فاطمة ناروئي: «رفع الأثقال» تناسب الفتيات
اختارت الشابة الإماراتية، فاطمة ناروئي، الطريق الأصعب في بداية ممارستها الرياضة، عقب نصيحة من بالصعوبة التي يتوقعها عامة الناس، لتبدأ رحلة طموحة نحو تحقيق أحلام غير مسبوقة لفتاة صديقتها المقربة، لتتجه إلى إحدى أصعب الألعاب الرياضية، كما هو معروف في الوسط الرياضي، بينما اكتشفت - على أرض الواقع - أنها ليست الإمارات في رياضة رفع الأثقال. وقد اختارت هذه الرياضة الشاقة، وأصرت على خوض التحدي الأهم بالنسبة لها، في سبيل تحقيق حلم يراودها دائماً، هو المشاركة باسم دولة الإمارات في دورة الألعاب الأولمبية.. «زهرة الخليج» التقت الشابة الإماراتية؛ فتحدثت عن جوانب عدة بين التطور والطموح في هذه اللعبة؛ فكان الحوار التالي:
• كيف بدأت علاقتك مع عالم الرياضة؟
ـ عندما كنت في الصف الثاني عشر، وكانت صديقتي المقربة (مي المدني) قد انضمت إلى المنتخب الوطني لرفع الأثقال، وطلبت مني أن أخوض هذه التجربة، ونصحتني بأن أدخل مجال الرياضة؛ لما يشكله من فوائد عدة للإنسان، وأزالت مخاوفي من رياضة رفع الأثقال، التي كنت أظن أنها لا تناسبني.
• ما انطباعك في الأيام الأولى؟
ـ في الأسبوع الأول ذهبت إلى التدريبات وأنا متخوفة من الإصابات، خاصة أنها رياضة تعد شاقة وخطرة ظاهرياً، لكن على أرض الواقع اكتشفت أنها ليست بتلك الصورة التي يتوقعها الكثيرون، حيث إنها تعتمد - في المقام الأول - على فهم الجوانب التكتيكية الخاصة بها، وكيفية رفع الأوزان من خلال خطوات محددة، تسهم في تجنب حدوث الإصابات، وفي الوقت نفسه إتمام محاولة رفع الوزن المطلوب بنجاح.
خطة طموحة
• متى بدأ تعلقك باللعبة؟
ـ عندما وجدت أرقامي تتحسن بمرور الوقت، وبمواظبتي على التدريبات ضمن المنتخب الوطني للسيدات لرفع الأثقال، وقد تسببت جائحة «كورونا» في تعطل مسيرتي لبعض الوقت، قبل أن أعود بشكل قوي؛ عندما خفت القيود الخاصة بـ«الجائحة»؛ فقد تطورتُ بشكل كبير، وأصبحت أنا وصديقتي (مي المدني) القوام الأساسي لمنتخب الإمارات.
• ما التطورات التي حدثت لك، عقب الانخراط في هذه اللعبة؟
ـ اكتسبت ثقة كبيرة بنفسي، وأصبح نسق حياتي ويومي - بشكل عام - مختلفاً، بسبب التزامي بالتدريبات، وبأهداف محددة أرغب في تحقيقها، إذ إنني أمارس اللعبة منذ 4 سنوات، ووضعت خطة طموحة - على مدار السنوات المقبلة - سأعمل على الوصول إليها، خاصة أن عمري حالياً 22 عاماً، ولديَّ فرصة كبيرة لتحقيق العديد من الإنجازات باسم الدولة.
• ما أبرز مشاركاتك في الفترة الماضية؟
ـ شاركت مع المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا 2020، التي أقيمت في الإمارات، وحققت خلالها المركز الثاني والميدالية الفضية. كما شاركت في النسخة التالية من بطولة غرب آسيا، التي أقيمت في قطر 2022، وحصلت على المركز الثالث والميدالية البرونزية. حالياً، أستعد لخوض غمار بطولة السعودية لرفع الأثقال، والأمر نفسه لبطولة أخرى ستقام في إندونيسيا.
مكانة غير مسبوقة
• هل هذه المشاركات ساعدتك على تطوير مسيرتك؟
ـ بالتأكيد أسهمت - بشكل كبير - في أن أكون معروفة على مستوى لعبة رفع الأثقال بالدولة، إذ لعبت في صفوف نادي الاتحاد بدبي، قبل أن يقرر نادي أبوظبي لرفع الأثقال ضمي إلى صفوفه، في إطار سياسة النادي لتعزيز صفوفه باللاعبين واللاعبات من المواطنين بجانب المحترفين، وبناء قاعدة قوية قادرة على المنافسة داخلياً وخارجياً.
• ما رأيك في إقبال الفتيات على رياضة رفع الأثقال، وهل تناسبهنّ؟
ـ هذه الرياضة تحتاج إلى المزيد من التوعية، ونشر فوائدها، وأرى أن المرأة الإماراتية قادرة على اقتحام جميع المجالات، مثلما فعلت في العديد من القطاعات التي لم تكن تشهد وجوداً للعنصر النسائي، والأمر ذاته ينطبق على رياضة رفع الأثقال، التي اكتشفت أنها مناسبة للفتيات، إذ إنها تعتمد على التدريبات، والالتزام بتنفيذ تعليمات المدرب، وإتقان الأسلوب الخاص برفع الأوزان المختلفة.
• ما طموحاتك المستقبلية؟
ـ لديَّ العديد من الطموحات، التي أسعى إلى تحقيقها، أبرزها: أن أصل إلى مكانة غير مسبوقة في رياضة رفع الأثقال على مستوى المنتخب الوطني للسيدات، وأن أحقق الإنجازات التي ترفع اسم دولة الإمارات عالياً في مختلف البطولات الإقليمية والقارية والدولية. أما الحلم الأكبر الذي يراودني، فهو المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2028، المقررة إقامتها في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، إذ إنها الحدث الرياضي الأكبر على مستوى العالم، الذي يقام كل 4 سنوات، والمشاركة فيه تعد حدثاً استثنائياً لا يُنسى. من جانبي، أعمل من الآن لتحقيق هذا الحلم، وأتمنى أن تشهد السنوات المقبلة حصولي على العديد من الإنجازات، وأن تتطور أرقامي، وأصبح ضمن أبرز البطلات على مستوى قارة آسيا، والعالم.