لعدم فقدهم الأمل، لا يتوقف المصابون بالعقم عن القيام بمحاولات طبية عدة، بهدف الإنجاب، والتمتع بزينة الدنيا (الأطفال)، ولعل التطور الطبي المتسارع جعل الأمل القليل طاقة فرج كبرى، للرجال والنساء الراغبين في إنجاب الأطفال، خاصة أن عمليات مثل "طفل الأنابيب"، رغم تكلفتها العالية، وصعوبتها، قد نجحت مراراً في تحويل حلم الأبوة والأمومة إلى واقع، في أنحاء مختلفة من العالم.
اليوم، وفي ظل التطور العلمي المقرون بالذكاء الاصطناعي، الذي دخل جميع مناحي الحياة تقريباً، وفي ظل إعلان منظمة الصحة العالمية أن 7% من سكان العالم الذكور مصابون بالعقم، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة هدفاً مشروعاً أمام الحالمين بالإنجاب، وفرصة لتجربة التقنيات العلمية الجديدة.
وقد تنبهت جامعة التكنولوجيا في سيدني بأستراليا إلى هذا الأمر، ما أتاح لمؤسس الشركة الطبية الأسترالية المعروفة "نيوجينيكس بايوساينس"، الدكتور ستيفن فاسيليسكو، وفريقه العلمي، المجال أمام تطوير برنامج ذكاء اصطناعي، يمكنه اكتشاف الحيوانات المنوية في عينات مأخوذة من رجال مصابين بالعقم الشديد، بحسب ما ذكر ذلك موقع "بي بي سي" البريطاني.
العملية المكتشفة، التي تقوم التجارب عليها، تؤكد أن الطريقة الجديدة أسرع ألف مرة مما يمكن اكتشافه من خلال العين البشرية التي تقوم بتحليل هذه العينات، حيث يبحث برنامج الذكاء الاصطناعي المبتكر لهذا الأمر خصيصاً الحيوانات المنوية، التي يحتمل أن تكون قابلة للحياة في العينات التي يقوم بفحصها، حتى قبل أن يتمكن الأطباء المختصون من فهم ما يرونه في العينات، ما يجعل العاملين بهذا المجال يمنحون التواقين للإنجاب أملاً جديداً.
تقنية بحث سريع:
يؤكد الدكتور فاسيليسكو أن تقنية معالجة العقم، التي يعمل عليها برنامج الذكاء الاصطناعي، التي أطلق عليها اسم "سبيرم سيرش"، تم تصميمها خصيصاً لمن يعتقد عقمهم بشكل نهائي، ولا فرصة أمامهم للإنجاب، لأنه ليست لديهم حيوانات منوية.
وتقوم الطريقة التقليدية في فحص حالات العقم عند الرجال على فحص الحالة، عبر إزالة جزء صغير من الخصية جراحياً، ونقلها إلى المختبر، حتى يتمكن أخصائي الأجنة البحث يدوياً عن الحيوانات المنوية السليمة في العينة، وفي حال العثور على أي حيوانات منوية قابلة للحياة، يمكن استخراجها وحقنها في البويضة، لكن برنامج الذكاء الاصطناعي "سبيرم سيرش" يوفر جهد الأطباء وفريقهم، إذ يعمل على إيجاد الحيوانات المنوية الصحية في ثوانٍ فقط، من خلال تحميل صور العينات على جهاز الكمبيوتر، حيث يعثر عليها البرنامج، ويحدد مدى قابليتها للحياة، وبالتالي تصبح العملية أقل جهداً وخطورة، وتبشر بالأمل، وحين العثور على حيوانات منوية صحية، يتم تحديد مكانها بدقة، وبالتالي استخراجها وحقنها في البويضة، في عملية زمنية أقل، وبلا مضاعفات صحية.