لدى تعرض الناس لبعض الأمراض، يصرف الأطباء لهم مجموعة من الأدوية لتناولها بمواعيد محددة، ويتبع الناس توصيات الأطباء وتعليماتهم، لكن بعد أيام عدة يكتشفون أنهم لم يتماثلوا للشفاء، ومازالوا تحت تأثير المرض.
السبب، باختصار، هو ما كشفته دراسة طبية ألمانية، قام بها باحثون في جامعة برلين، نشرتها مجلة "PLOS BIOLOGY" الدورية، المتخصصة بالعلوم الصحية، وهو أن المضادات الحيوية قد تفقد فاعليتها؛ إذا اصطدمت بتضخم جيني داخل جسد المريض، يزيد مقاومة البكتيريا لهذه المضادات.
وتشير الدراسة الطبية إلى أن البكتيريا الشائعة تطور طرق مقاومتها للمضادات، على الرغم من نجاعة العلاج، حيث استخدم الباحثون مجموعة واسعة من الأدوات لفحص الآليات، التي تصبح البكتيريا من خلالها مقاومة للألبيسيدين، بما في ذلك: تسلسل الحمض النووي الريبي، وتحليل البروتين، وعلم البلورات بالأشعة السينية، والنمذجة الجزيئية.
وكشفت الدراسة عن أن الجين المطور المقاوم للبكتيريا وهو "STM3175"، تزداد عدد خلاياه البكتيرية إلى ألف ضعف، وأن آلية المقاومة نفسها منتشرة بين البكتيريا غير الضارة أيضاً، وبين أنواع البكتيريا الضارة الأخرى، التي يمكن لتضاعف عددها أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
ووفرت الدراسة الطبية الألمانية الجديدة معلومات دقيقة عن آليات مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والتي ستساعد في تطوير علاجات حيوية أقوى قائمة على عقار الألبيسيدين.
ويبين موقع "مايو كلينك"، الطبي، وجود بكتيريا تقاوم العلاج بالمضادات الحيوية، إذا تغيرت بشكل ما صيغة البكتيريا المسببة للمرض في جسم الإنسان، إذ يحمي هذا التغيير البكتيريا من تأثيرات الدواء، أو يحد من وصول الدواء إليها أو يدمر مفعوله، حيث إن تطور البكتيريا لمقاومة الدواء حقيقة طبيعية ومتوقعة، لكن تؤثر طريقة استخدام الأدوية في مدى سرعة حدوث المقاومة ودرجتها.
ويسلط أطباء "مايو كلينك" الضوء على مجموعة من الأمراض، التي لا تفيد المضادات الحيوية في الشفاء منها، ولا تزيد مساهمتها عن 10% من العلاج، منها: نزلات الزكام أو سيلان الأنف، الإنفلونزا، التهاب القصبات، معظم أنواع السعال، بعض التهابات الأذن، بعض التهابات الجيوب الأنفية، إنفلونزا المعدة، والسعال الديكي.