الناظر إلى سيرة ومسيرة الدكتورة موزة غباش؛ يجد أن فعلها الثقافي والتعليمي والتربوي قد حفر عميقاً في أساسيات دعم المرأة الإماراتية، منذ نشأة الاتحاد، فهي واحدة من المبدعات اللاتي أسهمن بدور ملموس في الشأن العام بمجالات متعددة، خاصة الثقافية، والارتقاء بالشأن العام، كما أنها من أولى المساهمات في نشر الثقافة وتعميمها، فمن الإنجازات النوعية التي قدمتها خلال مسيرتها، الإسهام في تأسيس «دار القراءة للجميع للنشر والتوزيع»، المعنية بنشر إصدارات حول الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإبداعية في دولة الإمارات عام 1990، عدا تأسيسها عام 1993 «رواق عوشة بنت حسين الثقافي»، وهو مؤسسة ثقافية وتعليمية وتربوية، تُعنى بدفع الحركة الثقافية، وتكريس الأم رمزاً للعطاء.
طفولة مثقفة
طفولة موزة، التي عاشتها في منطقة الرأس في إمارة دبي، كانت مليئة بالتثقف والاطلاع، فقد وجدت نفسها وسط أسرة تحب العلم وتدرك قيمة التعلم، فكانت والدتها حريصة على القراءة والمطالعة اليومية، حتى تحولت القراءة إلى عادة وأسلوب حياة عند موزة، إذ شجعتها والدتها على الاستزادة ونهل مختلف العلوم، حتى إنها كانت تستمتع بتنافسها مع قريناتها الصغيرات في الحي، حول من منهن لديها معلومات أكثر.
ولم يكن عدم وجود جامعات في الإمارات عائقاً أمام موزة في تحقيق حلمها بالتزود بالعلم والمعرفة، فانطلقت نحو دولة الكويت وحصلت على ليسانس الاجتماع وعلم النفس، وكانت المحطة الثانية أكثر صعوبة عندما قررت استكمال دراستها العليا في أميركا، فالتحقت ببرنامج الماجستير في علم الاجتماع، والمحطة الأخيرة كانت في مصر من أجل الحصول على الدكتوراه في التخصص نفسه، فكل مرحلة تعليمية أسهمت في تكوين شخصيتها، نظراً إلى تنوع القراءات والتعلم، بالإضافة إلى تراكم خبرات السفر والاختلاط بثقافات مختلفة.
جامعة الإمارات
إصرار موزة على نهل العلم، وعدم سكونها لما وصلت إليه والخضوع لواقع خلو دولة الإمارات من الجامعات كان لافتاً، وعندما تأسست جامعة الإمارات في العين، كانت لغباش إسهاماتها المختلفة على مدى 13 عاماً، في الجامعة.
عمل تطوعي
رحيل والدَيْ موزة، الداعمين الأساسيين لها، كان علامة فارقة في حياتها، لكنها لم تستسلم لليأس وحولت حزنها إلى أمل، وأصرت على شق طريقها إلى التميز من خلال إنشاء «رواق عوشة بنت حسين الثقافي»، ولم تتخلَّ عن عادة القراءة اليومية للكتب والصحف وغيرها، مشيرة إلى أن إدارة الوقت صفة مهمة يتعين استثمارها بالشكل الأمثل؛ لتحقيق النجاح والتميز.
أبحاث اجتماعية
ينظر إلى الدكتورة موزة غباش على أنها موسوعة متنقلة من المعلومات، ومعين لا ينضب من الثقافات، فقد أصدرت العديد من الكتب، في مختلف التخصصات الثقافية والانسانية، وموسوعة النساء المبدعات (5 أجزاء).