أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 -2031، بناءً على قرار مجلس الوزراء، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية لعام 2023، تحت شعار «نتشارك للغد».
جاءت هذه السياسة ترجمة لرؤية سموها في تحقيق مشاركة المرأة العادلة والشاملة، للتأثير في جميع المجالات، وتعزيز جودة الحياة بالمجتمع، لتقدم إطاراً عاماً، ومرجعياً وإرشادياً، لمتخذي القرار في مؤسسات الحكومة الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني بما يضمن تعزيز جهود تمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبهذه المناسبة، قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «لقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحولات كبرى وسريعة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لاسيما في مجال النهوض بقضايا المرأة، ومشاركتها المجتمعية، وحظي تمكين المرأة أيضاً باهتمام خاص من قبل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وكذلك باهتمام لامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وتبوأت المرأة الإماراتية مكانة فريدة ومرموقة في كافة قطاعات المجتمع، ومفاصل الدولة، وأضحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في مجال التنمية البشرية ومؤشرات التنافسية العالمية، خاصة مؤشرات ردم فجوة النوع والتي تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل السياسات المراعية لتمكين المرأة، من أن تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية، والمرتبة الـ68 بين دول العالم في مؤشرات التنافسية العالمية في عام 2022».
وأضافت سموها: «لقد استطاع الاتحاد النسائي العام، منذ تأسيسه في 27 أغسطس 1975، تقديم العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج الموجهة لخدمة المرأة، حيث انطلقت مسيرته من رؤية ثاقبة تقوم على رسالة وأهداف واضحة وضعت بعناية فائقة لتلبي احتياجات المرأة وتتناغم مع مئوية 2071 لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجية حكومة أبوظبي 2030 في دعم جهودهما لإعداد المرأة القادرة على خدمة وطنها والحفاظ على مكتسباته، وذلك في سبيل تحقيق أعلى مستوى من الرعاية والحماية وتحقيق العدالة والمشاركة الفعالة».
وتابعت سموها: «تعد الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2002، والاستراتيجية الثانية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021، من أبرز المبادرات التي أطلقها الاتحاد النسائي العام. وها نحن الآن، نُطلق سياسة وطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة للأعوام 2023- 2031. إن سباق التطوير والتنمية، الذي تشهده الدولة، دفعنا لأن نعمل تقييماً لاستراتيجية 2015 - 2021، بما يمكننا من رفع سقف طموحاتنا في مجال الارتقاء بوضع المرأة الإماراتية. لقد كشفت لنا المراجعة الشاملة للاستراتيجية الثانية 2015 - 2021 أن الإنجازات التي تحققت على الصعد كافة فاقت التوقعات، ولم تشكل التحديات إعاقة أمام طموحاتنا، بل مكنتنا من التفكير بشكل منهجي على طرح وسائل وطرائق أسهمت في تذليلها لنصل إلى مستويات جعلت العالم ينبهر بما تحقق للمرأة الإماراتية من مكاسب وإنجازات، في فترة قصيرة من عمر الدول».
وأوضحت سموها قائلة: «انطلاقاً من ذلك، يظل الاتحاد النسائي العام ملتزماً بتحقيق رؤيته في تحقيق المبادئ العشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الخمسين عاماً، والأهداف الاستراتيجية لحكومة إمارة أبوظبي، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، لنساهم في جعل دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة بمجال تمكين المرأة».
التوجهات الرئيسية الممكنة للسياسة الوطنية لتمكين المرأة:
تشتمل التوجهات الرئيسية الممكنة للسياسة الوطنية لتمكين المرأة على توجهين:
الأول: تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة والممكنة لجودة حياة المرأة، وتتفرع منه 3 توجهات، هي: «تصميم قوانين وتشريعات ولوائح تنظيمية استباقية، وتطوير القائم منها وفقاً للسيناريوهات المحتمل حدوثها في ما يخص التمييز ضد المرأة، وضمان إنفاذ القوانين والتشريعات الخاصة لحماية المرأة من العنف والاعتداء والتمييز في العمل والأسرة، وتطوير القوانين والتشريعات واللوائح الاتحادية والمحلية، التي تدعم حصول المرأة على منافع اجتماعية».
