تميزت الموضة في فترة الثمانينيات بالأكتاف الكبيرة، والشعر الطويل، والتباهي الزاهد، حيث بدأ الكثير من دور الأزياء الراقية، مثل: "إيف سان لوران"، و"أوسكار دي لا رنتا"، وكارل لاغرفيلد من "شانيل"، صناعة الإكسسوارات والملابس المرموقة، لذا لا يمكن لأحدٍ أن ينسى عظماء ذلك الوقت.
كما ظهرت العديدات من عارضات الأزياء، اللواتي أصبحن أيقونات للموضة، ومهدت هذه الأيقونات الحقيقية الطريق أمام فتيات التسعينيات، وهي فترة ذروة صناعة عروض الأزياء، عندما كانت ليندا إيفانجيليستا، ونعومي كامبل، المسيطرتين.
وجسدت هؤلاء العارضات المثال الحي للطموح وللسحر، وشكلن مصدر إلهام للمصممين والناس. وحتى يومنا هذا، وبعد عقود من الزمن، كان من السهل التعرف على إيمان وسيندي كروفورد وبروك شيلدز، من خلال الاسم الأول فقط، إذ إنهن جذبن العناوين الرئيسية لأسلوب حياتهن، وتركن بصماتهن على الموضة، وهنا نرصد لكِ أبرزهن.
إينيس دي لا فريسانج:
ولدت إينيس لأم عارضة أزياء أرجنتينية، وأب سمسار أسهم فرنسي، وكان هناك نوع معين من النسب يقف إلى جانبها بالفعل، إضافةً إلى أنها ورثت منهما الطول، والجسم المثالي لعرض الأزياء الراقية، ونظراً لذلك وقع معها كارل لاغرفيلد من "شانيل"، على عقد حصري، ما جعلها وجه الدار الأسطورية. ومنذ ذلك الحين، أضفت الكثير على الموضة، ونشرت الأناقة الفرنسية.
إيمان:
منذ أن اكتشفها المصور بيتر بيرد، كسرت إيمان الحواجز طوال مسيرتها المهنية، إذ كانت العارضة الصومالية المولد، من الوجوه السوداء القليلة بعالم الموضة في ذلك الوقت، ما أدى إلى عدم وجود خبرة لدى المصممين وفناني المكياج بالعمل مع لون بشرتها. ونتيجةً لذلك تنقلت العارضة بين المتاجر الكبرى، وصولاً إلى "وولورث" في ذلك الوقت، واشترت أي مكياج وجدته يحتوي على بعض الصبغة، وبدأت في مزجها ومطابقتها ووضعها على وجهها، محاولةً السيطرة على الأمور، وصنع اتجاهٍ جماليٍ لها.
واستثمرت هذه التجربة في صناعة إمبراطورية التجميل (إيمان لمستحضرات التجميل). وعلى مر العقود، أصبحت أيضًا مصدر إلهام لعدد لا يحصى من المصممين (خاصة: تييري موغلر، وإيف سان لوران)، وهي سفيرة للعديد من المنظمات الخيرية.
آنا بايل:
وصفت بأنها "عارضة الأزياء الأولى في آسيا"، حيث سارت آنا بايل على منصات عروض أزياء "فالنتينو، وكريستيان لاكروا، وأوسكار دي لا رنتا"، وتصدّرت أكبر الحملات؛ وظهرت على أغلفة عدد لا يحصى من المجلات، بما في ذلك الإصدارات الدولية من مجلة "هاربر بازار". وبعد أن تركت مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، أسست خطاً يحمل اسمها من أحمر الشفاه، وانخرطت في الصحافة.
كاتوشا نيان:
ولدت كاتوشا في غينيا، وأُجبرت على العيش في المنفى عندما كانت طفلة، وتزوجت وأنجبت طفلاً في سن السابعة عشرة، ورغم تلك الظروف أصبحت مصدر إلهام لإيف سان لوران، وباكو رابان، وفي النهاية اتخذت من باريس موطنًا لها، وتركت عالم عرض الأزياء في التسعينيات، للتركيز على أنشطتها الأخرى.
إيل ماكفيرسون:
لم تلجأ إيل إلى عرض الأزياء إلا لتوفير المال لشراء كتب القانون في جامعة سيدني، لكن مظهرها النضر، وشخصيتها الأمازونية، أبعداها عن المحاماة، وطوال الثمانينيات ظهرت على عدد كبير من أغلفة المجلات، بما في ذلك الرقم القياسي الخامس في مجلة "Sports Illustrated Swimsuit Issue".
كريستينا كوردولا:
قبل فترة طويلة من ظهور جيزيل بوندشين، وأليساندرا أمبروسيو على المدرج، كانت كريستينا كوردولا هي الجمال البرازيلي الأصلي، الذي يهيمن على عالم الموضة، وكانت معروفة في بلدها الأصلي بظهورها في الإعلانات، وقد ظهرت في المسرح الدولي بعد أن أخذت باقتراح أحد الأصدقاء وقصت شعرها، فجذب شكلها الجديد ونظرتها القوية انتباه دور الأزياء الرائدة، وسرعان ما أصبحت عنصراً أساسياً في عروض "شانيل، وكريستيان ديور، وإيف سان لوران".
ماربيسا هينينك:
لم تدع ماربيسا هينينك رفض وكالة إيلين فورد (واحدة من أفضل شركات عرض الأزياء في ذلك الوقت) يمنعها من تحقيق حلم طفولتها بأن تصبح عارضة أزياء، وبفضل رسام الأزياء الشهير أنطونيو لوبيز، التقت كبار المصممين في ذلك الوقت، بمن في ذلك: كارل لاغرفيلد من "شانيل"، وعز الدين علية، وأصبحت ثابتة في عروضهما، إلى جانب عروض "فالنتينو، وكريستيان لاكروا، وأوسكار دي لا رنتا، وكينزو"، وبحلول التسعينيات، حزمت أمتعتها وانتقلت إلى إسبانيا لتصبح مصممة ديكور داخلي.