تتسم أزياء المصممة الإماراتية، فاطمة الهاشمي، بأناقة سرمدية قلّ نظيرها، واستطاعت - منذ إطلاق علامتها التجارية «هاشمي» (Hashimi)، عام 2016 - أن تقدم إلى المرأة صوراً ظلية نظيفة، وتفاصيل بسيطة، دامجة الأسلوب الغربي بالعناصر التقليدية، وأبدعت في الخياطة والتطريز الناعم المتقن، وسخرت كل الإمكانات؛ لتصنع قطعاً راقية، وصلت إلى أنحاء العالم. تحمل فاطمة إجازة في الاتصالات والتسويق، وبدأت رحلتها الناجحة من منزلها، وتواصل السعي وراء أحلامها؛ لمزيد من التألق.. في هذا الحوار، نعرف أكثر عن شخصية فاطمة، التي ترى أن حداثة تصاميم المصممين العرب، وأعمال التطريز وألوانها وأقمشتها الممزوجة بالمعنى العميق الممنوح لكل قطعة شيء يختلف عما نراه في جميع أنحاء العالم:

• للبدايات ذكريات لا تُمحى من بالنا.. حدثينا عن تلك المتعلقة ببداية رحلتك مع تصميم الأزياء!

- بدأت رحلتي، عندما كنت أبتكر تصاميم في المنزل. لقد كانت تجربة سريالية؛ لأجد طريقي عبر أكوام مختلفة من الأقمشة والرسومات والعيّنات. التفكير في تلك الأوقات يملأني بالكثير من الفخر؛ حيث أعيش - من جديد - اللحظات التي ولدت فيها هوية «هاشمي».

لحظات مضيئة

• ما الذي قادك إلى تأسيس «Hashimi»، عام 2016؟

- لقد منحتني عميلاتي المتناميات - بالإضافة إلى الحب والدعم، اللذين تلقتهما تصاميمي - الثقة للمغامرة في تصميم الأزياء، وإطلاق علامتي التجارية الخاصة (Hashimi).

• من الضروري الإضاءة على العقبات والتحديات، التي تواجه مصممي الأزياء في البدايات؛ لمساعدة المبتدئين في هذه الصناعة.. كيف تلخصينها لنا؟

- كل تحدٍّ تواجهه هو درس مقنّع، ونقطة انطلاق لنجاحك؛ فكل صعوبة ساعدتني، صغيرة أو كبيرة، على تحسين علامتي التجارية، ونموذج عملي.

• ما الخيوط الخفية، التي تربط بين تصاميمك، وتترك بصماتها واضحة؟

- الثبات، والاتساق في الجودة، والحرفية، وابتكار تصاميم مبتكرة.. هي العمود الفقري للعلامة التجارية.

• ما اللحظات المضيئة، التي واكبت تطور العلامة، منذ بدايتها إلى اليوم؟

- أكثر اللحظات إضاءةً، تكون دائماً عندما أرى عميلة ترتدي تصاميم «هاشمي». على مر السنين، نمت العلامة التجارية منذ افتتاح أول بوتيك لها في دبي، إلى أن أصبحت متوفرة لدى تجار التجزئة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا، وهو إنجاز عظيم.

• استلهمتِ مجموعتك الأخيرة من بلاط الزليج المغربي التقليدي.. لماذا اخترت هذا النمط، تحديداً؟

- في مجموعة ربيع وصيف 2023، تأثرت بشدة بالأنماط الهندسية لبلاط «Zelij»، التي يمكن أن تشكل أنماطاً مجردة ومعقدة. تعكس هذه الأنماط وجمالها الخام جوهر «هاشمي». أعتقد أن مزج هذين العنصرين، معاً، أدى إلى مجموعة من أنماط التطريز، التي تجسد روح توقيع «هاشمي».

صور ظلية

• تشي معظم تصاميمك بصورة المرأة الرومانسية الناعمة والمتمكنة أيضاً، فهل هي تلخيص لرسالتك الإبداعية؟

- إن تمكين النساء - من خلال ما يرتدينه - هو بالتأكيد شيء أريد أن تتضمنه تصاميمي. أريد أن تشعر المرأة، التي تزين قطعة «هاشمي»، بالثقة والقوة والرشاقة، أثناء ممارسة حياتها اليومية.

• توجد امرأة في خيال أي مصمم أو مبدع، فهل وجدتها على أرض الواقع؟ ومن هي؟

- امرأة «هاشمي» جريئة ومتحررة؛ وأنا أجدها عند القيام بابتكار تصاميم تلبي احتياجات المرأة العصرية، والتي تنسقها وفقاً لشخصيتها.

• انتشرت الصورة الظلية للعباية التقليدية عالمياً، ونشاهد تأثيراتها وملامحها في مجموعات المصممين الغربيين.. كيف ولماذا تأثر الغرب بالشرق؟

- يضم الشرق عدداً كبيراً من المصممين الموهوبين، الذين يتحدون القاعدة، ويعيدون ابتكار الصور الظلية التقليدية. إن حداثة تصاميمنا، وأعمال التطريز وألوانها وأقمشتها الممزوجة بالمعنى العميق، الذي نعطيه لكل قطعة، شيء يختلف عما نراه في جميع أنحاء العالم.

• المرأة الإماراتية موهوبة، وبرعت ونجحت محلياً وعالمياً في مجالات عدة.. ما رسالتك إليها في يومها؟

- أنا معجبة بهؤلاء النساء وإنجازاتهن، فذلك انعكاس حقيقي لعملهن الجاد، ومثابرتهن، وإيمانهن بأنفسهن. أود أن أشكرهن؛ لأنهن يلهمنني، ويلهمن الأجيال القادمة الحلم الكبير، والسعي إلى تحقيق أحلامنا.