الثاني: يتمثل في تعزيز العمل المؤسسي والشراكات على المستويين الوطني والدولي، وتتفرع منه 5 توجهات تشمل: «ضمان توافر البيانات الوطنية بحسب الجنس ومشاركتها مع الجهات المعنية بما يدعم اتخاذ القرارات، ودعم تأسيس إطار إحصائي متكامل للمرأة وإجراء الدراسات لتوجيه السياسات العامة والبرامج المعنية، وتعزيز وتطوير العلاقات والشراكات مع الهيئات والمنظمات الإقليمية في ما يخص مجال تمكين المرأة وتحقيق التوازن، وضمان تبني نهج تشاركي في العمل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، لتحقيق الأجندات الداعمة للمرأة، التي تعتمدها الدولة، وتعزيز التكامل في الأدوار ضمن القطاع العام المعني بالمرأة وحوكمة شؤونها».
المقارنات المعيارية لجهود تمكين المرأة في الإمارات:
تسعى السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة (2023-2031) إلى تعزيز تنافسية الدولة في المؤشرات العالمية، خاصة في ما يتعلق بتقليص الفجوة بين الجنسين، ومن هذا المنطلق ولأغراض التخطيط الاستراتيجي للسياسة، تم الاستناد إلى مؤشرات الفجوة العالمية بين الجنسين 2022، الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي لإجراء المقارنات المعيارية لمعرفة التصنيف والترتيب العالمي لدولة الإمارات.
ويؤمن الاتحاد النسائي العام بدوره الراسخ في دولة الإمارات، باعتباره الآلية الوطنية التي تقود وترعى مسيرة تمكين المرأة من خلال العمل الجاد والدؤوب مع كافة الجهات المعنية لتقليص فجوة النوع، وبالتالي رفع المرتبة العالمية لتنافسية الدولة بهذا المجال، وفي أهم القطاعات المحورية الخاصة بتقدم أي دولة، وهي: الصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، الأمر الذي تنبع معه أهمية السياسة الوطنية لتمكين المرأة، ويعي الاتحاد النسائي العام ضرورة ربط كل ذلك بخطط تنفيذية وطنية بمؤشرات أداء محددة قابلة للقياس والتقييم مع كافة المؤسسات لتؤطر وترسخ لصنع القرار والتشريع والإجراءات والممارسات والمبادرات والبرامج والأنشطة الدائمة الممنهجة والداعمة للمساواة الجندرية بكافة المجالات وعلى مستوى الدولة، ما سيضمن تنفيذ الأهداف الرئيسية والأهداف الفرعية لهذه السياسة مع ربط كل ذلك بخطط تفصيلية لمتابعتها وتقييمها.
محصلات الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021:
جاءت السياسة الوطنية للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة (2023-2031)، بعد الانتهاء من عملية تقييم وقياس الأثر المتحقق، وتحديد مواطن القوة وفرص التطوير الممكنة لتمكين المرأة الإماراتية في الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة (2015-2021).
وقد حققت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة الإماراتية 2015-2021، التي أطلقها الاتحاد النسائي العام، بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، جملة من الأهداف الكبرى بمسيرة المرأة الإماراتية، التي عززت قوة تنافسية دولة الإمارات في ملف دعم وتمكين المرأة، بعد أن تم إعدادها وفق أحدث المناهج في التخطيط الاستراتيجي التنموي بإجمالي 518 محصلة، موزعة على 153 مشروعاً، و174 مبادرة، و191 دراسة، بمشاركة 155 جهة وطنية، تضمنت 33 جهة اتحادية، و72 جهة محلية، و12 مؤسسة مجتمع مدني، و6 جهات شبه حكومية، و21 جهة من القطاع الخاص، و11 جهة من التعليم العالي. إذ حققت الجهات المحلية أعلى نسبة من الأهداف، بلغت 38.8% بواقع 127 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً، فيما أحرزت مؤسسات المجتمع المدني نسبة بلغت 28.4% بواقع 93 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً، كما حققت الجهات الاتحادية نسبة بلغت 24.5% بواقع 80 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً، وقد حقق القطاع الخاص نسبة بلغت 8.3% بواقع 27 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً.
