ماجدة العوضي: نسعى إلى التميز لرد جميل الوطن

درست الشابة الإماراتية، ماجدة العوضي، «الهندسة المدنية»، ونالت شهادة الماجستير في إدارة النظم الهندسية. استهواها التصميم منذ الصغر، فأحبت تجريب البرامج الرقمية الخاصة بالتصميم، وتعمقت في هذا المجال، ومنه استطاعت دخول عالم التصميم الغرافيكي، وتصميم المنتجات. بدأت رحلة استديو التصميم «Jod Design Servi

درست الشابة الإماراتية، ماجدة العوضي، «الهندسة المدنية»، ونالت شهادة الماجستير في إدارة النظم الهندسية. استهواها التصميم منذ الصغر، فأحبت تجريب البرامج الرقمية الخاصة بالتصميم، وتعمقت في هذا المجال، ومنه استطاعت دخول عالم التصميم الغرافيكي، وتصميم المنتجات. بدأت رحلة استديو التصميم «Jod Design Services» عام 2015 من ساحة منزلها، ثم أسست شركة «أجزل» (Ajzal)، المختصة بإنتاج منتجات الفاشن، والأخيرة حصدت جائزة «Most Admired Gifts and Products Designing Firm» لعام 2023 من مجلة «Global Brands».. نحاورها؛ لمزيد من التفاصيل عن مبدعة تقدم قطعاً مألوفة، بطريقة غير مألوفة:

  • منتجات البورسلين لليوم الوطني نقوشها مستوحاة من معاني ألوان علم الامارات.

• كيف بدأت رحلتك مع «Jod Designs»؟

- بدأتُ الشركة برخصة تاجر، وهذه الرخصة تُعطى في الإمارات لبدء مشروع من المنزل. كنا متخصصين فقط في تصميم المطبوعات والمنتجات الخاصة بالمناسبات، مثل: الأعراس، واستقبال المواليد. لمدة 3 سنوات، عملنا من المنزل، ثم تطورنا إلى تصميم الشعارات، والهويات التجارية والمؤسسية، وانتقلنا - بعد ذلك عام 2018 - إلى حي دبي للتصميم، وأسسنا مكتباً، وأردنا التعمق في تصميم المنتجات المؤسسية، وهدايا الشخصيات المهمة، والتخصص فيها، بالإضافة إلى تصميم المنتجات. في الفترة الأخيرة، ركزنا أكثر على المنتجات المبتكرة، ودخلنا عالم تصميم المجوهرات، والمنتجات الجلدية، والحـقائب، والأحذية. ودخلنا التصميم، بدءاً من التصميم الغرافيكي، وصولاً إلى تصميم المنتجات، وتخصصنا في هذا الموضوع. منذ سنتين، أسسنا شركة ثانية، هي «أجزل للإنتاج» (Azjal)، اشتقاقاً من جزيل العطاء.

• لماذا اخترت اسم «Jod»؟

- المقصود منه «جود»، وهو مشتق من اسمي، واضطررت إلى تأسيس «أجزل»؛ لأن الرخصة التي لديَّ للتصميم، ولا تسمح لي بالتنفيذ. أنا شريك مؤسس في دار «أجزل»، فهي مملوكة لي ولشريكتي. «جود» دار التصميم، و«أجزل» دار إنتاج الفاشن.

  • علبة مصنوعة من البوليمر المعاد تدويره مع الجلد الطبيعي.

