حسب الدراسات المؤكدة، فإن ما يقرب من ثلثي الملابس مصنوعة من مواد تركيبية، مثل: البوليستر والنايلون والأكريليك والإيلاستين، وجميعها مواد مشتقة من الوقود الأحفوري، الذي يستخرج منه على سبيل المثال الفحم، والعديد من وسائل إنتاج الطاقة، مثل: النفط والغاز الطبيعي، الذي بسببه تطلق جزيئات بلاستيكية في البيئة، ولا تتحلل بيولوجيًا، وتستغرق مئات السنين حتى تتحلل.
ورغم الجهود المبذولة لتقليص استخدام البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة، فقد تتفاجئين بوجود الكثير من البلاستيك في خزائن ملابسك، إذ يتم تصنيع أكثر من 100 مليار قطعة ملابس كل عام منه، و70% من هذه الملابس ينتهي بها الأمر في مكب النفايات، فتنشأ عنها مشكلة كبيرة تجب معالجتها، لأن هذه الملابس تعتبر نفايات بلاستيكية مقنعة.
لكن يظل السؤال قائماً: لماذا الكثير من ملابسنا مصنوعة من البلاستيك؟.. وتأتي الإجابة: لأن البلاستيك مادة رخيصة الثمن، وتعتمد على الموضة السريعة التي تستخدم العمالة الرخيصة والمواد الرخيصة، ولا تتحمل أي مسؤولية عن نهاية عمر منتجاتها، كما أنها توفر خصائص وأداء للمستهلك لا يمكن للألياف الأخرى أن تحل محلها، وعلى سبيل المثال الملابس الرياضية.
من هنا، بات البحث عن حل أمراً ضرورياً، ومن أحد الحلول التي قدمتها بعض العلامات التجارية إعادة تدوير 100% من البوليستر الذي تنتجه، في محاولة لتقليل تأثيره البيئي، ومنع النفايات.
كما أوضح أحد خبراء الاستدامة أن الحل الأساسي يكمن في الحد من استخدامنا للمواد الاصطناعية المعاد تدويرها في فئات الملابس الجاهزة، التي لا تحتاج إلى أن تكون مصنوعة من البلاستيك.
وأحد أبرز الحلول للتخلص من المواد التركيبية المشتقة من الوقود الأحفوري، هو البوليستر المصنوع من مواد قابلة للتحلل، مثل تحول الألياف الطبيعية كالقطن والقنب والصوف، إلى منسوجات عالية الأداء، بديلاً عن البوليستر في المستقبل.
ومع ذلك، ستتطلب هذه الابتكارات وقتًا لتوسيع نطاقها، وستواجه صعوبة في تلبية الطلب الحالي على البوليستر في أي وقت قريب.
في نهاية الأمر، تحتاج الموضة إلى معالجة المشكلة من جذورها، وهي الإفراط في الإنتاج، ويجب على الصناعة بأكملها أن تتصدى بشكل عاجل للإفراط في الإنتاج، وإدمانها الوقود الأحفوري.