تمكنت الفنانة المغربية، جميلة البداوي، من تكوين قاعدة جماهيرية في مختلف أنحاء الوطن العربي، بصوتها المختلف، وأدائها المتميز، وإتقانها لهجات عربية مختلفة، حيث تنقلت بين الخليجية والمصرية واللبنانية، وحققت نجاحاً كبيراً، وانتشاراً لافتاً. ولأنها تريد إيصال الأغنية العربية والمغربية إلى العالمية، أسست شركة إنتاج خاصة بها، لتنفيذ أغنياتها بنفسها بأعلى المعايير الاحترافية. وكانت «شرارة»، التي أطلقتها مؤخراً عبر «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي، باكورة أعمالها الغنائية.. في هذا الحوار، تتحدث جميلة البداوي إلى «زهرة الخليج» عن أسباب تأسيسها شركة إنتاج فني، وتفاصيل أغنيتها الجديدة «شرارة»، وعلاقتها الوطيدة مع النجم البوليوودي شاروخان، ودخولها عالم التمثيل:
ما أسباب قلة أعمالك الغنائية في الفترة الأخيرة؟ تعوّد الجمهور، في السنوات الأخيرة، على تقديم أغنياتي على طريقة الفيديو كليب، ما حقق لي حضوراً قوياً وانتشاراً كبيراً، لاسيما أنني كنت أطرحها على «يوتيوب»، ومواقع التواصل. لكن، في الفترة الأخيرة، كنت أطرح أغنياتي بشكل منفرد، وأبثها عبر الإذاعات والمواقع الموسيقية من دون تصويرها فيديو كليب، لذلك اعتقد البعض أنني اختفيت. أيضاً كنت مشغولة في الفترة الماضية بتأسيس شركة إنتاج خاصة بي، بالتعاون مع زوجي الفنان عبدالفتاح الجريني، لتسجيل الأغنيات، وتصويرها فيديو كليب، وجاءت أغنيتي الجديدة «شرارة»؛ لتكون باكورة أعمال الشركة.
شركة خاصة
تعاقدت مع شركات إنتاج مشهورة، ووجدت دعماً فنياً في بداياتك.. لماذا قررت الابتعاد وتأسيس شركة خاصة بك؟ لا أنكر أن هذه الشركات ساعدتني كثيراً في مسيرتي الفنية، ولم تكن هناك مشاكل بيننا، سواء في شروط التعاقد أو الاحتكار. لكن، السبب الرئيسي في تأسيس شركة خاصة بي هو الحفاظ على حقوق الأغاني، خاصة أنه ليس من المنطقي - بعد مسيرة فنية طويلة مليئة بالإنجازات لأي فنان، وتسجيل العديد من الأغنيات - ألا تكون هذه الأعمال ملكاً له، أو لا يحق له التصرف فيها.
عدت من خلال «شرارة» بـ«لوك» وفكر جديدين، وحققت صدى كبيراً بعد عرضها على مواقع التواصل و«يوتيوب».. حدثينا عنها! «شرارة» أول أعمالي الغنائية من إنتاج شركتي، وهي من كلمات محمد المغربي، وألحان مهدي مزين، وتوزيع مادرا وطارق الحجيلي، وقد عملت قرابة العام مع طاقم فني عالمي على تنفيذ الأغنية في كل من: دبي والمغرب وتركيا، حتى يظهر الكليب بهذا الشكل المحترف، كما تعاملت فيها مع المخرج التركي مراد دالكيك، الذي أبدع في إظهار «شرارة» بشكل جديد مع إيقاع موسيقي شبابي عصري، يناسب فصل الصيف، وسعدت كثيراً بردود أفعال الجمهور حول الأغنية والكليب، ما يدفعني إلى تقديم الأفضل في الفترة المقبلة.
تميزتِ في الغناء بلهجات مختلفة.. هل تعتبرين ذلك خطوة لتحقيق انتشار أكبر؟ بكل تأكيد؛ فقد ساعدتني إمكاناتي الصوتية، وقدرتي على إتقان اللهجات، في تقديم نوعيات مختلفة من الأغنيات، خاصة الخليجية، والمصرية التي حققت لي انتشاراً ورواجاً كبيرين، وكونت لي قاعدة جماهيرية في العالم العربي، لذلك أنا أعمل حالياً على تسجيل عدد من الأغنيات المنفردة، بين الخليجية، المصرية، المغربية، والعراقية.
