بيّن الإعلامي اللبناني، علي جابر، أن الإنتاج الفني الدرامي العربي يمر حالياً بفترة تحول، جراء دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المضمار، داعياً إلى استثمارها بشكل إيجابي، للوصول بالأعمال العربية إلى العالمية.

 

  • علي جابر

قفزة في الإنتاج:

وأوضح جابر - خلال محاضرته التي حملت عنوان «الوضع الحالي للمحتوى في العالم العربي»، ضمن فعاليات «المنتدى الإعلامي للشباب»، الذي يعقد في دورته الأولى على هامش فعاليات «منتدى الإعلام العربي»، الذي ينظمه نادي دبي للصحافة - رؤيته حول الطريقة، التي يمكن من خلالها إعادة ثقة الجمهور العربي بإعلامه، وما يقدمه من محتوى.

وأشار جابر إلى القفزة الكبيرة في الأعمال الإنتاجية التي تقدم سنوياً، فقال: «قبل خمس سنوات، كان سقف الإنتاج لا يتعدى الـ80 عملاً في العام الواحد، لكننا اليوم نشهد وصول عدد الإنتاجات إلى 200 عمل سنوياً، بسبب دخول منصات رقمية عدة إلى سوق الإنتاج الدرامي».

وعلى الرغم من ترحيب جابر بالقفزة الإنتاجية الدرامية، فإنه انتقد حالة «الكم على حساب النوع»، التي تتخذها بعض شركات الإنتاج؛ للحفاظ على وجودها في السوق، ما أدى إلى ظهور أعمال دون المستوى.

وركز جابر على الجانب الإيجابي، مبيناً أن التنافسية الشديدة بين المنصات الرقمية، وشركات الإنتاج بما فيها المحطات التلفزيونية، تسببت في ضخ أموال كثيرة في سوق الإنتاج الدرامي، إذ قفزت تكلفة الحلقة الواحدة من 45 ألف دولار، إلى عشرة أضعاف هذا الرقم، وهو ما يفيد في رفع الجودة الفنية لهذه الأعمال، واستخدام أعلى التقنيات الفنية في التصوير والمونتاج والإخراج ومواقع التصوير.

 

  • هل ينقل الذكاء الاصطناعي الدراما العربية إلى العالمية؟

فرصة مهمة:

وأوضح جابر: «التحول الرقمي الكبير في إنتاج الأعمال الدرامية، ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، هما فرصة كبيرة لكل صنّاع الدراما للبروز، وعليهم اتخاذ القرارات المناسبة لضمان بقاء الجودة الفنية، فهي معيار العمل الدرامي، حتى تستطيع الدراما العربية منافسة نظيرتها التركية والمكسيكية والإسبانية والكورية».

ونوه جابر بضرورة التفات صناع المحتوى إلى أهمية وجود ترجمة إنجليزية للمحتوى الدرامي، معتبراً أن هذه الخطوة تساهم في وصوله إلى الجمهور في أنحاء العالم، مستشهداً بالدراما التركية التي تقوم بتسويق أعمالها إلى ما يقارب الـ140 دولة حول العالم.

ويرى جابر أن الأعمال الدرامية العربية ستكون قادرة، خلال السنوات المقبلة، على كسر الحاجز أمام الوصول للعالمية مع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وإنتاج أعمال درامية بجودة رفيعة المستوى، وبتكاليف إنتاجية عالية.

ودعا جابر المنتجين إلى استثمار حضور المنصات الرقمية العربية والعالمية، من أجل تقديم أعمال عربية تعكس قيمة الثقافة العربية وتروجها، من خلال مخاطبة الجمهور في جميع أنحاء العالم، مراهناً على القدرة على إحداث نهضة فنية ثقافية عربية شاملة.