جوهرة سعيد: تصاميمي تحتفي بالتنوع

رغم اختلاف مسيرتها المهنية عن مجال تصميم الأزياء؛ فإن الإماراتية جوهرة سعيد شكلت تجربتها الفريدة والمتميزة. بعد أن تخرجت جوهرة في جامعة زايد بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ودرجة الماجستير في العلاقات العامة الاستراتيجية. عملت في مجالي السياحة، والطاقة، لكنها كانت تشعر دائماً بشغف نحو الموضة. في

رغم اختلاف مسيرتها المهنية عن مجال تصميم الأزياء؛ فإن الإماراتية جوهرة سعيد شكلت تجربتها الفريدة والمتميزة. بعد أن تخرجت جوهرة في جامعة زايد بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ودرجة الماجستير في العلاقات العامة الاستراتيجية. عملت في مجالي السياحة، والطاقة، لكنها كانت تشعر دائماً بشغف نحو الموضة. في البداية، كانت تصمم بعض القطع لترتديها بنفسها، ثم قررت وضع درجتَيْها العلميتين وحبها للعمل جانباً، وافتتحت محلاً صغيراً في أبوظبي، يخدم المصممين الشباب مثلها، وعشاق الموضة الذين يبحثون عن قطع فريدة مصنوعة محلياً. من هنا، كانت الانطلاقة وبداية رحلتها في عالم التصميم، وعلامة «By Johara Saeed»، التي تحدثنا عنها المصممة الشابة في هذا الحوار:

• كيف تكوّن اهتمامك بالموضة والأزياء؟

- بدأ اهتمامي وشغفي بالموضة والأزياء في سن مبكرة. كانت والدتي معروفة، دائماً، بين الصديقات والعائلة بذوقها الخاص في الموضة، وفرادتها في الأزياء، وكوني الابنة الوحيدة، كنت أعجب بأناقة والدتي وفرادتها خلال نشأتي، وتعلمت منها ماهية الألوان التي تتكامل معاً، والأنماط والأشكال التي تتوافق معاً أيضاً. وفي مرحلة النضج والمراهقة، أدركت أن للموضة قدرةً على تعزيز ليس فقط مظهر الشخص، لكن أيضاً ثقته بنفسه، وتعبيره عن ذاته. 

بداية الرحلة

• متى قررت التعمق في هذا المجال، وتعزيزه بالدراسة؟

- قررت تطوير معرفتي ومهاراتي في مجال الموضة والتصميم، عندما لاحظت أن العديد من أصدقائي وعائلتي يشيدون بطريقتي الخاصة في التنسيق، ويأخذون برأيي قبل مناسباتهم وسفرهم عند تنسيق ملابسهم، وما يتوافق معهم. خلال رحلتي في التصميم، كان عملائي يلجؤون إليَّ لطلب نصائح حول الإطلالات المناسبة لهم، والألوان التي تتناسب معاً، والملابس الملائمة لمختلف المناسبات. ثقتهم بذوقي، ورغبتي في تقديم أفضل النصائح دفعتا إلى مواصلتي الدراسة، وتعزيز خبرتي بهذا المجال. وهذا هو الوقت الذي قررت فيه الحصول على شهادتي الأولى كمستشارة ألوان ومصممة أزياء من «Sterling Style Academy» في نيويورك، ثم الحصول على شهادة أخرى كمصممة أزياء نسائية من «Milan Fashion Campus» في ميلانو. هذه التجارب والدروس العملية زودتني برؤى وأدوات متقدمة؛ لتصميم قطع فريدة تتناغم - بشكل شخصي وجمالي - مع رغبات عميلاتي، وأصبح بإمكاني دمج مهاراتي - كمنسقة أزياء معتمدة ومستشارة ألوان - في عملية التصميم، وتقديم نهج شامل ومخصص، يلبي احتياجات وتفضيلات كل فرد، على حدة.

• كيف بدأت رحلتك مع علامتك الخاصة؟

- إن افتتاحي محلاً صغيراً عام 2012، وبعمر 23 سنة، جعلني أكتشف نفسي بحق. وكانت تسمية علامتي التجارية باسمي (Johara Saeed) يحمل معنى خاصاً بالنسبة لي. فمن خلال استخدام اسمي، أردت إقامة ارتباط شخصي مع علامتي التجارية، ونقل شعورٍ بالأصالة والشفافية. إنه يمثل ليس فقط شغفي بالموضة، لكن أيضاً التفاني والالتزام بالتصاميم والإبداعات التي تحمل اسمي. بالإضافة إلى ذلك، يجب ذكر أن والدي كان مؤمناً بقدراتي، ودائماً يشجعني على أن أتبع شغفي، وأفعل ما أحب. لذا، إن اسم العلامة التجارية يحمل اسمي، واسمه، كتذكير دائم بضرورة دفع نفسي نحو التفوق والتميز. تلك الرمزية تعكس تأثير والدي فيَّ لتحقيق ذاتي، وتطوير الإبداع والشغف الخاص بي في مختلف المجالات، خاصة في مجال التنسيق والأزياء، ويمثل رمزاً للفخر والإلهام، إذ يجمع بين رؤيتي الشخصية والدعم العائلي الذي استلهمته، إنه دليل على أنه بالتفاني والالتزام والإخلاص، يمكننا تحقيق أحلامنا، والتغلب على التحديات، وبناء مسيرة ناجحة.

