"اكتئاب ما بعد الولادة" هو نوع من الاكتئاب يحدث بعد إنجاب المرأة طفلها، ويؤثر على ما يصل إلى 15% من النساء. وتعاني المرأة المصابة بـ"اكتئاب ما بعد الولادة" أعراضاً، تشمل: ارتفاعات وانخفاضات عاطفية، فضلاً عن نوبات البكاء المتكرر، والتعب، والشعور بالذنب، والقلق، وقد تواجه صعوبة في رعاية طفلها.
ويمكن علاج "اكتئاب ما بعد الولادة" بالأدوية، وطلب الاستشارة الطبية، والدعم النفسي من المحيطين.
ما أنواع "اكتئاب ما بعد الولادة"؟
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من اضطرابات المزاج بعد الولادة، وطرق مختلفة للتعامل مع كل حالة على حدة:
"اكتئاب الولادة" (الكآبة النفاسية):
يؤثر "اكتئاب ما بعد الولادة" (الكآبة النفاسية) على ما بين 50 إلى 75% من النساء بعد الولادة. إذا كنت تعانين "الكآبة النفاسية"، فسوف تعانين نوبات بكاء متكررة وطويلة دون سبب واضح، بالإضافة إلى الحزن والقلق.
تبدأ الحالة، عادةً، في الأسبوع الأول (من يوم إلى أربعة أيام) بعد الولادة. وعلى الرغم من أن التجربة غير سارة، فإن الحالة عادة تهدأ خلال أسبوعين دون علاج.
كيفية التعامل مع "الكآبة النفاسية":
أفضل شيء يمكنك القيام به، هو العثور على الدعم، وطلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة أو شريك حياتك.
"اكتئاب ما بعد الولادة":
يعد "اكتئاب ما بعد الولادة" حالة أكثر خطورة بكثير من "الكآبة النفاسية"، حيث يؤثر على حوالي 1 من كل 7 من الأمهات الجديدات، إذا كنتِ قد عانيت "اكتئاب ما بعد الولادة" من قبل، فإن خطر إصابتك بالمرض يزيد إلى 30% في كل حمل.
وقد تواجهين تناوبًا بين الارتفاعات والانخفاضات، والبكاء المتكرر، والتهيج والتعب، بالإضافة إلى الشعور بالذنب والقلق، وعدم القدرة على رعاية طفلك أو نفسك.
"اكتئاب ما بعد الولادة".. الأعراض والعلاج:
تراوح الأعراض بين خفيفة وحادة، وقد تظهر خلال أسبوع من الولادة أو تدريجياً، حتى بعد مرور عام كامل، وعلى الرغم من أن الأعراض يمكن أن تستمر لعدة أشهر، فإن العلاج النفسي أو مضادات الاكتئاب تعد طرقاً فعالة للغاية.
"ذهان ما بعد الولادة":
هو شكل شديد الخطورة من "اكتئاب ما بعد الولادة"، ويتطلب عناية طبية طارئة. وهذه الحالة نادرة نسبيًا، حيث تؤثر على امرأة واحدة فقط من بين كل 1000 امرأة، بعد الولادة.
وتحدث الأعراض عموماً بسرعة بعد الولادة، وتكون شديدة وتستمر لبضعة أسابيع إلى عدة أشهر، وتشمل الأعراض: الهياج الشديد، والارتباك، والشعور باليأس والخجل، والأرق، وجنون العظمة، والأوهام أو الهلوسة، وفرط النشاط، وسرعة الكلام أو الهوس.
علاج "ذهان ما بعد الولادة":
تتطلب هذه الحالة عناية طبية فورية، نظراً لوجود خطر متزايد للانتحار، وخطر إيذاء الطفل. وعادة تشمل طرق الرعاية: العلاج في المستشفى، والعلاج النفسي، والأدوية.
"الكآبة النفاسية" أم "اكتئاب ما بعد الولادة".. كيف أعرف أيهما أعاني؟
تعاني العديدات من الأمهات "الكآبة النفاسية" بعد الولادة. و"الكآبة النفاسية"، و"اكتئاب ما بعد الولادة"، لهما أعراض متشابهة. ومع ذلك، تستمر أعراض "الكآبة النفاسية" حوالي 10 أيام، وتكون أقل حدة. وفي حالة "اكتئاب ما بعد الولادة"، تستمر الأعراض لأسابيع أو أشهر، وتكون الأعراض أكثر حدة.
قد تكونين مصابة بـ"الكآبة النفاسية"، إذا كنت تعانين:
- نوبات البكاء.
- الشعور بالإرهاق.
- فقدان شهيتك.
- صعوبة في النوم.
- تغيرات مزاجية مفاجئة.
تذكري أنه لا تضر مشاركة الأعراض مع مقدم الرعاية الطبية الخاص بك. حيث إنه بإمكانه تقييم ما إذا كنت بحاجة إلى علاج لأعراضك، أم أنك بحاجة لمساعدة من حولك.
هل يمكن للآباء أن يصابوا بـ"اكتئاب ما بعد الولادة"؟
نعم، يمكن أن يعاني كلا الشريكين أعراض "اكتئاب ما بعد الولادة". وقد تحتاجين أنت، وشريكك، إلى طلب الرعاية الطبية؛ إذا ظهرت عليكما علامات الاكتئاب أو القلق بعد إعادة طفلك إلى المنزل. ويعاني ما يقدر بنحو 4% من الشركاء "الاكتئاب" في السنة الأولى بعد ولادة طفلهم.
كيف يمكن مساعدة شخص يعاني "اكتئاب ما بعد الولادة"؟
يحتاج الأشخاص المصابون بـ"اكتئاب ما بعد الولادة"، إلى الكثير من الدعم.. في ما يلي بعض الطرق، التي يمكنك من خلالها المساعدة:
- معرفة علامات الاكتئاب والقلق، وحث صديقك أو شريكك على طلب الرعاية الطبية.
- كن مستمعاً جيداً، ودعهم يعرفون أنك موجود دائماً للاستماع والمساعدة.
- عرض المساعدة عليهم في المهام اليومية، مثل: التنظيف، وتنفيذ المهمات.
- عرض المساعدة في مراقبة الطفل أثناء نومه، أو راحته.
- التشجيع على طلب المساعدة من المعالج، أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية.
- اعرض عليهم تحديد موعد، أو الذهاب معهم، كمرافق.