في حين أن جميع الأمهات يرغبن في إعداد وجباتٍ سهلةٍ ولذيذةٍ، وذات فوائد صحية، إلا أن هناك من يرغبن في تحضير وجباتٍ اقتصادية ومستدامة، يضمنَّ من خلالها صحة هذا الكوكب الذي يعيش عليه أبناؤهن، إذ بات من المهم جداً أن يساهم كل فردٍ منا في تقليل بصمته الكربونية، وتأثيره على البيئة، وأن يعي أن كل خيار صغيرٍ يتخذه له أهمية بالغة.

ويؤكد خبراء الاستدامة أن إعداد وجبات مبهجة ولذيذة وصديقة للمناخ، واتخاذ خطوات يومية صغيرة يمكن التحكم فيها، يمكن أن يساعدا في جعل العالم الذي نعيش فيه أفضل للأجيال القادمة.

ومن هذا المنطلق، هناك الكثير مما يتعين علينا القيام به، بدءاً بإجراء تغييرات يومية صغيرة قابلة للتكرار، إلى اتخاذ قرارات أكبر، إذ إن كوكبنا بحاجة إلى أن يفعل الجميع ما في وسعهم. فعلى سبيل المثال، من أجل تقديم وجبةٍ مستدامة، يجب التركيز على الوصفات التي يتم طهيها في وعاء أو صينية أو مقلاة واحدة، لأنها تتطلب مصدر حرارة واحداً وغسيلاً أقل، لذا يمكنكِ توفير الطاقة.

وإذا كنتِ ترغبين في المضي قُدماً في إعداد وجباتٍ رائعة، اقتصادية ومستدامة، فإننا نقدم لكِ هنا أربع نصائح بسيطة، تساهمين من خلالها في حماية كوكبنا.

أولاً: فكري في ما لديك بالمنزل، قبل شراء المزيد من المكونات:
ربما يبدو الأمر بسيطاً، إلا أن التحقق مما يوجد في خزائنك وثلاجتك، عندما يحين وقت إعداد وجبات الطعام، سيضمن أنكِ تستخدمين ما لديك، بدلاً من التخلص منه، كما أن التخطيط للوجبات التي تتوافق مع المكونات الموجودة لديكِ بالفعل يضمن لكِ تحقيق أقصى استفادة من تلك المواد، لذا خذي وقتاً للتفكير حقًا في عدد الأشخاص الذين ستقومين بالطبخ لهم قبل الشراء بكميات كبيرة.

ثانياً: اعرفي المعنى الحقيقي لتواريخ انتهاء الصلاحية الموجودة على الطعام الذي تشترينه:
من المهم أن تعرفي أن تاريخ الانتهاء هو التاريخ الذي لم يعد بعده الطعام آمناً للأكل من قبل الشركة المصنعة، لذا يجب عليكِ أن تتذكري أن بعض الأطعمة لا يمكن تناولها بعد هذا التاريخ، إلا إذا تم تجميدها مسبقاً. أما التاريخ الذي يقول إنه من الأفضل استخدام المنتج قبل موعد محدد، فهو أمرٌ يتعلق بالجودة، وهو التاريخ الذي تحدده الشركة المصنعة على منتجها، لضمان تناوله عندما يكون في حالته المثالية. لكن تاريخ البيع هو التاريخ الذي يحتاج فيه المتجر إلى بيع المنتج، أي أنها مخصصة للمتجر، ويمكنكِ تجاهلها.

ثالثاً: ادعمي أسواق المزارعين المحليين قدر ما تستطيعين:
قومي بشراء المزيد من الأصناف غير العادية، من الفواكه والخضروات والأعشاب والحبوب والبقوليات، وساعدي في دعم التنوع البيولوجي.

رابعاً: تناولي الطعام موسمياً:
ربما ترغبين في تناول بعض الأطعمة في غير موسمها، لكن هذا ليس لصالح الكوكب، إذ إن هذه المنتجات تحتاج للكثير من العناية والرعاية، للحفاظ على مكوناتها على مدى المواسم المختلفة. وعادةً، يتم حفظ بعضها في ثلاجات متخصصة، تستهلك الكثير من الطاقة.