يخشى الآباء إصابة أطفالهم بالسمنة، فهي من الحالات الطبية الخطيرة التي تؤثر على نموهم السليم، فضلاً عن اعتبارها مؤشراً إلى إصابتهم بأمراض عدة في سنوات لاحقة من حياتهم، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول. ويمكن أن تؤدي السمنة لدى الأطفال إلى عدم تقدير ذواتهم، وقد تدخلهم في مرحلة من الاكتئاب النفسي، بسبب تنمر أقرانهم عليهم.
وبعيداً عن الوراثة، فقد تحصل السمنة عند الأطفال بسبب إفراطهم في تناول الأطعمة المختلفة، خاصة المأكولات السريعة، فضلاً عن عدم ممارستهم التمارين الرياضية، ما يسبب لهم الخمول والكسل.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، مؤخراً، نتائج دراسة جديدة، قالت فيها إن الأطفال الذين يتمتعون بمؤشر كتلة مرتفع لأجسامهم، هم أكثر ميلاً للإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة، حيث سيعانون حينها انخفاضاً حاداً بالمزاج والإرهاق غير المفسر بسبب طبي.
ودرس خبراء جامعة "كينغز كوليدج"، في العاصمة البريطانية لندن، بيانات أكثر من 10 آلاف طفل، ليجدوا أن الأطفال بين عامَيْ: 12 و16 عاماً، الذين تزيد أوزانهم عن أقرانهم، مصابون بحالة من عدم الرضا عن هيئاتهم الخارجية، ولديهم قابلية للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرهم.
وأشارت المعدة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إلين طومسون، إلى أن العلاقة بين الوزن والصحة العقلية في سنوات المراهقة، مهمة لفهم حاجات الأطفال الصحية عند تقدمهم بالعمر. وتبين الدراسة، أيضاً، أن المراهقة المبكرة، هي نقطة حرجة لتطور أعراض الاكتئاب المرتبطة بزيادة الوزن.

 

ويخشى الآباء والأطباء، معاً، أن تؤدي المضاعفات المستقبلية للسمنة إلى اعتلال أجسام الأطفال، عبر إصابتهم بأمراض مزمنة، مثل النوع الثاني من السكري، الذي سيضطر معه الطفل إلى تناول الدواء طيلة حياته، فضلاً عن اتباعه لأنماط غذائية معينة، بهدف عدم زيادة نسبة السكر في دمهم، ما يعني اضطرارهم إلى عيش حياة غير طبيعية.
وعدا أمراض ضغط الدم والكوليسترول والسكري، قد تؤدي زيادة الوزن إلى الإصابة، كذلك، بآلام المفاصل، حيث يسبب الوزن الزائد ضغطاً على الركبتين والوركين، فتنتج عن ذلك آلام مبرحة، وتنتقل هذه الآلام تدريجياً إلى منطقة الظهر، وقد لا يتحملها الأطفال صغار السن.
وفي السنوات الأخيرة، زادت مشكلات التنفس لدى المصابين بالسمنة من جميع الأعمار، وصارت الإصابة بالربو نتيجة طبيعية لمن يعانون الوزن الزائد، ومنهم الأطفال الذين يصبحون أكثر عرضة للإصابة، كذلك، بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب خطير يتوقف خلاله نفس الطفل النائم لثوانٍ، قبل عودته مرة أخرى.
كما تزيد السمنة، لدى جميع الأعمار، احتمالية الإصابة، كذلك، بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي ينتج عن تراكم الترسبات الدهنية داخل الكبد، ما يُحدث ندباً وثقوباً تلحق الضرر بالكبد، وهو مرض لا تظهر أي أعراض له.