إماراتيات: الإرشاد السياحي مهمة وطنية

وأكد عدد من النماذج النسائية الإماراتية البارزة في مجال الإرشاد السياحي، لـ«زهرة الخليج»، تزايد الطلب من السياح، ومرتادي المواقع السياحية والأثرية في الدولة، على المرشدين السياحيين المواطنين من الجنسين، كونهم الأقدر على إظهار الروح الإماراتية بكل ما تحمله من موروث أصيل، وتراث عريق، وعادات وتقاليد كر

وأكد عدد من النماذج النسائية الإماراتية البارزة في مجال الإرشاد السياحي، لـ«زهرة الخليج»، تزايد الطلب من السياح، ومرتادي المواقع السياحية والأثرية في الدولة، على المرشدين السياحيين المواطنين من الجنسين، كونهم الأقدر على إظهار الروح الإماراتية بكل ما تحمله من موروث أصيل، وتراث عريق، وعادات وتقاليد كريمة متسامحة، جذبت كل من عرفها، لتترجم ابنة الإمارات (بعبايتها، وشيلتها) الجانب العقائدي المتأصل في المجتمع، والمفهوم الخاص بالزيّ الإماراتي التقليدي.

فمن جهتها، أوضحت ريم المزروعي أنها اكتشفت شغفها بمجال الإرشاد السياحي، عندما كانت في «الثانوية العامة»، أثناء مشاركتها في المعارض التراثية بصحبة والدتها، التي تعمل بالتجارة في مجال الأعمال التراثية والفنية، مشيرة إلى أنها كانت تقوم، آنذاك، بمساعدة السائحين في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، سواء مع والدتها، أو مع بقية الأسر المنتجة بالمعرض، بشكل تطوعي، مؤكدة أنها أحبت هذا التواصل مع الجنسيات المختلفة، فقررت اختيار تخصص «السياحة والتواصل الثقافي» لدراستها الجامعية، فحصلت على رخصة الإرشاد السياحي من قِبَل دائرة السياحة والثقافة – أبوظبي، الأمر الذي أهلها للعمل مرشدة سياحية في معرض «إكسبو دبي 2020»، مع مواصلة دراستها العليا، وحصولها على درجة الماجستير، إلى أن عملت مرشدة سياحية في «بيت العائلة الإبراهيمية».

تقول المزروعي: «مجال الإرشاد السياحي أكسبني مهارات كثيرة في فن التواصل مع الآخرين، وأكثر ما يحفزني على المضي قدماً في هذا المجال، هو رغبتي في رد الدين إلى وطني الغالي، من خلال العمل الميداني بالقطاع السياحي، الذي يعد جزءاً مهماً في بناء اقتصاد الدولة، والممثل الأول لوجهها الثقافي، وهويتها الأصيلة، وكذلك نظرات الإعجاب المصحوبة بالاندهاش من قبل الأجانب لوجود فتاة إماراتية ترتدي العباية والشيلة، تسرد التاريخ، وتشرح معالم الإمارات بمهارة، وبلغات عدة، ما يعكس ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من تقدم وتطور في المجالات كافة».

كنز من المعلومات

من جانبها، توضح مريم العبيدلي أنها، منذ أن بلغت سن الـ18، أقدمت على الالتحاق بالبرنامج التدريبي، الذي قدمته دائرة السياحة والثقافة – أبوظبي، للحصول على رخصة مرشد سياحي، والذي اكتسبت خلاله العديد من المهارات التي تحتاج إلى سنوات طويلة لتحصيلها، وأضافت: «منذ صغري، وأنا مولعة باكتشاف وجمع معلومات عن الحضارات القديمة، والاطلاع على ثقافات الآخرين وتاريخهم، وقد أتيحت لي هذه الفرصة عن قرب من خلال الدور الحيوي للمرشد السياحي في التنمية الاقتصادية، وكيفية التعامل مع السائحين بمختلف خلفياتهم الثقافية، إذ كانت محاضرات البرنامج، وورش عمله، بمثابة كنز من المعلومات الثرية، التي كنت أجهلها عن المواقع السياحية الطبيعية والأثرية والتراثية والنباتات، التي تتميز بها الدولة».

