اختصاراً لجوهر المتاحف ورسالتها، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «المتاحف وجدت لتكون مدرسة لأبنائنا، والأجيال القادمة».. ومن بينها متحف الشارقة العلمي، الذي افتتحه سموه في 17 أبريل 1996، ليكون منارة تجمع بين التعليم والتسلية، ما يحفز الشباب على ملاحقة شغفهم بالعلوم.
في هذا العدد، نصحبكم في رحلة مثيرة إلى عالم العلوم والاكتشافات والمغامرات، التي تميط اللثام عن المفاهيم والنظريات العلمية المعقدة، وتجعلها في متناول الجميع.
يعتبر التجول في أرجاء متحف الشارقة العلمي من أفضل الأشياء، التي يمكن لجميع أفراد الأسرة القيام بها، عند زيارتهم الإمارة الباسمة. في هذا المتحف الفريد، ستستمتعون، كزوار، باستكشاف تاريخ العلوم، والاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية في المجالات كافة، وسط بيئة تعليمية محفزة وتفاعلية، لا تخلو من الإثارة.
منذ إنشاء متحف الشارقة العلمي قبل 27 عاماً، لا يكف هذا الصرح الساحر عن تقديم المعرفة العلمية بأسلوب تفاعلي مشوق وترفيهي، وتحفيز الفضول العلمي لدى الطلاب والشباب، وتشجيعهم على تطوير مهارات البحث والتفكير النقدي؛ لمواجهة تحديات المستقبل، فضلاً عن تعميق فهمهم للنظريات العلمية التي يدرسونها، وهذا ما تلمسونه من خلال مشاركتكم في ورش العمل الجذابة، والأنشطة المتنوعة التي يوفرها المتحف في قاعاته المختلفة.
معارض علمية
ليس متحف الشارقة العلمي كبقية المتاحف، فهو ليس مكاناً لعرض القطع الفنية الثمينة، أو الأشياء القديمة، وإنما هو مساحة تعليمية مبتكرة ومتقدمة، تجمع بين التفاعل والتعلم والمعرفة والترفيه، فلا مجال للشعور بالملل في هذا المتحف، الذي يضم أكثر من 50 معرضاً علمياً، فضلاً عن معارض مؤقتة، يتم تنظيمها لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، وتقديمها في قالب سهل وممتع، يحبب الزوار في العلوم والتكنولوجيا، لينهلوا من معينه الذي لا ينضب، وإثراء معرفتهم العلمية.
إثارة الفضول
إذا كنتم تزورون المتحف برفقة أبنائكم الطلاب؛ فأنتم على دراية بمدى فضولهم تجاه العالم من حولهم، ومتحف الشارقة العلمي بالتحديد يعزز هذا الفضول، ويطلق العنان لخيالهم العلمي، دافعاً إياهم إلى التساؤل والبحث واستكشاف الموضوعات العلمية، من خلال المشاركة في ورش عمل وتجارب تعليمية تفاعلية، تمكنهم من استيعاب المفاهيم العلمية بشكل أعمق.
أبواب سحرية
في متحف الشارقة العلمي، تنتظركم مجموعة متنوعة من القاعات، التي تحتضن معارض علمية عدة. ففي قاعة المعروضات الرئيسية، تجدون 50 معروضة جذابة صممت لإثارة تفكير الصغار والكبار على حد سواء، كما تضم قاعتين رئيسيتين، تقدم فيهما عروضاً علمية حية وهما: القبة السماوية، وفيها يتعرف الزوار إلى أسرار الفضاء والكون من كواكب ونجوم وأقمار، وقاعة المحاضرات التوضيحية التي تقدم عروضاً متنوعة، مثل عرض الكهرباء الساكنة، وعروض فيزياء البرودة القصوى، والجهاز الهضمي، ونشأة الأرض.
أما المركز التعليمي في المتحف، فيضم 3 قاعات رئيسية، وهي: منطقة الاستكشافات، ومختبر العلوم، ومختبر الحاسب الآلي. وفي هذه القاعات الثلاث، تنظم ورش عمل علمية تتناسب مع المناهج الدراسية في دولة الإمارات. في هذا المكان الرحب، ستكتشفون مع أطفالكم ـ المتعطشين إلى العلوم ـ قوانين الطبيعة والديناميكية الهوائية والفيزياء الحرارية، وتطلعون معهم على وظائف الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وتختبرون قوة الكهرباء، وتستطلعون أسرار الكون والفضاء، بأسلوب تعليمي سلس وترفيهي. تيقنوا أن مدارك الأطفال ستتسع، وستفتح أمامهم الأبواب السحرية نحو ميادين تعليمية علمية، تتجاوز حدود المألوف.
إلهام للمستقبل
إذا شعرتم بأن أبناءكم أمام مفترق طرق، يحتارون في ما يفعلونه بمستقبلهم، فلا تترددوا في أخذهم لزيارة ميدانية إلى متحف الشارقة العلمي، الذي يعمل كجسر للتواصل بين التعليم النظري والتطبيق العملي، ويلهم ويحفز الطلاب على استكشاف مهاراتهم وشغفهم الحقيقي، متحدياً تفكيرهم بشكل مبتكر، ما يعزز رغبتهم في متابعة مسارات مهنية مرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا، ويوجههم نحو مستقبل مهني واعد.