يعد "نحت الجسم" من العمليات التجميلية، التي تقبل عليها الكثيرات من النساء حول العالم، إذ إنها تساعدهن في خسارة الدهون، وتحديد شكل الجسم وجعله أكثر تناسقاً. لكن، لماذا أصبحت من أشهر وأكثر الإجراءات التجميلية، التي لا تهاب السيدات الإقبال عليها؟
ما عملية نحت الجسم؟
هي إجراء تجميلي شهد طلباً متزايداً في السنوات الأخيرة. ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت العملية الآن أكثر سهولة من أي وقت مضى، والهدف الأساسي من هذا الإجراء هو إزالة أو تقليل الدهون العنيدة من أجزاء مختلفة من الجسم، للحصول على مظهر أكثر تناسقاً وتحديداً.
وتتضمن عملية نحت الجسم تقنيات مختلفة، تستهدف مناطق معينة من الجسم، ومن أكثر التقنيات شيوعاً شفط الدهون، يتضمن هذا الإجراء الجراحي إزالة الدهون من أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك: البطن والفخذان والوركان والأرداف والذراعان والرقبة، حيث يتم إجراء شقوق صغيرة في الجلد، وإدخال أنبوب رفيع يسمى "قنية" لشفط الخلايا الدهنية، ويعد شفط الدهون طريقة فعالة لإزالة كميات كبيرة من الدهون من الجسم، لكنها ليست مناسبة للجميع.
وتقنية أخرى اكتسبت شعبية في السنوات الأخيرة، هي "تجميد الخلايا الدهنية" (CoolSculpting)، ويستخدم هذا الإجراء غير الجراحي لنحت الجسم تبريداً لتجميد الخلايا الدهنية والقضاء عليها، وعادة يتم استخدامه لاستهداف الدهون المستعصية في البطن والفخذين والوركين، ويتضمن الإجراء وضع جهاز خاص على الجلد يبرد الخلايا الدهنية إلى درجة حرارة تتسبب في تبلورها وموتها، ثم يتخلص الجسم بشكل طبيعي من الخلايا الدهنية الميتة بمرور الوقت.
شد البطن كذلك إجراء جراحي آخر، يمكن استخدامه لنحت الجسم، ويتضمن إزالة الجلد الزائد والدهون من البطن لإضفاء مظهر أكثر تناسقاً وتناغماً، ويُجرى عادة للأشخاص الذين فقدوا قدراً كبيراً من الوزن، أو لديهم جلد زائد ودهون في منطقة البطن بسبب الحمل أو الشيخوخة.
إجراءات نحت الجسم ليست بديلاً عن أسلوب حياة صحي، في حين أنها يمكن أن تساعد على إزالة الدهون العنيدة من الجسم، لا ينبغي استخدامها كاختصار لتحقيق مظهر متناغم ومحدّد، ولايزال الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أفضل طريقة لتحقيق والحفاظ على جسم صحي ورشيق.
من المؤهلون لعملية نحت الجسم؟
قد يعتقد البعض أن عملية نحت الجسم إجراء تجميلي مناسب للجميع، لكن في الحقيقة بعض الأشخاص غير المؤهلين لها، فكيف تعرفين ما إذا كنتِ من الأشخاص المثاليين لإجراء هذه العملية؟
المرشحون المؤهلون لنحت الجسم:
الأشخاص المرشحون لنحت الجسم، هم الذين لديهم توقعات واقعية حول نتيجة الإجراء، ويجب أن يفهموا أن نحت الجسم ليس حلاً لفقدان الوزن، لكنه طريقة لإعادة تشكيل الجسم، كما يجب أن يتمتع المرشحون الجيدون أيضاً بصحة بدنية جيدة، ولا ينبغي أن تكون لديهم حالات طبية أساسية، إذ يمكن أن يزيد خطر حدوث مضاعفات أثناء العملية.
عامل مهم آخر، تجب مراعاته هو كمية الدهون الزائدة في الجسم، فنحت الجسم غير مناسب للأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة بشكل ملحوظ. ومن المستحسن أن يكون لدى المرشحين مؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 30 أو أقل، وإذا كان أعلى من 30، فقد يحتاج الفرد إلى إنقاص الوزن قبل الخضوع لنحت الجسم.
وبالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم، سيقيّم الجراح الصحة العامة للمريض، ومرونة الجلد، وتوزيع الدهون، ومن المرجح أن يحقق المرشحون، الذين يتمتعون بمرونة جيدة للجلد، نتائج أفضل لأن الجلد سيتكيف مع ملامح الجسم الجديدة، وسيأخذ الجراح بعين الاعتبار أيضًا توزيع الدهون في الجسم، حيث قد يكون تحديد بعض المناطق أكثر صعوبة من غيرها.
الأشخاص غير المؤهلين لنحت الجسم:
يشمل الأشخاص غير المؤهلين لنحت الجسم، الذين يعانون حالات طبية أساسية، مثل: أمراض القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم، إذ يمكن أن تزيد هذه الحالات خطر حدوث مضاعفات أثناء الإجراء، ويجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية تسييل الدم، أو لديهم تاريخ من جلطات الدم، تجنب نحت الجسم.
