بعد أن كان اسم "جيس" يطلق على أعلى جبل في رأس الخيمة بدولة الإمارات، صار الاسم مرادفاً أيضاً لأول نموذج باللغة العربية، يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأطلقته، مؤخراً، الشركة الإماراتية "إنسبيكشن"، التابعة للمجموعة القابضة "جي 42 للتكنولوجيا"، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتركز على الذكاء الاصطناعي.
يأتي إطلاق النموذج العالمي الجديد، بالتعاون بين "إنسبيكشن"، والشركة العالمية "سيريبراس"، التي تتخذ من منطقة وادي السيليكون مقراً لها، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
ويحتوي النموذج اللغوي الجديد الكبير، بحسب بيان الشركة المصنعة، على 13 مليار عنصر، أنشئت من مجموعة كبيرة من البيانات التي تجمع اللغتين العربية والإنجليزية، جزء منها من شفرة الكمبيوتر.
والسبب الرئيسي وراء إطلاق النموذج العربي وجود عدد قليل جداً، وغير منتشر من النماذج اللغوية الكبيرة "ثنائية اللغة"، وتمت صناعة النموذج اللغوي الجديد بمساعدة أجهزة الكمبيوتر العملاقة، التي تنتجها شركة "سيريبراس سيستمز" في وادي السيليكون.
ويضاف الإنجاز الإماراتي الجديد إلى الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها الدولة، للاستفادة من التقدم العلمي الكبير الذي شهده العالم في الذكاء الاصطناعي، واستثمار ذكائه، وتعدد فرصه، والإنجازات الكبيرة التي تتحقق في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإن الإنجازات، التي تحققت خلال أقل من عام منذ بدء استخدام دولة الإمارات تقنيات الذكاء الاصطناعي، تشرح ريادة الإمارات في عالم الذكاء الاصطناعي، وتؤكد استعدادها للتعامل مع التطور الرقمي والعلمي العالمي في كل المجالات.
كما تعد تجربة دولة الإمارات في عالم الذكاء الاصطناعي مهمة بالمجال الاقتصادي، وتطوير مختلف القطاعات الحيوية، حيث كانت الإمارات سباقة في توفير بنية تحتية مستقبلية؛ لتحسين أسلوب الحياة، وسعادة الناس، ما جعل الإمارات من الدول الأكثر استعداداً للمتغيرات التكنولوجية.
وأنشأت الإمارات، عام 1999، مدينة دبي للإنترنت، وتواصلت المساعي الحميدة عام 2004، من خلال إطلاق الحكومة الإلكترونية، كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2013، مبادرة "الحكومة الذكية"، بهدف توفير الخدمات الحكومية على مدار الساعة، وتحقيق جودة حياة عالية لمواطني دولة الإمارات، والمقيمين على أرضها، وفقاً لـ"رؤية الإمارات 2021".
وبحسب موقع البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، تهدف "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" إلى تحقيق أهداف "مئوية الإمارات 2071"، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات، وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي، وتسريع الإنجاز، وإيجاد بيئات عمل مبتكرة، وأن تكون حكومة الإمارات الأولى عالمياً في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وإيجاد سوق جديد واعد في منطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.