يلعب تقلب الفصول الأربعة، سنوياً، دوراً كبيراً في حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض، لذا قسم علماء الفلك والطبيعة العام الواحد إلى أربعة فصول، هي: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء.
ويحدد التقويم الفلكي الفصول، بحسب موقع «طقس العرب» المختص بعلوم الفلك والجو، بسبب ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة بالنسبة إلى مداره حول الشمس، حيث يرتبط الانقلابان الخريفي والشتوي بمدار الأرض حول الشمس، واعتباراً من يوم الاعتدال الخريفي، يبدأ نصف الكرة الشمالي بالميل بعيداً عن الشمس، ما يؤدي إلى ابتعاد أشعة الشمس عن الأرض تدريجياً، وتقل درجات الحرارة بشكل ملحوظ، حيث تصبح الليالي أطول تدريجياً وأكثر برودة، حيث عادة يبدأ فصل الخريف فلكياً في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر كل عام، معلناً انتهاء فصل الصيف فلكياً، ويستمر الخريف حتى الوصول إلى يوم الانقلاب الشتوي، وهو الذي يوافق الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، الذي يبدأ فيه فصل الشتاء رسمياً.
وعادة يصاحب تقلب الفصول حدوث تأثيرات صحية للناس، بسبب تغير درجات الحرارة، وظهور بعض أنواع الحساسية بسبب تساقط أوراق الشجر، فضلاً عن اضطراب أوقات النوم، بسبب تقلص ساعات النهار، وزيادة ساعات الليل، ومع قلة التعرض لأشعة الشمس، وانتشار الهواء البارد والجفاف، قد يصاب البعض بأمراض تنفسية، مثل: الربو، والتهاب القصبات الهوائية.
أخذ اللقاحات:
لذا من المهم أخذ الحيطة والحذر من تقلبات الفصول، من خلال القيام بمجموعة من الأمور، التي تحافظ على صحة الإنسان، وأبرزها: الوقاية من الأمراض التي تصاحب حلول موعد فصل الخريف، لذا يفضل أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، في آخر أيام فصل الصيف، وقبل حلول فصل الخريف، حيث يمنح اللقاح جسم الإنسان مناعة إضافية ضد الفيروسات التي تنشأ في الجو.
وقد يحمي لقاح الإنفلونزا الموسمي من احتمالية الإصابة بفيروس «كورونا» مجدداً، في ظل عدم القضاء على المرض نهائياً، خاصة إذا كان الإنسان قد تناول جرعات اللقاح مسبقاً، حيث يحفز انتشار الفيروسات في فصلي الخريف والشتاء على الإصابة بالفيروس.
ومن الضروري ابتعاد الأشخاص المصابين بالحساسية عن مسببات تهيج المرض المنقولة بالهواء، من حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، والغبار المنتشر بالجو.
التأقلم على التغيير:
ويفضل، أيضاً، الاستعداد لقِصَر ساعات النهار، من خلال التأقلم على التغيير الحاصل في مواعيد شروق الشمس ومغيبها، عبر تفادي تناول مشروبات الكافيين بكثرة، مثل: القهوة والنسكافيه والشاي، والامتناع عن القيلولة النهارية، لضمان التأقلم السريع مع تغير ساعات النهار.
ومن المهم، الحفاظ على رطوبة الجسم، من خلال الاستمرار في شرب كميات كافية من الماء طيلة النهار، إضافة إلى استخدام مرطبات للجلد للوقاية من الجفاف، بسبب الهواء الجاف والبارد الذي لا يحمل الرطوبة الكافية.
ومن الضروري تعويض قلة التعرض للشمس، من خلال الجلوس في الهواء الطلق أثناء فترة الاستراحة ظهراً، فقد تؤدي قلة التعرض لأشعة الشمس للإصابة بالاكتئاب الموسمي، الناتج عن تغير الفصول.
كما يجب البدء في ارتداء الملابس الدافئة خاصة في ساعات النهار الأولى، والأوقات المتأخرة من الليل، حيث تقل درجات الحرارة بسبب برودة الجو. لذا، من المهم تجنب ارتداء الملابس الصيفية الخفيفة، ويفضل ارتداء «بلوفرات» وجاكيتات خفيفة، لتجنب الإصابة بالزكام، والعناية أيضاً بما يرتديه الأطفال من ملابس.