ولا تعتبر النساء الحوامل أو المرضعات مرشحات جيدات لنحت الجسم، كما يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل والرضاعة على شكل الجسم ومحيطه، ما يجعل من الصعب تحقيق النتائج المرجوة، كما أنه لا ينصح به للأشخاص الذين يدخنون، أو لديهم تاريخ من التدخين، لأنه قد يؤخر عملية الشفاء، ويزيد خطر حدوث مضاعفات.
كيف تتم عملية نحت الجسم جراحياً؟
نحت الجسم جراحياً هو عملية تجميلية يتم فيها تقليل حجم الدهون بمواقع محددة من الجسم، وتحسين مظهر الجسم بشكل عام، وتعد هذه العملية آمنة وفعالة، وتستخدم على نطاق واسع في العديد من البلدان، وتكون إجراءاتها كالتالي:
· إعداد المريض: يجري الطبيب فحصاً شاملاً للمريض قبل العملية، للتأكد من حالته الصحية، والتأكد من أنه ليست لديه مشاكل تؤثر في سلامة الجراحة. يجب على المريض تفادي تناول الطعام والشراب لمدة 8 ساعات قبل العملية.
· التخدير: بعد إجراء الفحص الطبي، يتم نقل المريض إلى غرفة العمليات، حيث يتم وضعه تحت التخدير العام، ويتم حقن المريض بالمخدرات العامة؛ ليصبح غير قادر على الشعور بأي ألم خلال العملية الجراحية.
· الجراحة: يتم إجراء العملية الجراحية عن طريق إدخال أنابيب رفيعة تحت الجلد، وشفط الدهون الموجودة في المنطقة المراد تصغيرها، ويتم تحريك أنابيب الشفط بحركات دائرية حول المنطقة، لسحب الدهون الزائدة، وتحسين مظهر الجسم.
· الانتهاء من العملية: بعد الانتهاء من العملية، تتم إزالة الأنابيب، ووضع ضمادات على المنطقة المعالجة للمساعدة في التئام الجروح، ويُراقب المريض بعناية لبضع ساعات للتأكد من أنه لا توجد مضاعفات.
· فترة التعافي: بعد العملية، يحتاج المريض إلى فترة انتعاش، تراوح بين أيام وأسابيع عدة، تبعاً لحجم العملية الجراحية، ويجب على المريض الاستراحة في اليوم الأول على الأقل، وتجنب الأنشطة البدنية الشاقة لمدة تصل إلى شهر.
مميزات عملية نحت الجسم:
هناك العديد من المميزات، التي يمكنكِ الاستمتاع بها بعد إجراء عملية نحت الجسم، منها ما يلي:
1. المظهر المحسن:
من أهم مزايا نحت الجسم أنه يعزز مظهركِ، من خلال إزالة الدهون غير المرغوب فيها من مناطق، مثل: البطن والفخذين والذراعين، فينتج عن ذلك مظهر أكثر تناسقاً ونحافة، وهذا يسهم في زيادة ثقتك بجسمك.
2. تقنيات غير جراحية:
هناك بعض التقنيات غير الجراحية، التي يمكنكِ اتباعها أثناء نحت الجسم، وهذه ميزة كبيرة لأنها تعني أنه لا توجد حاجة للتخدير العام أو الشقوق أو فترة النقاهة الطويلة، وهذا يجعل الإجراء أقل خطورة، وأقل تكلفة من العمليات الجراحية التقليدية.
3. النتائج السريعة:
ميزة أخرى لنحت الجسم، هي أنه يمكن أن يوفر نتائج سريعة، على عكس طرق إنقاص الوزن التقليدية، التي قد تستغرق شهوراً أو حتى سنوات لتحقيق النتيجة المرجوة، ويمكن أن يوفر نحت الجسم نتائج ملحوظة في غضون أسابيع قليلة، لأن الإجراء يستهدف مناطق معينة من الجسم حيث يتم تخزين الدهون، والتي قد يكون من الصعب تقليلها من خلال ممارسة الرياضة وحدها.
4. تعزز تقبل الذات:
يمكن أن يكون لنحت الجسم تأثير إيجابي في تقدير وتقبل الشخص لذاته، فالكثير من الناس غير راضين عن أجسادهم، وقد يتجنبون بعض الأنشطة أو المواقف الاجتماعية، نتيجة لذلك يمكن أن يساعد نحت الجسم في تحسين الثقة بالجسم، والسماح بالشعور بمزيد من الراحة.
مخاطر وأضرار نحت الجسم:
تعد العدوى من المخاطر الأساسية لنحت الجسم، حيث إنه عند فتح الجلد، يصبح الفرد معرضاً لخطر الإصابة بالعدوى، لاسيما عند من يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد الحياة في بعض الحالات، لذلك من المهم النظر بعناية في المخاطر، واتخاذ الاحتياطات المناسبة عند الخضوع لإجراءات نحت الجسم.
وبالإضافة إلى العدوى، يؤدي نحت الجسم أيضاً إلى نزيف مفرط، وتلف في الأعصاب وتندب، ويزداد خطر حدوث هذه المضاعفات مع حجم وتعقيد الإجراء، ويمكن أن يؤدي النزيف المفرط إلى الحاجة إلى نقل الدم، بينما يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى التنميل أو الوخز أو حتى فقدان الإحساس في المنطقة المصابة.
خطر آخر مرتبط بنحت الجسم، هو احتمال حدوث مضاعفات من التخدير، بينما يعتبر التخدير آمناً بشكل عام، لكن هناك دائماً خطر حدوث مضاعفات، مثل: الحساسية وضيق التنفس.