حتى وقت قريب، لم تكن هناك فِرقٌ تهتم بالاستدامة في دور الأزياء العالمية، لكنها الآن باتت جزءاً مهماً بالعديد من الشركات، فقد أصبحت مسؤولة عن خفض انبعاثات الكربون عبر سلسلة التوريد، وتوفير المواد الصديقة للبيئة، وترويج نماذج الأعمال التجارية الدائرية، مثل: إعادة البيع، والتأجير.
وشهدت السنوات الأخيرة ظهور مجموعاتٍ كاملة من الشركات الناشئة، تسعى لتقديم حلول لبعض أكبر مشاكل الموضة، مثل إعادة تدوير نفايات المنسوجات، كما رأينا مجموعة من المصممات يقدن الطريق، عندما يتعلق الأمر بالاستدامة، وباتت الكثيرات يعملن خلف الكواليس، لمستقبل أكثر خضرة للأزياء.
في ما يلي، نرصد لكم سيداتٍ رائدات يقدن صناعة الأزياء من الداخل.
كلير بيركامب.. الرئيس التنفيذي في "Textile Exchange":
نشأت كلير في مونتانا بين دعاة حماية البيئة والمحافظة عليها، إذ كانت والدتها فنانة وعالمة نبات. وخلال حياتها، نشطت كلير في مجال حماية الطبيعة بالمجتمع، إلى جانب أنها كانت مهتمةً بشكل شخصي بالموضة، وهذان الاهتمامان قاداها في النهاية إلى الاستدامة.
وفي سن الخامسة والعشرين، انتقلت بيركامب إلى لندن؛ للحصول على درجة الماجستير من كلية لندن للأزياء، وطورت نوع المعرفة الأساسية، التي مازالت تستخدمها اليوم؛ لفهم سلاسل التوريد وكيفية بناء حالة عمل من أجل الاستدامة.
وأثناء ذلك، بدأت كموظفة مؤقتة في "ستيلا ماكارتني"؛ لدعم التقرير البيئي للعلامة التجارية في نهاية العام، قبل أن تتولى منصبها في "Textile Exchange".
دنيا وون.. رئيسة الاستدامة والشمول في "Vestiaire Collective":
لطالما كانت القضايا البيئية والاجتماعية في صميم مسيرة دنيا المهنية، وحياتها الشخصية، وقد ساعدها انخراطها في الحياة السياسية ببداياتها على فهم حقيقة القضايا المطروحة. وبعدما تسلمت وون منصبها في "Vestiaire Collective" تعمقت في صناعة الأزياء، وزاد فهمها لكيفية عمل النظام، وعرفت أن لصناعة الأزياء - على وجه التحديد - تأثيراً كبيراً في الكوكب والمجتمع.
وتسعى وون، من خلال منصبها، إلى بناء استراتيجية ورؤية للشركة؛ ليكون لها تأثيرها في مجال الاستدامة، وهذا يعني زيادة التثقيف، ووضع معايير صناعة الأزياء بأكملها، كما تهدف إلى المساعدة على تحقيق هذا التغيير المنهجي، الذي تشتد الحاجة إليه في الصناعة من أجل مستقبل أكثر استدامة.
ناتاشا فرانك.. الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "Eon":
بدأت مسيرة ناتاشا المهنية في المدن الذكية والتخطيط الحضري، وكرست عملها لصنع مدينة، وعالم مستقبلي، تكون للبيئة والاقتصاد فيهما فائدة لصحة الإنسان، تمنحه السعادة والرفاهية، لهذا السبب أنشأت شركة "Eon".
ويشمل دورها القيام بالعديد من الأمور، من استراتيجية التكنولوجيا والمنتجات، إلى تطوير الأعمال وبناء الفريق، إلى زيادة رأس المال.
ويومًا بعد يوم، تساعد ناتاشا وفريقها في الشراكة مع العلامات التجارية والبائعين والقائمين بإعادة التدوير، وواضعي السياسات، وأصحاب المصلحة الآخرين؛ لدمج تقنية الهوية الرقمية في نظامهم البيئي الحالي، حيث تلعب شركتها دورًا في تصميم البنية التحتية للتحول الرقمي.
هانا كاجيمورا.. رئيس قسم الاستدامة في "Allbirds":
أصبحت هانا مهتمةً بالاستدامة، وتغير المناخ على وجه الخصوص، عندما كانت تعمل بمزرعة حضرية في كيب تاون بجنوب أفريقيا، ورأت حينها كيف يعتمد الناس بشكل مباشر على الأرض للحصول على الطعام، وكيف كان ذلك يزداد صعوبة كل عام، خاصة أن الوصول إلى المياه أصبح أكثر ندرة. حينها، قررت دراسة أنظمة الأرض في ستانفورد؛ لأنها شعرت بأن تغير المناخ سيكون أكبر مشكلة في حياتها، فأرادت تكريس طاقتها لتكون جزءاً من الحل.
ونظراً لذلك، كانت متحمسة للعمل في شركة "Allbirds"، لأن ذلك يمثل فرصة لإعادة تصور دور الشركة في الاستدامة.
وبدلاً من تعديل المنتجات وسلاسل التوريد من أجل الاستدامة، سعت هانا للقيام ببنائها من الصفر، حيث تعتقد أن الأعمال يمكن أن تشكل قوة من أجل الخير، وتقوم بتغيير ملموس وإيجابي في العالم. والجزء المفضل من وظيفتها هو بناء عمل يوازن بين احتياجات جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك البيئة، وليس فقط المساهمين.
الدكتورة أماندا باركس.. مديرة الابتكار في "Pangaia":
شهدت رحلة الدكتورة أماندا في الاستدامة تطوراً تدريجياً، حيث بدأت ذلك من خلال دراستها للهندسة الميكانيكية في جامعة ستانفورد، وبناء فهم كيفية تصنيع المنتجات والمواد المعقدة وسلاسل توريد العمليات المعنية. وطوال فترة دراستها، كانت أماندا تحب الموضة وتتدبرها كشكل فني رائع، ووسيلة ثقافية مهمة للتعبير الشخصي، لكنها - وفي وقتٍ ما - أدركت أن الانخراط في الموضة يمكن أن يكون جزءاً نهائياً من مسيرتها العلمية، لذا عملت في "Pangaia"، التي وجدت فيها مكاناً يجمع بين الابتكار والاستدامة، وإحداث تأثير هائل في الصناعة. وينصب تركيز عملها على وضع الاستراتيجيات العلمية والبحث والتطوير، وقد يشمل ذلك إنشاء شراكات متعلقة بالابتكارات الناشئة، أو الاستفادة من أفكار المراحل المبكرة لإدخالها إلى السوق التجاري، أو تحديد الثغرات أو الفرص في السوق، لبدء البحث من الصفر.