وساهمت حزمة المشاريع والمبادرات والأهداف التشغيلية، التي قدمتها الجهات الحكومية بالدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تحقيق 9 أهداف من أهداف التنمية المستدامة، والتي اشتملت على 83 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً داعماً لتحقيق الهدف التنموي للصحة الجيدة والرفاه، و79 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً لتحقيق الهدف التنموي التعليم الجيد، و167 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً في تحقيق الهدف التنموي المساواة بين الجنسين، و42 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً في تحقيق الهدف التنموي العمل اللائق ونمو الاقتصاد، و81 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً للحد من أوجه عدم المساواة، و10 مشاريع ومبادرات وأهداف تشغيلية لتحقيق الهدف التنموي (مدن ومجتمعات محلية مستدامة)، و5 مشاريع ومبادرات وأهداف تشغيلية لتحقيق الهدف التشغيلي (الاستهلاك والإنتاج المسؤولان)، و75 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً لتحقيق الهدف التنموي للسلام والعدل والمؤسسات القوية، و23 مشروعاً ومبادرة وهدفاً تشغيلياً لتحقيق الهدف التنموي في عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
منهجية تشاركية:
وتم اتباع منهجية تشاركية في إعداد السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة للفترة 2023- 2031، تتلخص في المراحل التالية: «تقييم وقياس الأثر المتحقق، وتحديد مواطن القوة وفرص التطوير الممكنة لتمكين المرأة للخطة 2015-2021، وعمل تقييم شامل للخطة 2015-2021، وبناءً على المخرجات والنتائج تم وضع السياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023 - 2031، والعمل مع الشركاء الاستراتيجيين من خلال وضع الأهداف الرئيسية والفرعية والمبادرات والمؤشرات وقياس الأثر بما يتسق مع الاحتياجات الفعلية والتطلعات المستقبلية للمرأة الإماراتية».
وتم تكليف فريق من الخبراء المختصين للعمل على إعداد السياسة الوطنية لتمكين المرأة للفترة 2023 - 2031، والذي قام بالاطلاع على النظام الأساسي للاتحاد النسائي العام، وتقاريره الدورية السنوية، والاطلاع على أعماله وخدماته الموجهة للفئات المستفيدة، وقام بالتقييم المؤسسي الداخلي باستخدام أداة تقييم مؤسسي عالمية (IDA)، تم توزيعها على مسؤولي الإدارات المختلفة بالاتحاد، كما تمت مقابلتهم جميعاً كل على حدة. وكذلك تمت مقابلة الجمعيات الأعضاء في الاتحاد النسائي العام.
مرتكزات السياسة:
وتم الاستناد في إعداد السياسة الوطنية لتمكين المرأة بدولة الإمارات العربية المتحدة 2023 - 2031، إلى جانب نتائج تحليل واقع المرأة على جملة من المرتكزات على النحو التالي: «دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، ورؤية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة 2071، والمبادئ العشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الخمسين عاماً، واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، واستراتيجيات الحكومات المحلية، ووثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي، ومنهاج عمل (بيجين)، وأهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم 5، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، واستراتيجيات النهوض بالمرأة العربية، ومؤشرات التنافسية العالمية».
مراحل ومستويات التنفيذ:
يتطلب تنفيذ السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تطبيقاً فعالاً، بما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة في الإطار الزمني المحدد، وتحديد المسؤوليات وآليات التنفيذ والمتابعة، والتشبيك الإيجابي مع المؤسسات المعنية، باعتبار أن السياسة تقدم إطاراً مرجعياً للمؤسسات العاملة في الدولة الاتحادية والحكومات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، كل في مجال اختصاصه بما يوفر ويضمن متطلبات الحياة الكريمة والآمنة للمرأة، وفق أفضل المعايير والممارسات.
ويعتبر الاتحاد النسائي العام، وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والأمانة العامة للمجالس التنفيذية في كل إمارة أو من ينوب عنها، الشركاءَ الرئيسيين في متابعة تنفيذ السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتضمن الشركاء الداعمون كل الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة.
وتتولى المؤسسات ذات العلاقة وضع خطط تشغيلية كل ثلاث سنوات، واعتمادها ضمن خططها الاستراتيجية، ويتم اعتماد الخطط والبرامج الموضوعة من قبل مجلس الوزراء والمجالس التنفيذية في كل إمارة، ويقوم الاتحاد النسائي العام بعقد اجتماعات دورية مع المؤسسات المعنية لمتابعة وتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الخطط، واقتراح التعديلات إذا تطلب الأمر ذلك؛ لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.