تحرص السيدات على وجود جميع أنواع المنظفات المنزلية في بيوتهن، للحفاظ على قدر كبير من نظافة أنحاء البيت، وزاد اهتمام الناس بالمنظفات، مع انتشار جائحة «كورونا»، إذ بلغت مستويات الاهتمام بالنظافة مرحلة كبيرة.
ومع إيجابية الحفاظ على البيوت نظيفة في كل الأوقات، تظهر مشكلة صحية لم تكن بالحسبان، هي أن جل المنظفات المنزلية مصنوعة من مواد كيميائية، قد تؤثر بشكل سلبي في صحة الجسم، خاصة مطهرات الأرض، ومزيلات البقع، ومعطرات الجو، التي يمكن أن يتطاير رذاذها في الهواء، وتستقر في منطقة العين أو الأنف أو الحنجرة، كما لا يتوقف ضررها عند ذلك، فقد تصل إلى الجهاز التنفسي.
ونشرت صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، دراسة أجراها باحثون من جامعة أدنبره الإيرلندية، أكدوا فيها أن جميع المنتجات، تقريباً، يمكن أن تسبب مشاكل صحية لجسم الإنسان، بما فيها المنتجات التي يتم تسويقها على أنها صديقة للبيئة، ولا تطلق روائح، أو لا يستمر رذاذها في الجو طويلاً، والمشاكل الصحية المتوقعة في حال استنشاق رذاذ هذه المنظفات، قد تصل إلى تلف الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، واضطراب النمو، ومشاكل الخصوبة.
وتعد مكونات: «الكلورفورم»، و«التولوين»، و«الأيزوبروبانول»، و«البيوتوكسي إيثانول»، أخطر المركبات الكيميائية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة جسم الإنسان، حيث تصنع منظفات الزجاج، والأرضيات، والكبائن منها، بشكل رئيسي، ما يجعل الجلد أكثر عرضه للتأثر بمضاعفات هذه المركبات.
ويبين الباحثون أن رذاذ المنظفات المنزلية يؤثر في الهواء داخل المنزل، ومنها ما يظل عالقاً في الهواء لمدة أسبوعين، حيث يواجه الأشخاص الذين يستخدمون المنظفات المنزلية، بشكل دوري، فرصة التعرض للإصابة بالربو بنسبة 50% أكثر من غيرهم، كما ترتفع لديهم فرصة الإصابة بأمراض الانسداد الرئوي بنسبة 43%.
ومن النتائج المباشرة لأضرار المنظفات المنزلية: احمرار العين وتحسسها، والتهابات الحلق، والصداع، وحساسية الصدر التي قد تصل إلى مرض الربو المزمن، وإصابة الغدد الصماء بالخلل، وإذا كانت بشرة الشخص رقيقة الجلد، فقد تؤدي إلى حدوث حساسية شديدة، قد تصل إلى حروق متوسطة.
ويفضل، عند استخدام المنظفات المنزلية على أنواعها المختلفة، تغطية منطقة الوجه بقناع أو كمامة، كالتي كان الناس يستخدمونها أثناء فترة جائحة «كورونا»، وارتداء قفازات بلاستيكية في اليدين، ولا بأس من ارتداء نظارة، تحمي منطقة العينين، مثل نظارات السباحة، والتعامل بحذر مع هذه المنظفات، وسرعة إغلاق العبوات البلاستيكية، حتى لا يتطاير رذاذها في الجو.