بعد مغادرتها.. أبرز لحظات سارة بيرتون مع "ألكسندر ماكوين"

قدمت سارة بيرتون فترة استثنائية مع دار الأزياء العريقة "ألكسندر ماكوين"، بعد وفاة مصمم الأزياء البريطاني المعروف بتصميماته الفريدة والمثيرة، لتتولى سارة منصب المديرة الإبداعية لعلامته التجارية التي تحمل اسمه، وتقدم لحظات مُبهرة لا يمكن نسيانها أبدًا، حتى لحظة إعلان مغادرتها العلامة الشهيرة، بعد عرض ربيع 2024، لتنهي مسيرة أكثر من 25 عاماً مع "ألكسندر ماكوين".

من سارة بيرتون؟
ولدت سارة بيرتون في ماكليسفيلد بالمملكة المتحدة عام 1974، ودرست الأزياء المطبوعة في سنترال سانت مارتينز بلندن، وانضمت إلى فريق "ألكسندر ماكوين" عام 1996 كمتدربة، وسرعان ما ارتقت في الرتب لتصبح يده اليمنى، وعملت بيرتون على العديد من مجموعات "ماكوين"، بما في ذلك مجموعته الشهيرة "Highland Rape" عام 1995.
استمرت بيرتون بشكل وثيق مع "ماكوين" لأكثر من عقد من الزمان، وأدى تعاونهما إلى بعض لحظات الموضة الأكثر شهرة في القرن الحادي والعشرين، فكانت مسؤولة عن ابتكار العديد من الإطلالات المميزة للعلامة التجارية، مثل فستان الريش الدرامي الذي ارتدته بيورك في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2001، كما أنها صممت فستان زفاف كيت ميدلتون عام 2011، الذي شاهده الملايين حول العالم.

مواصلة الإرث:
بعد وفاة ماكوين المفاجئة عام 2010، تم تكليف سارة بيرتون بمواصلة إرثه، وتم تعيينها مديرة إبداعية لعلامة "Alexander McQueen" في مايو 2010، ومنذ ذلك الحين أنشأت بعض المجموعات الأكثر تميزاً للعلامة التجارية.
وغالبًا تكون تصميمات بيرتون مستوحاة من الطبيعة، مع زخارف نباتية وأشكال عضوية تظهر بشكل كبير في عملها، كما أنها واصلت أيضًا تقليد ماكوين في استخدام مواد غير تقليدية، مثل: الريش والجلد والدانتيل في تصميماتها.
وقامت المدير الإبداعي للدار، أيضاً، بتوسيع نطاق العلامة التجارية، حيث افتتحت متاجر جديدة في مدن حول العالم، وأطلقت خطوطًا جديدة، مثل McQ وAlexander McQueen Eyewear. وفي عام 2019، حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية، لمساهمتها في صناعة الأزياء.

أبرز اللحظات المؤثرة لسارة بيرتون مع "إلكسندر ماكوين":
خلال فترة عملها كمديرة إبداعية، ابتكرت بيرتون بعض التصميمات المذهلة، وعززت مكانتها بين أكثر المصممين موهبة في صناعة الأزياء، لذلك أصبحت المصممة المفضلة للعديد من المشاهير، وعلى رأسهم أميرة ويلز كيت ميدلتون، ومن أبرز تصاميمها المؤثرة في تاريخ "إلكسندر ماكوين" ما يلي:

فستان الزفاف الملكي:
من أشهر تصميمات سارة بيرتون فستان الزفاف، الذي ارتدته كيت ميدلتون عام 2011. فالفستان الذي طرز بالدانتيل المذهل وتميز بكمين طويلين وذيل جميل، بقي سرياً وخاضعاً لحراسة مشددة حتى يوم الزفاف، فكان بمثابة لحظة كبيرة بالنسبة لبيرتون، وعلامة "ألكسندر ماكوين" التجارية.
وحقق الفستان نجاحاً كبيراً، وساعد في ترسيخ مكانة بيرتون كلاعب رئيسي في صناعة الأزياء. وجاء التصميم مستوحى من التقليد الفيكتوري للمشدات، إذ صنع من الساتان العاجي والأبيض، وطرز بأزهار من الدانتيل الرقيق، التي تم قطعها يدوياً من دانتيل شانتيلي الإنجليزي والفرنسي، ليصبح الفستان تحفة حقيقية، أظهرت موهبة بيرتون المذهلة في ابتكار تصميمات أنيقة وخالدة.

معرض "Savage Beauty":
في عام 2011، أقام متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك معرضاً لأعمال "ألكسندر ماكوين" بعنوان Savage Beauty، وشاركت بيرتون بشكل كبير في المعرض الذي حقق نجاحاً هائلاً في تلك الفترة، وعرضت بعض القطع الأكثر شهرة في "ماكوين"، بما في ذلك أحذية أرماديلو الشهيرة.
كان المعرض بمثابة تكريم مناسب لموهبة ماكوين المذهلة، وساعد في تقديم أعماله إلى جمهور جديد تماماً، وعملت بيرتون بشكل وثيق مع المتحف لتنظيم المعرض، والتأكد من عرض كل قطعة بطريقة تعكس رؤية ماكوين الفريدة، وقد حظي المعرض بشعبية كبيرة، لدرجة أنه تم تمديده سبعة أيام، حيث حضره أكثر من 660 ألف زائر.

فستان الفراشة:
أحد أكثر تصاميم سارة بيرتون التي لا تنسى، هو فستان الفراشة من مجموعة ربيع وصيف 2011. صمم الفستان من مزيج من الريش المرسوم يدوياً، والمطبوع رقمياً، ما صنع وهم أجنحة الفراشة، واعتبر التصميم عملاً فنياً حقيقياً، وأظهر موهبة بيرتون المذهلة في ابتكار تصميمات معقدة وجميلة.

مجموعة خريف 2012:
هيمنت الأورغانزا الضخمة والتول المطرز على مجموعة بيرتون لخريف وشتاء 2012 لدار الأزياء البريطانية، وعلى الرغم من أنها قد تكون جاهزة للارتداء من الناحية الفنية، فإن كل قطعة في المجموعة تشبه قطعة فنية، سواء الفساتين أو الإكسسوارات.
وتحت قيادة بيرتون، سلط الضوء على الإكسسوارات الفريدة، مثل: خنجر الفراء، والأقنعة الملونة، وغيرها من المخالب، والأحذية التي تقذف "ألكسندر ماكوين" إلى مجال السلع الجلدية.

العودة إلى الطبيعة 2022:
بالعودة إلى فن الطبيعة كمصدر إلهام، ارتكزت مجموعة بيرتون لخريف وشتاء 2022 على نغمات الأرض مع صور ظلية منظمة، وكان العرض مهماً أيضاً، منذ أن قررت بيرتون نقل المجموعة إلى أسبوع الموضة في نيويورك بدلاً من أسبوع الموضة في لندن، وهو قرار اتخذه ماكوين لأول مرة في التسعينيات لعرضه لخريف وشتاء 1996.
وأشارت مجموعتها، على وجه التحديد، إلى فطر الطبيعة، وهو هيكل نباتي يشبه خيط الفطر يصنع شبكة من الضفائر الدقيقة المتفرعة، مع التأكيد على الطريقة التي ترتبط بها جميع عناصر الطبيعة والناس.