نصف طريق الشهرة
هل برامج اكتشاف المواهب و«السوشيال ميديا» ساعدت الإبداعات الشابة على الظهور والانتشار؟ كما تعلم، كانت انطلاقتي الفنية في برنامج «نجم الخليج»، ولا أحد ينكر أن برامج الهواة و«السوشيال ميديا» تساعد الشباب الموهوبين، وتصقل مواهبهم، وتضعهم على الطريق الصحيح، وتصنع لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وتختصر لهم نصف طريق الشهرة، على عكس السابق. لكن، في الوقت نفسه يجب على الفنان الواعد أن يستمر في صقل موهبته، وتقديم المتميز والمختلف، خاصة أن برامج اكتشاف المواهب مرحلة لإثبات الذات فقط، ثم على من يتمتع بالموهبة الحقيقية شق طريقه بنفسه.
مؤخراً.. قدمتِ مع الجريني «النسخة العربية» لأغنية «تشاليا»، التي شارككما شاروخان أداءها على خشبة المسرح، فكيف كان التعاون مع النجم البوليوودي؟ جمعتني بالنجم العالمي شاروخان، حتى الآن، 3 أغانٍّ: الأولى «زلم»، والثانية «جوباثان» الأغنية الرسمية لفيلم «باثان»، التي تم تقديمها باللهجة المغربية، وتم عرضها في جميع دور السينما بالوطن العربي. والعمل الأخير هو النسخة العربية من أغنية «تشاليا» في فيلمه الجديد «جوان»، أثناء إطلاق الفيلم في دبي. فكان شرفاً لي، أنا والجريني، أن نتعاون مع أحد أبرز نجوم بوليوود، لتأدية أغنيات أفلامه بالعربية، إذ تجمعنا به علاقة صداقة قوية، كما أنه فنان متواضع، وإنسان محترم، يقدر الفن، ويعطي كل فنان حقه، وسعدت كثيراً عندما بارك زواجنا أنا والجريني بالطريقة الهندية.
مستقبلاً.. هل تفكرين في تقديم أغنيات بالهندية؟ أعشق اللغة الهندية، وأحاول تعلمها، وأتابع باستمرار السينما البوليوودية، خاصة أفلام شاروخان، لكنني أعتقد أنه سيكون من الصعب أن أغني بالهندية.
سر التوفيق
ماذا ستفعلين لو طلبك شاروخان؛ لمشاركته التمثيل في أحد أفلامه؟ بكل تأكيد شرف وفخر لي.. لكن بشرط أن أودي دوراً صامتاً.
بما أننا تحدثنا عن مجال التمثيل، سمعنا أنه عرضت عليك أعمال فنية.. هل تفكرين في خوض التجربة؟ أرحب بفكرة التمثيل كخطوة مستقبلية. وبالفعل، منذ شهرين، عرضت عليَّ المشاركة في بطولة مسلسل خليجي يتم تصويره في دبي، لكنني حتى هذه اللحظة غير مستعدة لخوض التجربة، ولن أقدم على هذه الخطوة، إلا إذا وجدت دوراً مناسباً لي، ويكون قريباً إلى حد ما من مجالي الفني.
ما طموحك الفني في المستقبل؟ منذ أن دخلت هذا المجال، وهدفي أن تصل موسيقانا إلى العالمية، وأن تصل ثقافاتنا إلى الآخر من خلال أغنياتنا، وقريباً سيجمعني من خلال شركتي «دويتو» مع مطرب عالمي، سأتحدث عن تفاصيله لاحقاً.
أخيراً.. كيف توفقين بين حياتك المهنية، وحياتك الزوجية مع الجريني؟ رغم أنه زوجي، فأنا أتعامل مع الجريني كصديق، يقف إلى جانبي، ويدعمني بشكل مستمر، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي كزوجين. واستطعنا أن نحقق توازناً بين عملنا وظروفه الصعبة، وحياتنا الزوجية، بالتفاهم والود والحب، ونحن مرتاحان معاً؛ لأن كلاً منا يستشير الآخر في جميع الجوانب الحياتية.