يبدو أن عصر الفضاء الإلكتروني صار مؤثراً، لدرجة أن يجتمع الضالعون في اللغة العربية، من أجل إجازة مفردات وكلمات، يستخدمها الناس في حياتهم اليومية، واعتبارها من الكلمات الفصيحة لغوياً.
وفي اجتماعها السنوي، أجازت "لجنة الألفاظ والأساليب" في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، إدخال أربع كلمات جديدة إلى قاموس اللغة العربية الفصحى، هي: "ترند"، و"ترويسة"، و"ترهل"، و"ترويقة".
وعلّلت اللجنة إجازتها كلمة "ترند"، باعتبارها متداولة بين الناس، كون معناها يعني موضوعاً جديداً متداولاً يهتم الناس به، وبالتعليق عليه بكثرة، ويثار على منصات التواصل الاجتماعي، وينتشر خلال فترة قصيرة. ووجدت اللجنة أن كلمة "ترند" معربة، ومعناها الأصلي: "نزعة أو ميل أو موضة".
أما كلمة "ترويسة"، التي تمت إجازتها أيضاً، فتعني بحسب اللجنة ذاتها، العنوان الرئيسي الذي يذكر في رأس الصفحة، ويستخدمها العلماء والكتاب والصحافيون، وتتضمن اسم المؤسسة وعنوانها ومعلوماتها. وأن أصل الواو في "ترويسة" هو الهمزة، أي "ترئيسة" من الفعل "رأس"، وهي على وزن "تفعيلة"، ويستخدمها الناس في مراسلاتهم اليومية.
أما كلمة "ترهل"، فهي تعني الضعف في أداء الواجب، وهي مرادفة لكلمة "تراخٍ"، وتطلق على العمل أو الشخص المقصر في أداء واجباته، دون أن يكون السبب قلة الموارد أو الإمكانات البشرية. وبحسب اللجنة، تدل الكلمة على الاسترخاء الشديد، والميل إلى الضعف.
فيما أجيزت كلمة "ترويقة"، التي يستخدمها اللبنانيون كدلالة على وجبة الإفطار، كون معناها هو ما يؤكل ويشرب على الريق في الصباح المبكر، وهي على وزن "تفعيلة"، ومشتقة من الفعل "روّق"، بدلالة "روّق الشراب، أي صفّاه".
ويوجد في كل بلد عربي مجمع للغة العربية، يتولى تنظيم شؤونها، ويكون عضواً في اتحاد مجامع اللغة العربية، وكان مجمع اللغة العربية في القاهرة قد تأسس في ديسمبر عام 1932 في عهد الملك فؤاد الأول، ونص مرسوم إنشائه على أن يتكون المجمع من 20 عضواً من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، ونصفهم الآخر من العرب والمستشرقين. ويتولى المجمع وضع المعاجم اللغوية، وبحث قضايا اللغة ووضع المصطلحات العلمية واللغوية، وتحقيق التراث العربي.
وهو المجمع اللغوي الثالث الذي تم إنشاؤه عربياً، بعد مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي تأسس عام 1919، والمجمع العلمي اللبناني، الذي تأسس عام 1928. فيما تأسس مجمع اللغة العربية بالشارقة عام 2016، بهدف الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وجعلها مواكبة لمتطلبات العلوم والآداب والفنون، وجعلها ملائمة لمدركات الحياة الإنسانية المتجددة. وإحياء التراث العربي والإسلامي والعمل على توثيقه، وتشجيع التأليف والتعريب والترجمة والنشر، وتوثيق الصلات بالمجامع اللغوية والعلمية عربياً وإسلامياً، والقيام بالدراسات العلمية للهجات العربية قديمها وحديثها، والنهوض باللغة العربية والعمل على تعزيزها؛ لتكون دائماً ضمن اللغات الأساسية على مستوى العالم.