منذ زمن بعيد، يحلم الكثيرون بالوصول إلى الفضاء، ومعرفة ما يخبئه من أسرار، ما دفع دولاً كثيرة إلى اكتشاف العالم الخارجي، ولعل تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في هذا المجال، ساهمت في لفت أنظار العالم إلى أهمية ما يتضمنه هذا العالم البعيد من أسرار وإمكانيات، توجتها بإيفاد رائد الفضاء سلطان النيادي، الذي مكث في العالم الخارجي لستة أشهر.

وإمعاناً في زيادة الاهتمام بالفضاء، أقرت منظمة الأمم المتحدة عام 1999، الاحتفاء بـ«الأسبوع العالمي للفضاء»، وحددت الفترة ما بين الرابع وحتى العاشر من شهر أكتوبر، موعداً للاحتفاء بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان.

ويعد «الأسبوع العالمي للفضاء» أكبر فعالية سنوية متعلقة بالفضاء في العالم، فهي تبني قوى المستقبل العاملة، عن طريق إلهام التلاميذ، وإبراز الدعم الشعبي المشاهد لبرنامج الفضاء، وتثقيف العامة بشأن الأنشطة الفضائية، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية بمسائل الفضاء وتعليمها.

الفضاء.. وريادة الأعمال:

ويختار مجلس إدارة «جمعية الأسبوع العالمي للفضاء»، بتنسيق وثيق مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، موضوعاً لكل عام، ويركز موضوع هذا العام على «الفضاء وريادة الأعمال»، وذلك لأهمية صناعة الفضاء في الأغراض التجارية، والفرص المتزايدة لريادة الأعمال الفضائية، والفوائد الجديدة للفضاء التي طورها رواد الفضاء. وأصبحت الشركات الصغيرة قادرة على بناء وإطلاق أقمار اصطناعية صغيرة، حيث بات بإمكان أصحاب المشاريع إنشاء قواعد بيانات جديدة قيمة، تستفيد منها الحكومات، وأيضاً مجال صناعة الفضاء.

زيادة فرص التوظيف:

ويساهم هذا الأسبوع في إلهام الطلاب، من جميع أنحاء العالم، لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وإدارة الأعمال، كما يوفر فرصة لشركات الفضاء؛ لتوظيف القوى العاملة اللازمة لصناعة الفضاء التجارية الآخذة في التوسع. وسيكون، أيضاً، بمثابة منتدى للمناقشات المهمة، عن تحول المدار الأرضي المنخفض إلى نظام بيئي يتميز بريادة الأعمال.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أدركت أن الفضاء الخارجي أضاف بعداً جديداً لوجود البشرية، وتواصل أسرة الأمم المتحدة سعيها الحثيث إلى الاستفادة من المزايا الفريدة للفضاء الخارجي؛ لتحسين البشرية جمعاء.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وهو أول قرار لها متعلق بالفضاء، إدراكاً منها لاهتمام البشرية جمعاء بالفضاء الخارجي، وأعربت عن تشجيعها بقوة استكشاف الفضاء الخارجي، واستغلاله على أكمل وجه؛ لمنفعة البشرية.

صندوق الفضاء الوطني:

بدأ اهتمام دولة الإمارات بالفضاء، من خلال صندوق الفضاء الوطني، الذي يعمل تحت مظلة «وكالة الإمارات للفضاء»، حيث يسهم الصندوق، البالغة ميزانيته ثلاثة مليارات درهم، في تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية، حيث يشهد القطاع الفضائي في دولة الإمارات تطوراً كبيراً، وتوجهاً لإشراك القطاع الخاص في الأنشطة الفضائية، خاصة في مجال الاستشعار عن بُعْد والاتصالات. وتلعب وكالات الفضاء دور تطوير القدرات، ودعم القطاع، عن طريق رفع جاهزيته، وتوفير الفرص الاستثمارية. ويتكون الصندوق الوطني للفضاء من ثلاثة مسارات، هي: مسار تطوير القدرات، ومسار دعم المشاريع الفضائية المعنية بتطوير القدرات، ومسار المنح.

ويستهدف الصندوق بناء القدرات والكفاءات الوطنية، ورفع المساهمة الاقتصادية في تنويع الاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانة دولة الإمارات؛ لتصبح مركزاً رئيسياً للأعمال في الفضاء، وتطوير البنية التحتية الداعمة لصناعة الفضاء، وتهيئة البيئة المناسبة لابتكار نماذج جديدة، وتطوير شركات ناشئة.