روح هندسية

• الروح الهندسية تطبع تصاميمك، فكيف توظفين الدراية بها في إبداعاتك؟

- أنا مهندسة مدنية، اتجهت إلى التصميم؛ لأنه هواية، ومجال إبداعي، فمجال الهندسة المدنية جامد بعض الشيء؛ فعندما أصمم أطلق العنان لكل طاقاتي الإبداعية في هذا المجال. أدمج الهندسة بالتصميم، وأدخل الجانب الهندسي باستخدام المواد الهندسية، مثل: الأحجار الطبيعية، والرخام، والطين، والكلاي، والسيراميك. هذه المواد التي يستخدمها مهندسو الديكور، أوظفها في تصنيع هدية يستطيع متلقيها الاحتفاظ بها، وتعليقها على الجدار، إذ نصممها بطريقة تحمّس المتلقي على ذلك. واحد من المنتجات التي صممناها كان لمؤسسة «Du» عام 2021، وكان بداية «أجزل»، وانطلقنا منه، فهو بمثابة بطاقة تعريف بنا، لأنه صمم عند الطلب؛ لتقديمه هدية من قِبَل الرئيس التنفيذي إلى نظرائه، فوصل - بالتالي - إلى أكثر الدوائر الحكومية، وتعاونا فيه مع الفنانة الإماراتية نورا الهاشمي.

• أخبرينا بالمزيد عن هذه القطعة المميزة!

- كانت قطعة فنية للطاولة، عليها رسمة للمغفور لهما: الشيخ زايد، والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، مؤسسَيْ دولة الإمارات، وكانت هدية بمناسبة «اليوم الوطني»، مرسومة ومطبوعة على ورق مستدام، وفي الوقت نفسه فيها فناجين قهوة، ونقوش مستوحاة من ألوان العلم. شخصيتنا تنعكس في التصميم، ونحرص على أن يكون دقيقاً في تفاصيله، وأن يخرج بالشكل الذي نفخر به، فنحن نقدم قطعاً مألوفة بطريقة غير مألوفة. ما نصنعه هدايا وعلب و«Packagings»، فعندما أصمم «المدخن»، وهو قطعة من التراث، فالتميز غير المألوف، هو كيفية جعل هذا «المدخن» شيئاً عصرياً، يستطيع الناس استخدامه بطريقة أفخر بأنها موجودة في كل بيت. أحد أهدافنا أن تكون منتجاتنا موجودة في كل بيت إماراتي، ونبحث دائماً عن الشيء الجديد، ونوظف الخبرة الهندسية في هذه المنتجات؛ لتخرج بطريقة خارجة عن المألوف.

  • حقيبة حصين تم تصميمها من جدران قصر المويجعي بمدينة العين.

• التزامكم بالمسؤولية الاجتماعية يبرز، أيضاً، في قسمٍ خاصٍ بالتدريب.. ماذا في تفاصيله؟

- نعم، لدينا قسم خاص بالتدريب، وكل سنة ندرب طلاباً جامعيين، يدرسون التصميم الغرافيكي، ممن يؤدون فترة التدريب الصيفي، إذ ندخلهم في المجال من الألف إلى الياء. في النهاية، نطلب من المتدرب إقناعنا بمنتجه، والقصة التي تكمن وراءه، ونعرّفه بسوق العمل، وندخله المصانع، ليرى الجوانب التصميمية المختلفة على أرض الواقع. نفخر بأن 95% من فريقنا مؤلف من مواطنين، كما نتعاون في اللمسات الفنية مع فنانين إماراتيين، ناشئين وهواة وبمستويات فنية عالية.

• هل تمتثلون لمعايير الاستدامة في منتجاتكم؟

- مفهوم الاستدامة غير بعيد عنا، إذ نحرص على استخدام ورق صديق للبيئة في تصنيع المنتجات، مصادق من المجلس العالمي للإشراف على الغابات (FSC). هذه السنة، استخدمنا الكانفاس، ومنتجات البوليمر، معادة التدوير لإنتاج علب بجودة عالية. نحرص، عند اختيار مادة صديقة للبيئة، أو معادة التدوير، على أن تكون ذات جودة عالية، وهذا الحرص تبلور في منتجاتنا لهذه السنة. أكبر مشروع، تشرفنا بالقيام به هذه السنة، كان للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وهو كتاب «المسيرة» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لعام 2022، مع الإكسسوارات المرافقة له، وكل المواد التي استخدمت فيه صديقة للبيئة، ومعاد تدويرها، واستخدمنا فيها الكانفاس، والبوليمر، المعاد تدويرهما.

  • منتجات الذهب المستوحاة من الخوص.