• ما الذي تقدمينه، من خلال علامتك التجارية؟ 

- أسعى إلى تمكين النساء ذوات القوام المختلف، من خلال تقديم قطع ذات تصاميم خالدة وفريدة، تناسب مختلف الأذواق، وتحفز المرأة على التعبير عن ذاتها من خلال الموضة. أتبنى مبدأ الجودة والاهتمام بالتفاصيل في كل خطوة أقوم بها، وأحرص على أن تكون تصاميمي متنوعة وشمولية؛ لكي تجد كل امرأة شيئاً يلائم قوامها، ويعكس فرادتها.

• ماذا تعكس مجموعة الأزياء الأخيرة؟

- تشكيلتي الأخيرة تعكس رؤيتي الإبداعية، وتجسد أحدث الاتجاهات في عالم الموضة. استوحيت من الألوان الزاهية والقصّات؛ لابتكار قطع تتميز بالأناقة والعصرية، من الفساتين المبهرة إلى القمصان العملية والبناطيل الأنيقة، إذ تجدين في تشكيلتي مجموعة متنوعة تلبي احتياجاتك في جميع المناسبات. سواء كنت تبحثين عن إطلالة أنيقة للعمل، أو إطلالة ساحرة لمناسبة خاصة، فإن تشكيلتي تضم قطعاً، تضفي لمسة فريدة وأناقة على إطلالتك.

سعي إلى التمكين

• بشكل عام.. كيف تصفين أسلوبك بين التصميم، وتنسيق الأزياء؟

- تتميز تصاميمي بجاذبيتها، حيث تتجاوز الاتجاهات المؤقتة والأزياء العابرة. وما يميز علامتي التجارية، حقاً، هو إدراكي أهمية التميز الفردي، وتتجسد هذه الفلسفة في القطع التي أبتكرها؛ إذ تتمتع كل قطعة في أي مجموعة بلمسة مميزة خاصة بها، سواء من خلال التفاصيل، أو الأقمشة المختارة بعناية، أو عناصر التصميم المبتكرة. وهدفي أن أكون شريكة موثوقة في رحلة كل امرأة نحو التعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس. وفلسفتي تكمن في أن الجمال لا يعرف حدوداً، وأن كل امرأة - بغض النظر عن شكل قامتها وجسدها - تستحق أن تتألق. عندما يتعلق الأمر بالتصميم، أنا مُنجذبة إلى جمال البساطة والحداثة في آنٍ. أؤمن بأن القليل يعني الكثير، وأركز على ابتكار قصات تبرز الجمال الطبيعي لمن ترتديها، محتفية بالتنوع. جانب آخر من أسلوبي، يتمثل في دمج عناصر مختلفة، وتفاصيل غير متوقعة، مثل: القصات، والربطات، واللمسات الفنية، أو توليفات الألوان المبهرة؛ لإضفاء لمسة من التميز على إبداعاتي.

• في تصاميمك.. ماذا يلهمك عادة؟

- السفر يعتبر مصدراً قوياً للإلهام في تصاميمي، حيث يشعل إبداعي، ويثري عملية التصميم. إن استكشاف ثقافات مختلفة، وغمر نفسي في بيئات جديدة، والجمال في المناظر الطبيعية المتنوعة، كلها تساهم في تشكيل رؤيتي الإبداعية. بشكل عام، كسر الروتين، والتنقل، وتغيير البيئة، تدعم رحلتي الإبداعية. أنا ملهمة بشكل عميق بالجمال، وأعتبره تحية لأناقة ورقي العصور السابقة. 

• ما نصيحتك للشابات الموهوبات؟

- في فعل ما تحب؛ عليك أن تسعى دائماً لتمكين نفسك لمواجهة المجهول، وتقبل هفواتك. ومن المهم، كذلك، التواضع أمام ما تعرفه، وما تحتاج إلى تعلمه؛ لذلك عليك تغذية إبداعك ومهاراتك بالعلم والتعلم، ومعرفة نقاط القوة، ونقاط التحسين. أقول لكل شابة: استمري في توسيع آفاقك الفنية، وتطوير مهاراتك، وابحثي عن فرص جديدة للتعلم والنمو. كوني متصلة بالمجتمع الإبداعي، وابحثي عن المصادر الملهمة والمؤثرة، واسعي إلى بناء شبكة علاقات قوية، تساهم في دعمك خلال مسيرتك. أخيراً من المهم إيجاد الأدوات، التي تساعدك في إيجاد إلهامك، وتمكين ذاتك؛ للالتزام مقابل طموحك، وإيجاد ما يعينك على الاستمتاع خلال الرحلة نحو ما تسعين إليه، مهما كان هدفك النهائي؛ فجمال الحياة في الطريق ذاته.

• هل من كلمة بمناسبة يوم المرأة الإماراتية؟

- أود أن أعرب عن تقديري العميق للجهود التي تبذلها دولة الإمارات في تمكين المرأة، وكسر الحواجز. لقد لعبت حكومة الإمارات دوراً حاسماً في إيجاد بيئة تعزز المساواة بين الجنسين، وتوفر فرصاً متساوية للنساء؛ للتفوق في مختلف المجالات. فالإماراتية مصدر إلهام للجميع، وأثبتت أنه لا توجد حدود لما يمكنها تحقيقه، في كل المجالات. وفي هذا اليوم الخاص، أشجع كل امرأة إماراتية موهوبة على مواصلة العمل الشاق وتحقيق أحلامها، وأن تسعى إلى المراكز العليا في تقدمها؛ لرد جميل هذا الوطن الذي دعمها، وأسهم في تمكينها بشتى المجالات.