ناقش متحدثون إمكانية حلول تقنيات الذكاء الاصطناعي محل العناصر البشرية بالكامل في الأعمال السينمائية، في الجلسة الحوارية، التي حملت عنوان «الأفلام في عصر الذكاء الاصطناعي»، التي نظمها «منتدى الإعلام العربي» في دبي، وشارك فيها: بابروس جيتماتجي، المؤسس والشريك الإداري لشركة "BC Productions"، وكارينا ميلر، رئيسة ومؤسسة شركة "Sparkhouse"، والممثلة التركية الشهيرة نسرين كافادزاد، وأدارها الإعلامي الإماراتي يونس سيف.

واتفق المشاركون، في الجلسة الحوارية، في استحالة حلول الذكاء الاصطناعي محل الممثلين والتقنيين في الوقت الراهن، معتبرين أن الاستغناء عن العنصر البشري يعتبر ضرباً من الخيال.

  • هل يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في صناعة الأفلام؟

عدم قبول:

أشار جيتماتجي إلى مسألة حقوق الملكية الفكرية في الأعمال السينمائية، ومدى ملاءمة تطبيق فكرة الذكاء الاصطناعي واقعاً، مشيراً إلى وجود أبعاد قانونية وأخلاقية تحكم مسألة التحول الكامل.

ولفت جيتماتجي إلى أن استعداد الجمهور لتقبل رؤية ممثلين من الروبوتات يبقى محل شك، رغم الحماسة الظاهرة من قِبَل بعض شركات الإنتاج لتجريب الأمر، فقال: «قرار الاستغناء عن العامل البشري في صناعة السينما لن يحظى بقبول العاملين في المهنة بالمطلق، وسيواجه إشكاليات عدة».

واتفقت كارينا ميلر، مع جيتماتجي، في رؤيته، وقالت إن الفنانين والتقنيين سيعارضون الاستغناء عنهم، واستبدالهم بآلات بلا مشاعر أو أحاسيس حقيقية، معتبرة أن الفنانين سيرحبون بتعديل هيئاتهم، وجعلهم يبدون أصغر سناً وأجمل وأرشق، من خلال الذكاء الاصطناعي، لكنهم لن يقبلوا الاستغناء عن وجودهم مطلقاً.

وقارنت كارينا ميلر بين المظهر الواقعي للممثل البشري، وهيئة الممثل المصنوع بالتقنيات الرقمية، فالأخير يبدو آلة متحركة لن تقنع الجمهور بصدق ما تقدم، فقالت: «يجب ألا ننسى أن تكلفة إنتاج فيلم يعتمد بالكامل على التقنية الرقمية سيكون مرتفعاً، وأعتقد أنه من الجنون تقديم عمل سينمائي يخلو من العنصر البشري، على الأقل في الوقت الراهن».

عوامل النجاح:

ولفتت الفنانة نسرين كافادزاد، في حديثها، إلى التأثير الكبير الذي تحدثه الأعمال الدرامية والسينمائية في نقل صورة حقيقية عن الثقافة والبيئة والمقومات الطبيعية للإنسان والمكان، معتبرة أنها من عوامل نجاح أي عمل، كونها تقدم بصورة حقيقية بعيدة عن التزييف، وقالت: «كل العوامل السابقة لن تكون مؤثرة في أعمال تقدمها روبوتات تفتقد الإحساس الفعلي، ما يجعل أمر نجاحها محل شك، وقبول من قبل الناس».

وتساءلت نسرين عن السبب، الذي يجعل مئات الآلاف من المبدعين في المجال الفني، من ممثلين وتقنيين وكتاب ومخرجين، يقبلون الجلوس في بيوتهم، والاكتفاء بمشاهدة آليين يقدمون أفلاماً تخلو من المشاعر بدلا منهم.