ذوق إماراتي

• ما أكثر المنتجات رواجاً في ما تقدمون؟

- هناك 3 عناصر دارجة حالياً، هي: أولاً: الرائج في الإمارات هو الاستدامة، فالكل يحرصون على أن تكون منتجاتهم مستدامة. ثانياً: أن يعبّر المنتج عن قصة، إذ نحرص على كتابة القصة بواقعية، بعيداً عن المبالغة؛ ليعكس التصميم ما يميزه. ثالثاً: هذا العنصر ليس بجديد، لكن ازداد الإقبال عليه في الآونة الأخيرة، وهو التصاميم المرتبطة بالتراث الإماراتي؛ لأن لها بصمة خاصة.

• صِفِي الذوق العام لمواطني الإمارات.. من ناحية مواصفات وماهية التصاميم!

- ذوق المواطن الإماراتي فيه نوع كبير من التحدي، وليس سهلاً إرضاؤه؛ لأنه يبحث عن الجديد والمتميز، فعندما يطلب تصميماً معيناً يسأل عن عنصر الإبهار فيه، ويجب أن يتضمن ما هو متميز وغير مكرر، إذ أضمن له أن أعكس هوية وقيم المؤسسة بشكل غير مباشر، كما نحاول تقريب الفكرة لتكون مناسبة لما يطلبه، عبر محاورته المباشرة والمعمقة.

• من يلهمكِ في هذا الفن الإبداعي؟

- الفنانون الإماراتيون جميعهم مصدر إلهام لي، فكلٌّ منهم يتميز برسالة وبصمة يُفتخر بهما، سواء كان معروفاً أو غير معروف، فأنا أفتخر بكل فنان إماراتي، ولا تلهمني الأسماء الكبيرة بقدر ما يلهمني المنتج والجهد والقصة والسعي وراء المنتج الذي يُقدم، وليس الاسم.

• ما خططكم كبراند على صعيد التصميم الداخلي؟

- نخطط للمشاركة في معرض أسبوع دبي للتصميم بمنتجات خاصة بالتصميم الداخلي، وسنقدم أول مجموعة مفروشات، نستهلها بطاولات جانبية وكراسي.

  • درع مصنوع من الطين و الخشب- تم استيحاء التصميم من قلعة الجاهلي

• هل من لمحة عن مشاريعكم وخططكم خارج الدولة؟

- نتعاون مع السعودية والكويت؛ لتصميم وتصنيع منتجات لهما، ونحاول أن نعكس بصمة وهوية البلدين في هذه المنتجات. وتعاونا، أيضاً، مع المملكة الأردنية الهاشمية، وغيرها من الدول العربية. ونخطط للمشاركة بمنتجاتنا المحلية في المحافل الدولية، واحد من منتجاتنا وصل إلى معرض لندن للسياحة، وهو حقيبة الـ«laptop»، وكان يقدم كهدية لكبار زوار الجناح الإماراتي في المعرض. نحاول، أيضاً، تعزيز مشاركاتنا في المعارض، ونأمل الوصول إلى معرضَيْ: ميلانو ولندن للتصميم، وإبراز المنتجات الإماراتية، التي نفخر بأنه تم تصميمها وتصنيعها في الإمارات.

• هل من كلمة أخيرة للمرأة الإماراتية؟

- كل امرأة إماراتية تفخر بأنها من دولة الإمارات، التي هي مصدر فخر للجميع. نبحث عن الابتكار في عالم التصميم، الذي تتميز فيه المرأة الإماراتية. الجديد في هذا العام، هو أننا عندما نبتكر منتجاً نقول إن المرأة الإماراتية أضافت بصمة في هذا المجال. ومن المهم جداً البحث - قبل تقديم أي منتج - عن شيء جديد، يليق بالإمارات، وبالمرأة الإماراتية، والفن الذي نقدمه إلى العالم. دولة الإمارات تدعم المواطن، امرأة أو رجلاً، فللمرأة دور كبير في المجالات كافة، ويجب رد جميل الدولة، والمواطنات الإماراتيات يسعين، دائماً، إلى التميز لرد جميل الوطن.