بمجرد أن امتلك العالم القدرة على التحكم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، صارت كل المشاكل تواجه بمدى التطور العلمي والرقمي والتكنولوجي، حيث تسخر الشركات الكبرى إمكاناتها، لمعالجة جميع المشاكل التي تعيقها بواسطة التقنية الجديدة، التي تسببت بالهوس لدى كثيرين.
وفي الوقت، الذي تسعى فيه دول العالم للحد من التغير المناخي، وخفض البصمة الكربونية، قدرت منظمة الأمم المتحدة استهلاك قطاع التكنولوجيا بما يقارب الـ20% من الكهرباء، التي يتم توليدها حول العالم عام 2025، وأن يبلغ إجمالي انبعاثات الكربون من القطاع التكنولوجي الرقمي 5.5%. واللافت أنه بين عامَيْ: 2010، و2018، زاد استهلاك مراكز البيانات في العالم للطاقة بنسبة 6% فقط، فيما ازداد استخدامها بنسبة 550%، وفق أرقام الوكالة الدولية للطاقة.

ولهذا السبب، بدأت شركات التكنولوجيا العملاقة البحث وابتكار طرق جديدة وبديلة، لمعالجة الاتجاه المتنامي بسرعة نحو استخدامات الذكاء الاصطناعي، ومحاولة تطوير برامج وأنظمة أقل استهلاكاً للطاقة، تتناسب مع متطلبات المناخ.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، يقول رئيس شركة "أنتيذر إيه آي"، آرون ينغار، إن شركته المتخصصة في صنع الرقائق الإلكترونية، تسعى لتطوير عملها وبحث إمكانية تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة تتناسب مع متطلبات المناخ. ويضيف: الأمر لا يخلو من إطلاق تحدٍّ جديد، قد يوازي اختراع الذكاء الاصطناعي ذاته.
وكانت أشهر شركة تشغل محركات البحث (غوغل) قد قامت بإجراء دراسة علمية، بالتعاون مع جامعة بيركلي، لتدريب الروبوت التوليدي "جي بي تي 3"، ما تسبب في انبعاثات كربونية قدرها 552 طناً، ما يوازي انبعاثات سيارة تسير مليونَيْ كيلومتر.

وأظهرت الدراسة البحثية نتيجة أن وضع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قيد الخدمة عبر السحابة، يحتاج إلى الطاقة من خلال الاستهلاك المرتبط بالطلبات على البيانات التي يتم تلقيها، وهذا يتطلب كمية من الطاقة أكبر بكثير من المرحلة السابقة.
وعلى الرغم من قيام شركات كبرى، على غرار "أمازون ويب سيرفيس"، و"مايكروسوفت"، و"غوغل"، بعمليات تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "جي بي تي 4" لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، و"بالم 2" الذي طورته مجموعة غوغل للبوت (بارد)، عبر مرحلتين، هما: "التدريب"، و"الوضع في الخدمة"، وكلتاهما مستهلكة للطاقة، فإنها أعلنت عن إجراء تجارب لحلول أكثر مراعاة للبيئة، بما أن خوادم السحابة لا تحتاج إلى معالِجات فائقة القوة. وتعهدت، وفق تقرير الوكالة الفرنسية، شركة "أمازون ويب سيرفيسز" بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040، فيما التزمت "مايكروسوفت" بأن تكون "شركة ذات انبعاثات سلبية وبلا فضلات" بحلول 2030.