يسعى الآباء، بشكل عام، لتهيئة الظروف لأبنائهم للتفوق الحياتي والدراسي، من خلال توفير أقصى ما يستطيعون، لينعم أولادهم بحياة آمنة مستقرة، حيث يؤكد الآباء، دائماً، أنهم يطمحون لأن يروا أبناءهم أفضل منهم في كل شيء.

لكن صدمة الآباء تظهر عند ملاحظة أن أولادهم يقومون بتصرفات غريبة وغير مألوفة، عدا عدم رغبتهم بالقيام بمتابعة تحصيلهم الدراسي، وتفضيل اللهو واللعب على الدراسة، لكنهم بالوقت نفسه يظهرون تميزاً في الحديث، أو التعبير عن أنفسهم بطرق مختلفة، كما تظهر عليهم علامات النبوغ في بعض الأمور، التي تنعكس إيجابياً على نمو شخصياتهم، لكن يبقى العائق الدراسي ماثلاً أمامهم.

ويفسر خبراء الطفولة وعلم النفس والأعصاب، بحسب تقرير نشرته شبكة «CNBC» الأميركية، عدم ميل الأطفال النوابغ إلى التحصيل الدراسي، لشعورهم بأنهم متفوقون على أقرانهم الذين يدرسون معهم بالفصل ذاته، حيث يمكنهم فهم المعلومات بصورة أسرع، لأن الله حباهم ميزات خاصة تتعلق بالفهم السريع، وملاحظة ما يدور حولهم أسرع من أقرانهم من الجيل نفسه.

  • تصرفات طفلك «الغريبة» تدل على موهبته!

علامات النبوغ:

وقبل الإشارة إلى العلامات التي توضح مدى موهبة هؤلاء الأطفال، يفضل خبراء التربية منح الأطفال الموهوبين حرية التصرف ومراقبة أفعالهم، مع ضرورة التشديد عليهم في كل ما يتعلق بمتابعة تحصيلهم الدراسي، لكي لا يصيبهم غرور التفوق، وحتى لا يتحولوا في مراحل عمرية لاحقة إلى أشخاص ينظرون إلى الأشياء بصورة متعالية.

ومن أبرز العلامات، التي تشير إلى نبوغ هؤلاء الأطفال، معاناتهم فعل أشياء بسيطة، مثل: ربط الحذاء، وإهمال تنظيف أسنانهم بالفرشاة، كونهم يعتبرون مثل هذه الأشياء غير مهمة، ويأتي ترتيبها تالياً.

وهؤلاء، الذين يهملون الأشياء البسيطة، يمكن أن يتفاجأ معلموهم بأنهم قادرون، مثلاً، على فهم مسائل حسابية لصفوف دراسية أعلى، فيمكن أن يستطيع طفل في الثامنة من العمر في «الصف الدراسي الثالث» استيعاب مسائل حسابية، تكون مخصصة لطلاب «الصف الدراسي الخامس»، ويتعاملون معها ببساطة.

ويلاحظ على الأطفال العباقرة أنهم يشعرون بالحساسية الشديدة التي تصل إلى حدِّ البكاء، في حال تعاملهم مع موقف عاطفي، أو مشاهدة فيلم حزين، وقد لا يستطيعون التعبير عن خيبة أملهم بصورة كاملة، إذا شعروا بتعرض بعض الناس للظلم، لكنهم يشيرون إلى ذلك ببعض الكلمات والتصرفات.

كما يتميز الأطفال الموهوبون بتمتعهم بالفضول نحو الأشياء من حولهم، بصورة أكبر وأوضح من أقرانهم، من خلال الأسئلة التي يوجهونها إلى آبائهم ومعلميهم، خاصة في ما يتعلق بأسباب وجودهم في الحياة، وماذا يحدث عند الموت، وماذا يفعل الناس عندما يموتون، إضافة إلى أسئلة تتعلق بالأطفال من فئتهم العمرية نفسها، الذين تتعرض دولهم لحرب أو مجاعة أو زلزال، أو أي أحداث كبرى.

ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى تحفيز ذهني مستمر، بسبب أنهم يصابون بالملل، ولكونهم يتعلمون كل الأشياء بصورة أسرع من زملائهم، فهم بحاجة إلى التجديد من قبل المعلمين والآباء في التعامل مع ذكائهم المرتفع، وإذا أصيبوا بالملل، وعدم فهم من حولهم لاحتياجاتهم، فسيتوقفون عن المحاولة.