وأكدت العبيدلي أنها خاضت تجربة مهنة المرشد السياحي، وبدأت ممارستها إلى جانب دراستها الجامعية في مجال الأمن الإلكتروني، مشيرة إلى أنها واصلت شغفها بالمهنة بالحصول على رخصة مرشد سياحي من إمارة دبي، ثم من الشارقة عبر البرنامج التدريبي الذي تقدمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، كاشفة عن حلمها المستقبلي وهو افتتاح شركة سياحية، تستقطب المرشدين السياحيين الإماراتيين، لتقديم تجارب سياحية أصيلة للسائحين بأعين إماراتية، تستطيع أن تعكس المميزات الثقافية والتراثية وتقاليد وعادات المجتمع.

مهمة وطنية

وفي السياق نفسه، أفادت مريم الشامسي بأنها دخلت مجال الإرشاد السياحي عن طريق الصدفة، من خلال عملها في قطاع الصحة، وتعاملها مع كادر طبي من جنسيات مختلفة، فكان يستفسر منها بشكل كبير عن تاريخ دولة الإمارات وتراثها وعاداتها وتقاليدها، وأشهر الأماكن السياحية، والأكلات الشعبية، وغيرها من الأمور المحلية، حيث كانت تحرص على الإجابة بإسهاب، الأمر الذي ألهمها فكرة مبادرة تقوم من خلالها بتنظيم جولات في المتاحف والأماكن الأثرية بالدولة لزملائها من الجنسيات الأجنبية. في هذه الأثناء، قرأت إعلاناً لدائرة السياحة والثقافة – أبوظبي عن برنامج رخصة المرشد السياحي، فلم تتردد في الالتحاق به.

وأضافت الشامسي: «عندما حصلت على رخصة المرشد السياحي، بدأت العمل الميداني واصطحاب سياح في جولات لاستعراض الأماكن السياحية بالدولة، إذ إنني أعتبر ذلك مهمة وطنية، عمادها المعايشة والشعور بكل كلمة يتم نقلها إلى الآخر، ومن خلال عملي تلقيت طلبات برغبة السائحين في زيارة المجالس، والاطلاع عن قرب على طبيعة الحياة الاجتماعية الإماراتية، والمأكولات والمشروبات التقليدية، الأمر الذي عملت على تلبيته، مستندة إلى العلاقات الطيبة بالعديد من العائلات، التي أبدت ترحيبها بضيوف الدولة. وبالفعل، اطلعوا على العادات والتقاليد، وملامح الأسرة الإماراتية، التي كانت المرآة العاكسة للوجه الحضاري لكرم ورقي وتطور دولة الإمارات وأبنائها».

كفاءات شابة

وفي هذا الصدد، أكد سلطان كراني، مؤسس جمعية الإمارات للمرشدين السياحيين، وعضو مجلس إداراتها، لـ«زهرة الخليج»، أن المرأة الإماراتية أثبتت حضورها القوي في مجال الإرشاد السياحي على مستوى الدولة، مستفيدة في ذلك من الدعم اللامحدود، الذي تقدمه القيادة الرشيدة إلى ابنة الإمارات في جميع المجالات والقطاعات التنموية، الأمر الذي عمل على إتاحة الفرصة للعنصر النسائي للوجود والعمل بالمواقع بجميع المعالم السياحية الحيوية في الدولة، كما ساهم التطور الذي تشهده الدولة بصناعة السياحة في اعتماد العديد من التخصصات التي لها صلة بمجال الإرشاد السياحي في الجامعات الإماراتية، والتي أهدت الوطن كفاءات شابة، قادرة على حمل الراية في هذا المجال الحيوي.

وأشار كراني إلى أن الجمعية تعمل على تعزيز التعاون مع الجهات السياحية في الدولة؛ لدعم وتشجيع حضور المرأة، ومنحها فرصاً أكبر لتكون خير ممثل لبلادها عن طريق المجال السياحي، بما يمكنها من المشاركة الفاعلة في هذا القطاع، الذي يعد رافداً أساسياً ومستداماً للاقتصاد، في سبيل تحقيق مستهدفات الخمسين بزيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، بحلول عام 2031.