"رهاب الطيران" هو نوع من اضطرابات القلق، التي تؤثر في عدد كبير من الناس، ويتميز بالخوف المفرط وغير العقلاني من الطائرات أو الطيران، والذي يمكن أن يراوح بين القلق الخفيف والرهاب المنهك. وقد يتجنب الأشخاص الذين يعانون "رهاب الطيران" السفر تمامًا، أو يعانون انزعاجاً وضيقاً شديدين.
ولـ"رهاب الطيران" العديد من الأسباب والأعراض، كما يمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق بعض أشكال العلاج.. إليك كل ما تحتاجين إلى معرفته عن "رهاب الطيران" (Aerophobia).

أسباب "رهاب الطيران" (Aerophobia):

لا يوجد سبب واحد لـ"رهاب الطيران"، فهو حالة معقدة، يمكن أن تنتج عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:
التجارب المؤلمة:
تؤدي تجربة مؤلمة، مثل رحلة سابقة كانت مضطربة أو تعرضت لهبوط اضطراري، إلى الإصابة بـ"رهاب الطيران"، والخوف من تجربة مماثلة مرة أخرى، يمكن أن يؤدي إلى القلق الشديد، ونوبات الذعر.

  • الخوف من المرتفعات

الخوف من المرتفعات Acrophobia:
هو سبب شائع آخر لـ"رهاب الطيران"، وقد تكون فكرة الوجود عالياً في الهواء، وعدم القدرة على السيطرة على الوضع، أمراً مربكاً لبعض الأشخاص.

المساحات المغلقة:
بالنسبة لبعض الأفراد، يمكن أن يؤدي الخوف من الوجود بمكان مغلق، مثل مقصورة الطائرة، إلى إثارة القلق والخوف.

عدم السيطرة:
إن الشعور بالحصار، وعدم القدرة على السيطرة على الموقف، يمكن أن يساهما أيضاً في الخوف من الطيران، والأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح في المواقف التي لا يستطيعون فيها التحكم في ما يحدث لهم، قد يعانون قلقاً شديداً عند الطيران.

السلوك المكتسب:
في بعض الحالات، يمكن أن يكون "رهاب الطيران" سلوكاً مكتسباً، والشخص الذي تعلم الخوف من الطيران على يد شخص آخر خائف، قد يصاب بالخوف ذاته.

أعراض "رهاب الطيران":

يمكن أن تختلف أعراض "رهاب الطيران" من شخص لآخر، لكنها تشمل بشكل عام ما يلي:
- الضربات القلب السريعة.
- ضيق التنفس.
- التعرق.
- الغثيان أو القيء.
- الارتعاش أو الاهتزاز.
- نوبات الذعر.
- سلوك التجنب.

  • أعراض رهاب الطيران

قد يشعر بعض الأشخاص بإحساس بالرهبة أو الرعب عند التفكير في الطيران، بينما قد يعاني آخرون أعراضاً جسدية تمنعهم من ركوب الطائرة، ويمكن أن تكون هذه الأعراض شديدة بما يكفي، للتدخل في الأنشطة اليومية، والتأثير في نوعية الحياة.

كيفية التغلب على "رهاب الطيران" (Aerophobia):

هناك طرق عدة، يمكنك من خلالها التغلب على خوفك من الطيران، وهنا بعض النصائح والاقتراحات.

1. فهم المخاطر الفعلية:
إذا كان الخوف من الطيران بالنسبة لك يتمثل في القلق من الحوادث، فعليك أن تعرفي أن الطيران يعد أحد أكثر أشكال السفر أماناً، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، ويتعين عليك في المتوسط أن تسافري بالطائرة مرة واحدة يومياً لمدة 10078 عامًا، حتى تتعرضي لحادث يؤدي إلى وفاة شخص واحد على الأقل.

2. تعلم طرق إدارة القلق:
قد تجدين أن العديد من التقنيات المستخدمة لتقليل التوتر والقلق في مواقف أخرى، قد تساعدك على تجنب الأعراض التي تشعرين بها، وقد تجدين أنه يمكنك الاسترخاء من خلال:
· ممارسة تقنيات التنفس.
· التأمل.
· الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

  • العلاج بالدواء


3. العلاج:
العلاج السلوكي المعرفي نوع من العلاج النفسي، الذي أثبت فاعليته في علاج رهاب المرتفعات، ويهدف إلى تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية، التي تساهم في الخوف من الطيران، ويتضمن علاج التعرض، وهو أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي، تعريض الشخص تدريجياً للمواقف المتعلقة بالطيران، حتى يتمكن من تحملها دون الشعور بالقلق.

4. الدواء:
في بعض الحالات، يمكن وصف الدواء للمساعدة على إدارة أعراض رهاب المرتفعات، ويمكن أن تكون الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات، فعالة في تقليل القلق، وتعزيز الاسترخاء، ومع ذلك يجب استخدامها تحت إشراف أخصائي الرعاية الصحية، وهي ليست مناسبة للاستخدام على المدى الطويل.

5. تحديد الأفكار غير العقلانية:
التفكير السلبي والكارثي يمكن أن يساهم في خوفك من المرتفعات. تعلمي كيفية التعرف على هذه الأفكار السلبية عند حدوثها، ثم تدربي على استبدالها بأفكار أكثر واقعية وإفادة.

6. تعلم كيفية التعرف على المحفزات:
عندما تفكرين في الطيران، أو عندما تشعرين بالقلق أثناء الرحلة، انتبهي إلى الأفكار أو المواقف التي سبقت خوفك، وإذا بدأت في ملاحظة أن جوانب معينة من الطيران تميل إلى إثارة مشاعر القلق، فستكونين قادرة على التخطيط بشكل أفضل لكيفية التعامل مع تلك المواقف عند ظهورها.