسع الأوعية الدموية في جميع أنحاء الرأس؛ للسماح بدخول المزيد من الدم إلى المنطقة للحصول على الدفء، وهو ما تعتبره النهايات العصبية المحيطة، وبالتالي الدماغ، بمثابة علامة حمراء.
ويضيف الأطباء أن هذا التغير السريع في حجم الأوعية الدموية يسبب الألم المفاجئ، كما أنه وإلى جانب تناول الطعام وشرب شيء بارد، فإن تنفس الهواء البارد، أيضاً، يمكن أن يؤدي إلى تجمد الدماغ.
هل يمكن أن يكون تجمد الدماغ خطيراً؟
رغم أن تجمد الدماغ لا يستدعي القلق عادة، فإن الأطباء يشيرون إلى أن بعض الأبحاث المحدودة أظهرت وجود صلة بين تجمد الدماغ وحدوث الصداع النصفي، ويؤكدون أن تلك الدراسات كشفت عن أن تجمد الدماغ أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي.
كما يمكن أن يكون ألم تجمد الدماغ مشابهًا، أيضًا، لحالة تسمى «Tic douloureux»، أو ألم العصب الثلاثي التوائم، والذي يتميز «بإحساس الطعن»، الذي يكون بارزاً في جانب واحد من الوجه، والذي يعتبر من أكثر الحالات المؤلمة التي تصيب الأشخاص.
كيف تعالجين تجمد الدماغ؟
ربما سمعتِ ممن حولكِ عن خدعة وضع الإبهام على سقف الفم، التي يقولون إنها تساعد على الحد من هذه الحالة، ويقول الأطباء إن عليكِ محاولة إعادة درجة حرارة فمكِ وحلقكِ إلى وضعهما الطبيعي. بمعنى آخر، توقفي عن تناول أو شرب العصير البارد، واشربي سائلاً دافئاً أو بدرجة حرارة الغرفة. وإلى جانب ذلك، يمكن أن يكون الضغط بلسانك أو إبهامك على سقف فمك لنقل الدفء مفيداً جداً، وفي حين أن تجمد الدماغ يمكن أن يسبب الألم، إلا أنه ليس خطيراً، ويختفي بسرعة من تلقاء نفسه.
ولمنع حدوث تجمد الدماغ في المقام الأول، ينصح الأطباء بتناول رشفات أو قضمات أبطأ من أي مادة باردة.
متى ترين الطبيب بشأن تجمد الدماغ؟
يتفق الأطباء على أن تجمد الدماغ لا يتطلب عناية طبية، وعادة يختفي في غضون دقائق قليلة، إلا أنه وفي حال تغير تواتر أو شدة الصداع لديكِ، أو استمراره لفترة أطول من بضع دقائق، فإنه ينصح بالاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك؛ للقيام ببعض الفحوص، والاطمئنان على صحتكِ.