في عالم سريع الخطى، يعد الإجهاد جزءاً لا مفر منه في الحياة، سواء كان ذلك بسبب العمل أو العلاقات أو المسؤوليات الأخرى، ويمكن أن يكون للتوتر تأثير كبير على صحتنا العقلية والجسدية، ومع ذلك حتى في خضم التوتر، من الممكن الحفاظ على الشعور بالسعادة والرفاهية.
من أكثر الأخطاء شيوعاً، التي يرتكبها الناس عند التعامل مع التوتر، هو محاولة تجاهلها، أو دفعها بعيداً، ونادراً ما ينجح هذا النهج، ويمكن أن يزيد التوتر سوءاً. وبدلاً من ذلك من المهم الاعتراف بالتوتر، واتخاذ خطوات لإدارته بطريقة صحية.. في ما يلي، بعض النصائح حول كيفية البقاء سعيداً وسط ضغوط الحياة.
ممارسات للحفاظ على السعادة، وسط ضغوط الحياة:
1. ممارسة اليقظة:
من أكثر الطرق فاعلية لتقليل التوتر وزيادة السعادة من خلال اليقظة، فعل الوجود في اللحظة، وإدراك أفكارك ومشاعرك ومحيطك دون إصدار أحكام. ومن خلال ممارسة اليقظة بشكل منتظم، يمكنك تدريب عقلك؛ ليكون أكثر مرونة، وأقل تفاعلًا مع الضغوطات.
ويمكن ممارسة اليقظة بعدة طرق، مثل: التأمل واليوغا وتمارين التنفس، أو مجرد قضاء بضع لحظات للتركيز على محيطك وأنفاسك، ومن المهم أن تجد ممارسة اليقظة التي تناسبك، وأن تجعلها جزءاً منتظماً من روتينك.
2. الانخراط في النشاط البدني:
التمرين أداة قوية أخرى لتقليل التوتر وزيادة السعادة، ويفرز النشاط البدني مادة الإندورفين، وهي معززات طبيعية للمزاج، يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق، ويمكن أن توفر التمارين أيضاً إحساساً بالإنجاز وتحسين احترام الذات، وكلاهما يمكن أن يساهم في السعادة بشكل عام.
ولا يعني النشاط البدني الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو الجري في سباقات الماراثون، ويمكن أن يكون الأمر بسيطاً، مثل: المشي، أو الرقص على الموسيقى المفضلة لديك، أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء، والمفتاح هو العثور على نشاط تستمتع به، ويجعلك تتحرك.
3. التواصل مع الآخرين:
الدعم الاجتماعي ضروري للحفاظ على السعادة والمرونة في مواجهة التوتر، ويمكن أن يساعدك قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في الأنشطة الجماعية والعمل التطوعي، على الشعور بمزيد من الترابط والدعم، ما يمكن أن يساعد بدوره في تقليل مستويات التوتر.
كما يمكن أن يوفر التواصل مع الآخرين إحساساً بالهدف والمعنى في الحياة، ما يمكن أن يساهم في السعادة الشاملة، ومن المهم إعطاء الأولوية للاتصالات الاجتماعية وتخصيص وقت لها، حتى عندما تكون مشغولاً أو متوتراً.
4. إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية:
من المهم إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، وتخصيص وقت للأشياء التي تجلب لك السعادة، حتى في خضم المواقف العصيبة، وقد يعني هذا أخذ حمام ساخن، أو قراءة كتاب جيد، أو مشاهدة فيلم كوميدي، أو الانغماس في هوايتك المفضلة.
والرعاية الذاتية ليست أنانية؛ إذ إنها ضرورية للحفاظ على السعادة والرفاهية، وعندما تعتني بنفسك، فأنت أفضل استعداداً للتعامل مع التوتر، وأن تكون بجانب الآخرين.
5. طلب المساعدة:
إذا وجدت أن التوتر يربكك، وأنك تكافح من أجل إدارته، فمن المهم أن تطلب المساعدة، ويمكن أن يكون هذا في شكل التحدث إلى صديق، أو أحد أفراد الأسرة، أو التواصل مع مستشار متخصص، أو الانضمام إلى مجموعة دعم، فلا عيب في طلب المساعدة، وغالباً تكون الخطوة الأولى للشعور بالتحسن.
6. إدارة الوقت والتخطيط:
تنظيم وإدارة الوقت بشكل جيد، يمكن أن يحسنا النجاح والإنجاز، ويخففا الضغوط النفسية، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إنشاء جدول زمني، وتحديد الأهداف والأولويات، وهذا يساعد على الحصول على أفضل النتائج بأقل جهد، ويقلل الإجهاد النفسي، كما يمكن أخذ قسط من الوقت للراحة والاسترخاء والتمتع بالأنشطة التي تحبها.
7. الإيجابية في العمل:
العمل جزء مهم من حياتنا، ويمكن أن يؤثر على سعادتنا، ومن المهم التركيز على الأشياء الإيجابية في العمل مع التركيز على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، ويمكن تحقيق هذا عن طريق تحديد الأهداف، وتطوير المهارات، والتواصل الفعال مع الزملاء.
خطوات للتوقف عن الخوف من الحزن:
الحزن عاطفة عالمية، يشعر بها الجميع في مرحلة ما من حياتهم، إنه استجابة طبيعية للخسارة أو خيبة الأمل، أو أي تجربة سلبية أخرى. ومع ذلك، يخشى الكثير من الناس الحزن، ويحاولون تجنبه بأي ثمن، بدلاً من التعامل معه، إذ يقومون بقمع عواطفهم، ما قد يؤدي إلى المزيد من المشاعر السلبية، والتأثير على جودة حياتهم.. في ما يلي بعض الخطوات، التي يمكن اتخاذها للتحكم في مشاعرك، والعيش حياة أكثر إرضاءً.
1. فهم الحزن:
الخطوة الأولى للتوقف عن الخوف من الحزن، هي فهم ما هو، ولماذا يحدث؟.. الحزن عاطفة تنجم عن تجربة سلبية، مثل: فقدان أحد الأحباء، أو الانفصال، أو خيبة الأمل، وهو إشارة إلى أن شيئاً ما في حياتك يحتاج إلى التغيير، ومن خلال فهم الغرض من الحزن، يمكنك أن تبدأ رؤيته على أنه جزء ضروري من الحياة، وليس شيئًا تخاف منه.
2. تحديد ما يثير حزنك:
الخطوة التالية هي تحديد ما يثير حزنك، ويمكن أن يكون حدثاً معيناً أو شخصاً أو حتى فكرة، وبمجرد أن تعرف ما الذي يثير حزنك، يمكنك اتخاذ خطوات للتعامل معه. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن قراءة الأخبار يمكن أن تثير حزنك، فيمكنك الحد من تعرضك للأخبار، ويمكنك أيضاً محاولة تجنب المواقف أو الأشخاص الذين يثيرون حزنك.
3. تقبل مشاعرك:
من المهم أن تتقبل مشاعرك بما في ذلك الحزن، ويمكن أن تؤدي محاولة قمع أو تجاهل مشاعرك إلى المزيد من المشاعر السلبية. بدلًا من ذلك اعترف بحزنك، واسمح لنفسك بأن تشعر به، ويمكن أن يساعدك ذلك في معالجة مشاعرك، والمضي قدمًا، ويمكن أن يساعدك قبول مشاعرك أيضاً على فهم نفسك بشكل أفضل، ما قد يؤدي إلى نمو شخصي.